هذا هو أول يوم للدكتور "محمد مرسي" – بحق - كرئيس لجمهورية مصر العربية ... فهل يكون الأخير؟؟؟
ضربة معلم ولا أقل، تلك القرارات التى اتخذها الرئيس محمد مرسي، ليحقق بها أهداف عدة، ويقلب المائدة على أعدائه الذين يحاربونه على الهوية وليس على أساس إمكاناته وصلاحياته التى لا تزال ينقصها الكثير. أول هذه الأهداف ولا شك، هي الإطاحة برأس المخابرات، اللواء مراد موافي، الذي يكفي لبيان مدي تواضع كفاءته، ذلك التصريح المثير للشفقة الذى رد به على تساءلات الصحفيين: وأين كانت المخابرات المصرية، حينما كان العدو يرصد ويحذر مواطنيه، والإرهابيون يدبرون جريمتهم ضد أبناء الجيش المصري؟؟؟؟ فقال موافي: بل كان لدينا معلومات عن عملية إرهابية ضدنا ولكن ......... لم نكن نتخيل أن تأتي الضربة من جانب الأشقاء الفلسطينيين....!! وهو مبدأ إن تم تعميمه على الأمن العام للدولة، لجلس كل ضباط الشرطة فى بيوتهم من منطلق أنهم لا يتخيلون أن يؤذي مواطنا شقيقه فى الوطن....! لقد ساهمت المخابرات بكل جهدها فى تحويل سيناء إلى جنة للإرهاب، سواء بالاكتفاء بما يرد إليها من تقارير المحافظين، والشرطة العسكرية بإمكاناتهما الضعيفة، دون أدني محاولة لنشر عملاء لها وسط مدنها وصحاريها، التى تنتشر فى دروبها وجبالها الخلايا المحسوبة على الجهاد وما هي من الجهاد فى شيئ، ولم تحاول قيادتها تطوير نفسها، حيث وبدلا من تسخير كل إمكاناتها للتنصت على اتصالات الثوار والنشطاء وتتبع تحركاتهم واجتماعاتهم وبدلا من صفقات القنابل المسيلة للدموع وقنابل الأعصاب وصفقات السلاح للأمن المركزي، التى تم شراءها بالملايين لقمع الثوار السلميين – أعداء النظام البائد ولا فخر – كان الأحري أن تطالب المخابرات المصرية بهذه المبالغ المدفوعة من ميزانية الدولة لشراء "الشبكة البرتقالية" ذات الإمكانات العالية فى التنصت على الاتصالات الهاتفية التى امتلكتها "إسرائيل" مؤخرا، ومكنتها من التوصل إلى أسرار العملية الإرهابية التى وقعت ضد جنودنا، والله أعلم من ماذا أيضا، خاصة وان حدودنا ظلت لسنوات سداح مداح، وساحة مفتوحة للشاباك والموساد والشين بيت وكل أجهزة العدو الصهيوني الاستخباراتية، وبالمقابل فى ظل غيبوبة تامة – أخشي القول أنها متعمدة – من جانب المخابرات المصرية، التى كان كل همها تأمين المناطق المحيطة بمدينة شرم الشيخ – عاصمة الرئيس المخلوع مبارك – الخاصة. ثاني هذه الأهداف، إظهار العين الحمراء للذين تحولوا من مقاعد المعارضة للرئيس – وهي مشروعة بكل الوسائل والمقاييس – إلى مقاعد الهجامين والبلطجية الذين يتحرشون بالرئيس، وهم الذين عاشوا دهورا من حياتهم كالجرذان نهارا وكالرهبان ليلا يسبحون بحمد الرئيس المخلوع ويهللون له ويكبرونه. ثالث هذه الأهداف، هو قلب المائدة تماما، بحيث أصبح الرئيس وباستخدام صلاحياته المحدودة لا زالت، فى موقف الهجوم، بعد أن كان حتى أمس فقط فى موقف الدفاع دائما، حتى بلغ الحد بالفلول وأتباع العميل الصهيوني مبارك وأراجوزات الميديا الذين تحولوا بين يوم وليلة إلى اصحاب قنوات، أن ترصدوا للرئيس، متحدين جلال وحرمة الجنازة العسكرية التى أقيمت لشهداء الوطن، لكي يقذفوه بالأحذية..... وهو ما دعا الرئيس – الذي حضر بالفعل حسبما أكدت مصادر عليمة – إلى تجنب الدخول إلى المسجد، وهو الموقف الوحيد الذي يؤخذ عليه، حيث كان عليه مواجهتهم والوقوف لهم وتلقي ضرباتهم ليكونوا هم بعد ذلك هدفا لكل مواطن مصري يرفض أن يمتهن منصب الرئاسة أيا كان الجالس علي كرسيه. لقد أطاح الرئيس مرسي، ضمن من أطاح بسفاح الثوار الشهير باللواء حمدي بدين، الذي امتلأت السجون العسكرية بالأسري منهم، على يدي زبانيته، الذين تم غسيل عقولهم وإفهامهم أن الثوار أعداء للبلد وان حسني مبارك كان "راجل وطني وشريف"، فانطلق جنوده يضربون ويسحلون ويعتقلون كل من تطاله أيديهم من شباب الثورة ونسائها، حتى امتلأت المعسكرات بالأسري التى لم تمتلئ ابدا بأسري العدو الصهيوني كما امتلأت بشباب مصر الأحرار. إنها ضربة معلم ولا شك، وهي وإن كانت ستلقي حجرا فى فم الكثير من الكلاب المسعورة التى نهشت لحم الرئيس لمجرد أنه ليس من معسكرهم، إلا أن ثمنها قد يكون باهظا، وقد تدفع أعداءه إلى تبييت النوايا بما لهم من صلاحيات ربما لا يملكها، إلى التحرك نحو الإطاحة به هو شخصيا، ولتكن نقطة انطلاقهم يوم الرابع والعشرين من أغسطس الحالي...... ولكن يحسب له أنه أخيرا قد اتخذ موقفا لصالح الوطن، غامر فيه بمنصبه وربما حياته، فى أول يوم له – بالفعل – كرئيس لجمهورية مصر العربية.