نظرية جديدة لأعداء الإسلام رجب البنا يحذر أصحاب النظرية الجديدة لأعداء الإسلام من تزايد أعداد المسلمين في أوروبا وأمريكا, ويقولون إن ذلك يهدد أوروبا بأن تصبح مسلمة بعد أقل من نصف قرن, لأن المسلمين يتزايدون بالهجرة وبزيادة النسل, ويتزايدون من ناحية أخري بدخول أعداد من الأوروبيين والأمريكيين في الإسلام. ويقولون إن أي جهادي إسلامي يستطيع أن يعبر أوروبا كلها ويتنقل بين دولها ومدنها, علي الرغم من القوانين والإجراءات والتشدد في المطارات والحدود البرية والبحرية, وذلك بأن يغير اسمه وبعض ملامحه, أو يجد من يقوده عبر المناطق البعيدة علي الحدود. ونتيجة لهذه المبالغات في إثارة المخاوف بدأت الحكومات الأوروبية في اتخاذ إجراءات أكثر تشددا تجاه المسلمين, وانتقلت موجة الكراهية إلي الإعلام, فلا يمر يوم دون ظهور المقالات والكتب والمحاضرات والبرامج التليفزيونية التي تعمق مشاعر الخوف والكراهية من الإسلام والمسلمين, فلم يعد برنارد لويس أو سلمان رشدي أكبر أعداء الإسلام بعد ظهور عشرات أكثر كراهية للإسلام منهما. وفي الفترة الأخيرة, قرر وزير الداخلية الإسبانية زيادة العملاء السريين في أجهزة الأمن إلي ثلاثة أضعاف ما كانوا عليه, وضاعفت الشرطة الإسبانية أعداد أفرادها وأنشأت جهازا جديدا يضم عناصر من الشرطة والاستخبارات لمراقبة المناطق التي يسكنها المسلمون. يردد أصحاب هذه النظرية أن زيادة الخطر الإسلامي في أوروبا حدثت بسبب التسامح الديني والثقافي الذي كان سائدا في أوروبا وأمريكا, إلي الحد الذي سمح لخلية هامبورج بعقد اجتماعاتها التنظيمية, ووضع خططها لعملياتها الإرهابية. وهذا التسامح الديني والثقافي هو الذي فتح الجامعات في أوروبا لأفراد يمثلون الإسلام الراديكالي, خاصة في ألمانيا, حيث التعليم مجانا في جميع مراحله, حتي الجامعات والدراسات العليا وحتي للأجانب, ويقولون: إن الأوروبيين فتحوا بلادهم لهجرة المسلمين وتعاملوا معهم بدرجة عالية من التسامح, ولكن المسلمين الراديكاليين يعيشون في أوروبا ويستفيدون من ذلك ولا يتعاملون مع الأوروبيين بمثل هذا التسامح, وينظرون إلي دول الغرب علي أنها دار الحرب, وإلي الغربيين علي أنهم كفار ويجعلون هدفهم هداية الشعوب الغربية أو إكراهها علي الدخول في الإسلام. إلي هذا الحد يصل التحريض علي المسلمين!.. ويضيفون أيضا أن المسلمين يعيشون معا في أحياء خاصة بهم ويرفضون الاندماج في المجتمعات الغربية, وأن بعضهم يرفض تعلم اللغات الخاصة بالدول التي يعيشون فيها ويتفاهمون مع إخوانهم بلغاتهم الأصلية, بل إنهم ينشئون مدارس خاصة تعلم أطفالهم لغاتهم الأصلية مع تحفيظ القرآن ومبادئ الإسلام, ولا تلتزم بمناهج التعليم في البلاد التي يعيشون فيها. ولكن الأحداث أيقظت الغافلين كما ظهر في رد الفعل في هولندا لاغتيال المخرج الشهير فان جوخ, ورد الفعل في بريطانيا لإساءة الجهاديين استغلال حق اللجوء السياسي, ورد الفعل في فرنسا لإصرار المسلمات علي ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية, وبذلك تصادمت التعددية الثقافية في أوروبا مع الليبرالية وتصادم الحق في الخصوصية مع ضرورات الأمن القومي, وظهر أن التعددية الثقافية سوف تؤدي إلي التسامح مع الإرهاب وتفقد صلتها بالليبرالية, بعد أن سمحت الليبرالية والتسامح الديني والثقافي إلي تحويل مقار العبادة إلي غرف عمليات للإرهابيين. هل يمكن أن يصبح المسلمون في أوروبا وأمريكا أوروبيين وأمريكيين كغيرهم من المهاجرين وأبنائهم؟ يجيب أصحاب نظرية العداء الجديدة بأن ذلك لن يحدث, لأن المسلمين يرفضون الاندماج, وأكثر من ذلك فإنهم يريدون تحويل الأوروبيين والأمريكيين إلي مسلمين, أي أن المهاجرين المسلمين غير مستعدين للتغير والتكيف مع المجتمع الأوروبي أو الأمريكي الذي يعيشون فيه, ولكنهم يريدون أن يغيروا العالم, لأن العالم في نظرهم يعيش في ضلال وجاهلية, وعليهم رسالة هداية العالم بالدعوة أو بالجهاد! يقولون: لقد فشلت سياسة الاستيعاب في فرنسا وفشلت سياسة التعددية الثقافية في بريطانيا وهولندا, فهل يمكن أن تكون هناك سياسة أخري للتعامل مع الخطر الإسلامي؟! هذه بعض أفكارهم! عن صحيفة الاهرام المصرية 21/10/2007