تحتفل اليوم القوات الجوية بعيدها السابع والثلاثين، ويأتى الاحتفال الذى يقام يوم 14 أكتوبر من كل عام، متواكبا مع احتفالات مصر بانتصار أكتوبر 1973، حيث قامت القوات الجوية بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية الأولى التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب، واستمر تألق الطيارين المصريين خلال أيام الحرب حتى جاء يوم 14 أكتوبر 1973، حيث حاول العدو فى هذا اليوم تنفيذ ضربة ضد قواعدنا الجوية بالدلتا بغرض فرض سيطرة جوية على خط الجبهة ومنع طائراتنا من التدخل ضد قواته، فتصدت لها المقاتلات المصرية فى أكبر معركة جوية دارت فى سماء مدينة المنصورة التى سميت فيما بعد ب«معركة المنصورة»، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين واستمرت هذه الملحمة لأكثر من 53 دقيقة تكبد خلالها العدو أكبر خسائر فى طائراته خلال مراحل الصراع العربى الإسرائيلى، حيث تم إسقاط 18 طائرة معادية رغم تفوقه العددى والنوعى مما أجبر باقى الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة، ومنذ ذلك التاريخ لم يقدم العدو على مهاجمة دلتا مصر، ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدا للقوات الجوية. وبهذه المناسبة التقت «الشروق» الفريق رضا محمود حافظ، قائد القوات الجوية، حيث تحدث عن أحدث ما توصل إليه سلاح الجو المصرى، مشيرا إلى أن التسليح شمل طائرات القتال بأنواعها وطائرات النقل والهليكوبتر المسلح والهجومى، ومايخصص أيضا لإبرار القوات وطائرات المعاونة للقوات البرية والبحرية وطائرات البحث والإنقاذ. وأكد الفريق حافظ أن القوات الجوية تمتلك أحدث الطائرات المقاتلة وأحدث أجيال طائرات إف 16 والميراج 2000 وكذا طائرة الإنذار المبكر E-2C، وطائرات ومعدات الاستطلاع الجوى الحديثة والأباتشى الهجومية وأنواع أخرى مختلفة فى جميع أسلحة الجو، بالإضافة إلى المنظومات الأرضية من صيانة وإصلاح وتدريب ومنظومات الحرب الإلكترونية. وقال الفريق حافظ: «لا يزعجنا تكالب دول المنطقة على امتلاك أحدث الطائرات المقاتلة، ومنظومة الدفاع عن سماء مصر ضد أى طائرات معادية تتكون من القوات الجوية وقوات الدفاع الجوى حيث يعملان جنبا إلى جنب فى تعاون وثيق لتنفيذ هذه المهمة». وكشف أنه أصبح لدينا منظومة كاملة من أحدث الطائرات الأمريكية والفرنسية والإنجليزية والكندية والروسية والتشيكية والصينية والألمانية والأوكرانية، القادرة على تنفيذ المهام المختلفة بدقة متناهية وكفاءة عالية على جميع المحاور الاستراتيجية للدولة، ومن هذه الطائرات «إف 16» بأجيالها المتعددة والطائرات الفرنسية «ميراج 2000» وأحدث طائرات التدريب وطائرات المعاونة «الفاجيت»، كما تم تحديث معظم الطائرات بأنظمة ملاحية متطورة يمكنها استقبال المعلومات من منظومة الأقمار الصناعية العالمية لتنفيذ المهام بكل دقة، فضلا عن تحديث أسطول طائرات التدريب بالكلية الجوية لمسايرة التطور العالمى فى الطائرات مثل الطائرة النفاثة «K-8» والطائرات المروحية جروب، وواصل «نستطيع القول إن القوات الجوية المصرية من أقوى أسلحة الجو بالمنطقة». ولفت إلى أن مصر تمتلك أرقى مدارس القتال الجوى فضلا عن نظام تقييم المعارك الجوية وهو من أحدث النظم فى هذا المجال، مشيرا إلى أن قواتنا الجوية تقوم بمسايرة أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل داخل الكلية الجوية، كما يستمر إعداد الضباط الطيارين والجويين فى التشكيلات الجوية باستخدام أحدث النظم والمحاكيات بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات الجوية فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية واستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب. وفيما يتعلق بالمهام التى تكلف بها القوات الجوية لتقديم الدعم والمعاونة لأجهزة الدولة والقطاع المدنى أشار الفريق حافظ إلى أن القوات الجوية دائما ما تكون فى طليعة الأجهزة التى تبادر بالتدخل السريع فى الكوارث الطبيعية كأحداث السيول والزلازل واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة لتحديد حجم الخسائر ونقل الجرحى والمصابين وأعمال الإخلاء والنقل السريع والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين وكذلك مكافحة الحرائق بالهليكوبتر ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليمية من التلوث الناتج عن السفن وتبليغ جهات الاختصاص، كما تشارك قواتنا الجوية بطائراتها فى أعمال الخدمة الوطنية لقواتنا المسلحة فى مجال الرش الزراعى والبحث والإنقاذ والإسعاف الطائر والإخلاء الطبى ومكافحة الزراعات المخدرة بالتعاون مع وزارة الداخلية وقوات حرس الحدود، كما تقوم بتنفيذ مشاريع التصوير المساحى لصالح هيئات ووزارات الدولة اللازمة لأعمال التنمية الزراعية والتخطيط العمرانى والنقل والطرق، فضلا عن نقل مواد الإغاثة إلى الدول المتضررة من كوارث طبيعية كما حدث فى باكستان والولايات المتحدةالأمريكية، والمساهمة فى نقل معدات الإغاثة والمعدات الطبية لكل من السودان وتركيا والجزائر والكونغو وتنزانيا ولبنان بالإضافة إلى نقل قوات حفظ السلام فى البوسنة والصومال والسودان. وأضاف أن من أحدث خدمات القوات الجوية هى توفير خدمة التاكسى الطائر، بما يساهم فى توفير متطلبات الاستثمار والتنمية للدولة ودعم قطاع السياحة، حيث يتم نقل السياح للأماكن الأثرية وكذلك رجال الأعمال والأفراد، وتم تجهيز طائرات هليكوبتر لهذا الغرض. وأشار إلى أن معهد طب الطيران وعلوم الفضاء يعد أحد أكبر المراكز التخصصية فى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مركز الأرصاد الجوية. وأخيرا أوضح أن هناك تدريبات مشتركة كثيرة مع العديد من الدول مثل «النجم الساطع» و«الأفعى الحديدية» مع الجانب الأمريكى وكثير من الدول، و«فيصل» مع السعودية، و«عين جالوت» مع الأردن، وغيرها من التدريبات مع تركيا وإيطاليا وفرنسا وانجلترا وغيرها.