السلام عليكم ، أبعث بزفرة أسى وألم ، وأريد أن أعرض عليكم مشكلتى ، عساكم تسعفونى بحل شاف ونهائى ، فأنا لدي زوجة كنت أحبها لحد الجنون ، وقد تنازلت عن قدر كبير من قوامتى سبيلاً إلى تدليلها ، وإراحة بالها ، وقد دفعنى إلى ذلك حبى لها ، وتقديرى لحالتها الصحية الخاصة ، فهي مصابة قبل زواجى بها بمرض السكر ، وتعاطى الحقن والمصاب بهذا المرض يتوتر بسرعة . وبالتالى صرت أتراجع عما يغضبها مهما جنت علي , ولكن سلوكها أصبح لا يطاق بعد أن علمت من الطبيب أنه يصعب عليها الحمل إلا عن طريق التلقيح خارج الرحم وبما أنى لا أملك الآن الأموال اللازمة لتغطية مصروفات العلاج وإجراء تلك المحاولة . وحسب الطبيب الذى كان يتابعها فإنه يرى ضرورة اجراء تلك العملية فى بلد آخر فقد أضحت ولأنها تعرف أنني كنت أحبها ولا أزال على مضض , صارت تضغط علي بكل الوسائل المتاحة لكي أذهب بها إلى الخارج وإتمام العملية ، مع علمها بأنى لا أملك سوى راتبى ومع ذلك فهي لا يهمها كل ذلك بل تريدنى أن أطلب المساعدة من الزملاء وغير الزملاء . وأن أستدين ، بل أن أسعى بكل ماليس بيدى لتحقيق رغبتها، و لا تزال تمارس ضغطها وتعنيفها بل ذهب بها تشددها إلى محاولة ابتزازى ، وذلك بأن صارت تقول بأنها لا تريد سوى الأطفال ، وتريدنى أن أطلقها لتبحث عن شخص آخر لديه الإمكانات لتحقيق ذلك ، وبالتالى أصحبت عشرتها جحيماً من كثرة ما أتعرض إليه من إساءاتها و خصوماتها وحساسيتها المفرطة من كل شئ . حتى أننى صرت لا أستطيع الخروج من المنزل إلا بعد أن أقدم لها خريطة مسارى ، وإذا بعد دقائق تلاحقني عبر المحمول أين أنت ؟ ثم إنها أصبحت مدمنة على طلب الطلاق ، لكن حبى لها يدفعنى لتحمل كل ذلك لكنها لم تعد تقدره , وقد طلبت منها أن نتريث لنعد تلك الرحلة العلاجية إعداداً حسناً على ضوء ما هو متاح ، لكنها ترفض ، أما أنا فلا أدخر أي جهد وكل ما أملكه هي علي علم به ، لكنها تريد أن تدفعنى إلى ما لا طاقة لى به الآن . والواقع أن حالتها معى لم تعد تريحنى ، ومع ذلك لا أجدنى قادراً على تطليقها ، بسبب حبى لها ، لكنى صرت كالقابض على الجمر ، فبماذا تنصحونى؟ هل أستجيب لطلباتها المتكررة للطلاق? أم أظل أتحمل الأذى لطول الوقت? مع أنى أشفق عليها بعد أن عرفت أن لا سبيل إلى الإنجاب بإذن الله إلا بتلك الطريقة فنحن زوجان منذ ما يقرب من أربع سنوات ولم تنجب حتى الآن . بوطرفة - المغرب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، حيرتني رسالتك التي قرأتها أكثر من مرة ، ذلك لأنك طلبت مني البت في موضوع مصيري ومحدد ، يترتب عليه مصير بيت وأسرة ، رغم علمي بأن زوجتك مخطئة في كل ما تقول وتفعل وأنها متجنية بنسبة كبيرة . لأنه لا ذنب لك فيما أصيبت به وما قدره الله لها ، وإن كنت ألتمس لها بعض العذر ، إلا أنني لا أعفيها من مسئوليتها عما آلت إليه الأمور بينكما ، وإن كنت أنت أيضاً المسئول بسبب تنازلاتك الكثيرة والتي أدت إلي انفلات الأمور من يديك وصارت زوجتك كالحصان الجامح الذي انفلت لجامه من يد صاحبه فصار يلهث خلفه ليعيده إلي رشده ، وهكذا تقلصت حياتك في السعي نحو زوجتك التي عرفت مقدار حبك لها وتسعي إلي استغلاله أسوأ استغلال . ولن أقول لك طلقها لتجد زوجاً آخر غنياً يدفع لها تكاليف العملية التي تحتاجها ، فهي مسكينة تتخيل أنه طالما أنها وجدت رجلاً يحبها كل هذا الحب فمن السهل أن تجد آخرين يحبونها ويبذلون من أجل رضاها المال الكثير ،وهي مسكينة نسيت ما وهبها الله من نعم وصارت تبحث عما حرمت منه ففقدت قيمة ما لديها وقد صور لها غرورها أن حنوك وحدبك عليها هو حق وليس عطاء . وبدلاً من أن تشكر ربها ، تمردت ، وصارت تطلب المستحيل آملة أنك ستحقق لها كل ذلك ، وإن كنت تسألني ماذا تفعل فسأقول لك إن عليك أن تنصحها بالحسني بأن ذلك ليس في صالحها عليك أن تحاول معها لستعيد هدوئها ورضاها وقناعتها بما قسم الله ، فإن اقتنعت ورضيت فخيراً فعلت وإن ظلت علي عنادها ومكابرتها فالأفضل لك تهددها فقط بانك ستنفذ لها ما أرادت حتي ولو بدات في إيهامها بأنك تسير في إجراءات الطلاق وتطلب منها أن تذهب إلي والدها إلي أن تنتهي الإجراءات . وقد يكون ذلك فرصة عظيمة لها لتعاود التفكير من جديد ويعود إليها عقلها ، وتعرف أن كل شئ بموعد وأن الله هو المعطي والمانع ، ولعل القرآن الكريم يذخر بآيات كثيرة تحض علي الصبر وعظم قيمته ، وعليها أن تتذكر قول الله تعالي ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) ، وأن الله يجزي الصابرين ، وقال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بْالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) ، وقال أيضاً "وبشر الصابرين " ، وقوله سبحانه: ( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) ، وقوله : وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ، وغير ذلك من آيات كثيرة تحض علي الصبر وتعرف بقيمته وجزاء من يصبر ، فلماذا لا تكون من الصابرين ؟ لماذا لا تصبر فلعل الله يجازيها خيراً ويرزقها بمن تقر بهم أعينها. عواطف عبد الحميد [email protected]