دمشق: في حي الشعلان الدمشقي تتربع على الأرفف أكياس النايلون الشفافة وبداخلها مختلف أصناف الخضراوات المعدة للطهي، والتي تحرص السيدات على اقتنائها اختصاراً للوقت والجهد. يحمل سوق الخضراوات في قلب دمشق اسم "سوق الكسالى" لأنه يبيع معظم أنواع الخضراوات بعد تجهيزها للمرحلة الأخيرة من وجبة الطعام، حسب ما ورد بصحيفة "الإتحاد" الإماراتية. وتتنوع الخضراوات المعدة للطهي في ذلك السوق، فمنها الخضراوات المقطعة المعدة لصنع الحساء والشوربة كالجزر والقرنبيط والسلق، وهناك الكوسا والباذنجان واليقطين والجزر المحفور أي الجاهز لحشو الأرز واللحم والمكسرات داخله، وهناك مختلف أنواع الحبوب والبقول المغسولة والمنقاة والمقطعة والمجهزة داخل أكياس كالفاصولياء والبازلاء والبامياء، وهناك ورق العنب والبقدونس المفروم الجاهز لإضافته للسلطة، وأوراق النعناع والملوخية الخضراء أو المجففة، وهي جميعها جاهزة في أكياس نايلون شفافة. نشأ السوق قبل نحو 20 عاماً والذي كان آنذاك يحمل اسم سوق الخضراوات، ثم بعد ذلك أصبح الناس يطلقون عليه سوق "التنابل" وسوق "الكسالى" وأحياناً سوق "الأكابر"، وراقت فكرة السوق للكثيرات، لذا قام عدد من تجار وباعة الخضراوات بالتعاقد مع مجموعة من النسوة يقمن بتحضير الخطوات الأساسية لوجبة الطعام بكل براعة ونظافة. ويستهدف السوق مجموعة محددة من النسوة، وذلك ضمن حالات ثلاث لا رابع لها، فهن إما من سيدات العائلات الثرية التي تعتمد على مدبرات المنزل أو الخضراوات المعلبة والكونسروة، أو أنهن جاهلات بأصول الطهي وإعداد الطبخ، أو أنهن موظفات ومعلمات لا يجدن الوقت الكافي لإعداد كل مراحل الطعام. وينشط السوق في شهر رمضان من كل عام ويشهد إقبالاً كبيراً، ولايقتصر زبائن السوق على النسوة الأكابر أو المعلمات، بل هناك الأجانب والمغتربون والطلبة العازبون، والسياح من الرجال والنساء. ويعتاش عدد كبير من العائلات الفقيرة على هذه المهنة أو التجارة، ويشترط في عاملات سوق الكسالى اللواتي لا يراهن سوى المتعهد أو تاجر الخضراوات، توافر عاملي النظافة والإتقان، أي البراعة في تحضير وإنجاز الخضراوات وفق الوجبة المحددة، كما ترتدي العاملات خلال عملهن قفازات بلاستيكية تحقيقاً للنظافة، فضلاً عن عامل السرعة.