طائرات مصرية محملة بالسلاح والرجال تهبط فوق التراب المغربى على الحدود مع الجزائر، بضعة رجال مسربلين بالأوشحة يظهرون فجأةً على الجانب الآخر من الحدود كأنما أنبتتهم رمال الصحراء،يجرون إلى نقطة التقاء محددة سلفًا على الحدود، للالتقاء مع الطائرة والرجال على متنها، مقاتلون مصريون يهبطون من الطائرة حاملين صناديق السلاح والعتاد، يسلمونها إلى هؤلاء الرجال القادمين المتشحين بالظلام، تقلع الطائرة مسرعةً بعد أن أفرغت حمولتها من الرجال والعتاد فوق الأراضى العربية، بينما رفاق السلاح من المصريين والجزائريين يمشون الهوينى فى حذر من أنْ تراهم نقاط حراسة المستعمر الفرنسي، وبعد سنوات قليلة تتحرر الجزائر،وفى صيف العام 1962م، يقف بن بيللا وهوارى بومدين ومحمد بوضياف وغيرهم من رفاق رحلة الكفاح والتحرر الطويلة، ليوجهوا الشكر إلى مصر على دورها البالغ فى تحرير الجزائريين من نَيْر الاستعمار.. تلك كانت مقدمه لرسالة وصلتنى عبر بريدى الإليكترونى من الأخت الجزائرية سالى ويبدو أنها أرسلتها للمئات أو للآلآف والرساله طويلة وجيدة وتقارن فى رسالتها بين العلاقات الحميمه فى العقدين الخامس والسادس ومابعدهما من القرن الماضى وبين ماهو حاصل وتتمنى أن يسود الهدوء والسلام. ومع بالغ التحية والتقدير للأخت سالى ومن مثلها من الأشقاء من مشاطرينا الأخوة والأصالة والعرفان بالجميل وهناك من المعتدلين كالأستاذ محمد المسعود الذى علق على المقال بقصيده تمنيت لو أرسلها لصحفهم الراقصة على نار الفتنة يومياً من أصحاب الأقلام والأعمدة والتى يومياً تكيل الأكاذيب والإتهامات وتتجرأ وتتطاول فى مقالاتهم، حتى أن التطاول جاء إلينا من تعليقات المرضى منهم المقيتة والمقذذة، وأدعو الأخت الكريمة سالى ومن مثلها لقراءة مقالات صحفهم "الفجر،الشروق،الخبر" لترى ماتشيب له الرؤوس وليشهدوا كم تجنى الراقصون على نار الفتنه على الأخوه والأصاله وأن ترسل رسالتها تلك للمتجنين والمتطاولين لعلهم يرشدون،وبالطبع هناك أعداد كبيره غاضبه وتنشد الأصاله ويقولون أنهم أهل العلم والأصاله وأن "البربر" هم الأصل وهم العروبه وكل شيء وهذا جيد! فهل من الأصالة والعروبة تخريب شركات ومؤسسات تعمل ببلادهم؟! هل من الشهامه العربيه التربص بالاسلحه الحاده المتنوعه لاعبى ومشجعى كرة القدم العٌزّل رغبةً لإرهابهم والغدر بهم لا لشيء سوى أنهم مشجعون مصريون؟ هل من الأصاله أنك لو مُقيم فى بلدٍ ما من سنوات طويله ضيفاً بين قوم بينك وبينهم كل الإحترام حتى إذا حدث شيء ما فى علاقات بلادك بهم أغاروا عليك وألقوا عليك النار وأرهبوك وأخافوك بشتى الطرق؟! هل تلك الشهامه العربيه؟! هل الشهامه والمروءه هى ما فعلته الفئات البربريه من تدمير مكتب مصر للطيران وعدد من الشركات التى يعمل ببلادهم ويرتزق ويفتح بيته منها الآلاف من أبناء الشعبين؟هل من الأصاله التعليق على المقالات بمنتهي"البذاءه" والفظاظه و"التقذز" وأقبح التشبيهات وأفظعها والتى تطال أعراض الناس هل هى تلك فصاحتكم فى اللغه وبلاغتكم فى الأسلوب!؟ هل هذا رد الجميل فيما علمكم مدرسونا وفقهائنا بعد أن ألغى المحتل الفرنسى هويتكم العربيه وأوصل نسبة الأميه فى بلادكم لاكثر من 90%، والله إنا لنعرف الكثير جداً من الموبقات والفظائع التى تُمارس فى بلادكم وتمنعنا شهامتنا ومروءتنا أن نخوض فيها ونقترب منها لإنشاد الأصاله فالذين يرقصون على الموبقات ويتلذذون بذكر العيوب ويعايرون يومياً بأقبح المعانى يظنوننا عاجزون عن الكتابه أو التعامل بالمثل،ولكننا تأبى أنفسنا وضمائرنا أن ننزل ابداً لمستوياتهم الدنيئه ولأوصافهم المقيته لأننا نحن المصريون أبناء مصر التى كرمها الله تبارك وتعالى وذكرها فى كتابه العظيم الذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فقال عنها رب العزه" وقال الذى إشتراه من مصر لامرأته أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً.."الآيه، وقال عز من قائل"... إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين"الآيات 21،99من سورة يوسف، وقال أيضاً"وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوأّ لقومكما بمصرا بيوتاً وإجعلوا بيوتكم قبله.." آيه87 سورة يونس،وقال عز من قائل"...أليس لى مُلك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتي" الآيه51 الزخرف،وقال جلا وعلا "وشجرة تخرجٌ من طور سيناء تنبت بالدُهن وصبغٍ للآكلين"إشاره لسيناء الحبيبه آيه "20"من سورة المؤمنون، وقال رسول الله عليه وسلم "مصر وأهلها فى رباط إلى يوم القيامه.."الحديث الشريف وقال عليه الصلاة والسلام" إذا فتح الله عليكم.