في تعليق منه على ما أحاط بمجزرة رفح ضد جنود الجيش المصري، من ملابسات مثيرة للجدل، أكد د. عز الدين فشير – الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي، أن المشكلة الرئيسية تكمن في سياسات خاطئة تنتج كوارث متلاحقة، وستظل هذه الكوارث تصيبنا حتى نصلح من سياساتنا. أول هذه السياسات هو ضعف الأداء الأمني والعسكري على الحدود. لماذا لا نعرف بالعمليات قبل وقوعها مثل الإسرائيليين؟ .. لأن 90% من الوقاية من الإرهاب تأتي من المعلومات الاستخبارية. ومالم يكن لديك شبكة تجسس وجهاز مخابرات قوي يجمع ويحلل المعلومات وينقلها في وقت نافع، فمحكوم عليك أن تتلقى الضربات. ثانيها أن لدينا سياسة ملتبسة وفاشلة إزاء الوضع في غزة. من ناحية فإن عدم فتح معبر رفح بشكل دائم يظهرنا وكأننا شركاء في الحصار على غزة، وهو غير حقيقي. المطلوب أولاً فتح المعبر وفق ضوابط تحمي مصلحة مصر ومصلحة القضية الفلسطينية (وهذا أمر معقد ويطول شرحه). من ناحية أخرى، يجب أن يكون واضح لدى الإخوان وحماس والجهاد وغيرهم أن مصر اختارت طريق الحل السلمي (بما فيه المقاومة السلمية، والضغط على اسرائيل لانهاء احتلالها واسترجاع الحقوق الفلسطينية بكل السبل دون استخدام العنف المسلح) وأنها لا تريد الدخول في مواجهة مسلحة مع اسرائيل وبالتالي لن تسمح لأحد بجرها لذلك أو لاستخدام أراضيها للهجوم على اسرائيل. وأن تقول مصر ذلك بوضوح وقوة وشرف ودون لف ودوران. أن موقفنا ازاء الانقسام الفلسطيني مائع، ويجب ان يكون دفع الطرفين بالضغط والحوار معا لإعادة توحيد السلطة الفلسطينية. ان موقفنا ازاء اسرائيل مائع، ويجب أن نبدأ فورا في تعديل الملحق الأمني لمعاهدة السلام لممارسة السيادة بشكل فعال في سيناء، وهذا ممكن وواجب. وفي نفس الوقت يجب الضغط على اسرائيل وتوضيح ان استمرار حصار غزة واستمرار الاتلال ينتج موقف لا يمكن احتواءه بوسائل أجهزة الأمن فقط، وشرح ذلك للأمريكان وبقية العالم. ان علاقة السلطات العامة باهل سيناء معيبة. وسياسة التنمية في سيناء قاصرة. وما لم يتم استيعاب أهلنا في سيناء، وإيجاد فرص رزق حقيقية لأهل سيناء سيستمرون في الاعتماد على التهريب والأعمال الخارجة على القانون. هذه النقاط الستة مترابطة، ولا يمكن لسياسة ان تنجح دون ان تشملهم جميعاً..