طرابلس: أعربت منظمات حقوق إنسان عن شكوكها بشأن ارتكاب القوات الموالية للعقيد الليبى معمر القذافى، جرائم اغتصاب جماعى وغيرها من الانتهاكات ، ردا منها على الحرب التى شنها حلف شمال الأطلسى "الناتو". وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فى تقرير لها اليوم الجمعة، أن هناك كثيرا من القصص والمزاعم ترددها قوات الناتو، والمعارضة ووسائل الإعلام، تزعم بأن نظام القذافى أمر باغتصاب المتظاهرين المدنيين بشكل جماعى مستخدما فى ذلك عدد من المرتزقة الأجانب بالإضافة الى طائرات الهيلكوبتر التى كانت تطارد المعارضين. وأشارت الصحيفة إلى أن منظمة العفو الدولية "أمنستى" أجرت تحقيقا فى هذه الانتهاكات، ولكنها فشلت فى الحصول على أدلة واضحة على هذه الانتهاكات، لكن هذا لم يمنع المنظمة من إثارة الشكوك حول هذه الجرائم. وخلال تحقيقها، وجدت أمنستى بعض المعطيات التى تفيد بأنه فى بعض الأحيان، قام المتظاهرون المتمردون على نظام القذافى بنسج قصص مفتعلة بدلائل خاطئة حول ارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان فى حقهم. وأوضحت "الإندبندنت" أن النتائج التى توصل إليها محققو منظمة العفو الدولية، لم تتفق مع رؤى لويس مورينو أوكامبو المدعى العام بالمحكمة الجنائية الدولية، الذى أعلن فى تصريحات صحفية قبل أسبوعين أنه يمتلك معلومات مؤكدة بأن القذافى يتبع سياسة ممنهجة لإغتصاب المعارضين لنظامه كأسلوب لمعاقبتهم. ونقلت الصحيفة تصريح دوناتيلا روفيرا كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو الدولية، التى قالت: "لم نجد أى دليل على هذه المزاعم، ولم نعثر على ضحية إغتصاب واحدة، ولم نقابل أيضا طبيب واحد يملك معلومات عن حالة إغتصاب قابلها". وأوضحت روفيرا أن هذا لا يعنى أنه لم يتم إرتكاب جرائم إغتصاب جماعى، ولكن لا توجد أدلة تُثبت إرتكاب هذه الإنتهاكات. وذكرت كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو الدولية، أنه خلال تواجدها فى ليبيا تقابلت مع إثنين من مرتكبى جرائم الإغتصاب والذين أعلنوا قيامهم بإغتصاب أسرة بأكملها مكونة من أربعة فتيات. وأضافت أن هذين المتهمين تتراوح أعمارهما ما بين 17- 21 سنة، وبسؤالهما عن تفاصيل الجرائم التى ارتكباها، أنكرا تماما أن يكون حدث ذلك وقاما بتغيير روايتهما، مؤكدين أنهما لم يشاركا فى عمليات الاغتصاب وأن هذه هى المرة الأولى التى يسمعان فيها تلك الروايات. واعتبرت الصحيفة أن أقوى الأدلة حول ارتكاب جرائم انتهاك فى ليبا، يمكن أخذها من تصريحات الطبيبة النفسية سهام سيرجيوا والتى قالت أنها قامت بتوزيع 70 ألف استبيان، فى المناطق التى يسيطر عليها المتمردون وعلى الحدود الليبية التونسية، وتلقت فى المقابل 60 ألف ردا عليهم، وتوصلت الى أن نحو 259 سيدة أقسمن أنه تم اغتصابهن وقامت الطبيبة بمقابلة 140 من الضحايا. إلا أن الطبيبة إلى أنه على الرغم من مقابلتها عددا كبيرا من الضحايا،فإنها لم تتمكن من الإمساك بدليل مادى على حدوث الإنتهاكات.