كتاب الباحث والكاتب الامريكي ديفيد راي جريفين الذي حمل عنوانا هو (اسامة بن لادن حي ام ميت) تقصى اخبار ابن لادن وما نسب اليه واذيع وكتب عنه وما صدر من بيانات رسمية وشبه رسمية واخبار صحفية وتحليلات تناولت هذا الموضوع ليصل الى نتيجة رجح فيها غياب زعيم تنظيم القاعدة. ويقول الكاتب انه اذا كان اسامة بن لادن قد مات فينبغي على الولاياتالمتحدة الا تستنفد قواتها وخزينتها لملاحقته. وقد شكك الكاتب في كثير من الاخبار والروايات وكثير من رسائل نسبت الى ابن لادن بعد حوالى منتصف الشهر الاخير من عام 2001 . وللمؤلف 35 كتابا في الفلسفة والدين والسياسة اكتسبت شهرة واسعة ومنها بشكل خاص كتابه الشهير (اعادة النظر في بيرل هاربور) حيث هاجم اليابانيون في الحرب العالمية الثانية الاسطول البحري الامريكي في هاواي ودمروه مما ادى الى اعلان الولاياتالمتحدة الحرب على اليابان. وحمل الكتاب في بدايته شهادات تناولته وتناولت الكاتب منها ما كتبه المسؤول السابق الرفيع المستوى في وكالة المخابرات المركزية الامريكية/سي.اي.ايه/ وليام كريستيسون. ومما قاله "ديفيد راي جريفين هو واحد من اكثر المحللين السياسيين الامريكيين عناية وحكمة وهو متخصص في موضوعات تفضل معظم وسائل الاعلام الرئيسية والسياسيين تجاهلها... جريفين في كتابه الجديد مع الادلة التي يقدمها على أن رسائل ابن لادن قد تكون ملفقة يشجع على اعادة التفكير في المهمة في افغانستان." وقال تيريل اي. ارنولد النائب السابق لمدير مكتب مكافحة الارهاب بوزارة الخارجية الامريكية متسائلا "كم من الامور التي نظن اننا نعرفها عنه (ابن لادن) هي صحيحة. يبحث ديفيد راي جريفين في هذه المسألة بتعمق اكثر من اي كاتب سابق." اما روبرت ديفيد ستيل فيجاس الجاسوس السابق ومؤسس عدد من مراكز الاستخبارات والمدير التنفيذي لشبكة "استخبارات الارض" فقال "هذا الكتاب هو جزء من مجموعة متزايدة من القصص الحقيقية التي تنير الفجوة الكارثية بين من هم في السلطة الذين يفعلون ما يحلو لهم واولئك الذين يمتلكون المعرفة والذين لا تسمع اصواتهم." الكتاب الذي صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون ورد في 140 صفحة متوسطة القطع وقامت زينب رباعي بترجمته الى العربية عن الانجليزية. ومما قاله جريفين مستخلصا النتائج من أبحاثه وتحليلاته المتشعبة والكثيرة التفاصيل "ادلة كثيرة... تشير الى استنتاج مفاده ان اسامة بن لادن لم يعد حيا ويشمل هذا الدليل النقاط التالية.. "نشرت الصحف الباكستانية مقالة افادت ان مراسم تشييع ابن لادن اقيمت في 15 ديسمبر 2001 . واحتمال ان يكون ابن لادن قد توفي قبل وقت قصير من تاريخ 15 ديسمبر ازداد قوة مع حقيقة عدم اعتراض اي رسائل منه من قبل اجهزة المخابرات الامريكية منذ حوالى 13 ديسمبر 2001 ." وأضاف "واحتمال ان يكون ابن لادن قد توفي ازداد ايضا مع صدور تقارير موثوقة انه كان يعاني فشلا كلويا حادا. (وقد) أعرب الكثير من الاشخاص المطلعين بمن فيهم الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية روبرت باير والكولونيل السابق الذي ارتبط اسمه بقضية (ايران كونترا) اوليفر نورث ورئيس قسم مكافحة الارهاب في مكتب التحقيقات الاتحادي دايل واتسون ومصادر في الاستخبارت الاسرائيلية عن اعتقادهم القوي ان ابن لادن قد فارق الحياة." وذكر ان كثيرا من المؤسسات الاعلامية الرئيسية في الغرب والعالم نشرت تقارير تشير الى ان ابن لادن قد مات. وقال "من المتفق عليه عامة ان رسائل ابن لادن الصادرة بعد عام 2001 تعد الدليل الوحيد على انه كان لا يزال على قيد الحياة بعد العام 2001 ولكن ايا من هذه الرسائل لم تثبت صحتها بشكل واضح ونهائي. بعض من الاشرطة الصوتية واشرطة الفيديو الصادرة بعد العام 2001 التي يزعم انها صادرة عن ابن لادن تبدو ملفقة بوضوح مما يوحي انها جميعا قد تكون ملفقة." ولفت النظر الى نقطة يبدو فيها بعض هذه الاشرطة كأنه يخدم غايات محددة فقال "كثير من الاشرطة التي نسبت الى اسامة بن لادن والى غيره من اعضاء تنظيم القاعدة ظهرت في اوقات ملائمة جدا بالنسبة الى ادارة (الرئيس الامريكي السابق جورج بوش) مما يشير الى انها صادرة عن اصدقاء لها بدلا من اعداء لها." وهنا عرض تفاصيل عن رسائل من هذا النوع قال انها خدمت اغراض الادارة الامريكية. وتابع "في العام 2008 قال محلل في المخابرات الغربية نقلا عن كتاب (اين هو اسامة بن لادن) لمؤلفه روبرت ويندرم ان توقف تدفق المعلومات المخابراتية عن اسامة بن لادن في ديسمبر كانون الاول 2001 اصبح دائما اذ قال "لم نحصل على معلومات مخابراتية موثوقة عن اسامة بن لادن منذ العام 2001 اما المعلومات الباقية فكلها شائعات تثيرها وسائل الاعلام او تتمخض في دهاليز السلطة في العواصمالغربية. "ان غياب اي معلومات عن اسامة بن لادن- في ظل وجود اقمار تجسس اصطناعية ومكافأة بقيمة 25 مليون دولار لمن يقدم معلومات عنه - يقدم سببا اخر للاستنتاج انه لم يعد بيننا." وخلص جريفين الى القول ان الادلة الكثيرة المتاحة التي عرضها مفصلة في الكتاب "تؤيد التصريح الذي ادلى به باير من وكالة المخابرات المركزية الامريكية في اكتوبر 2008 ان اسامة بن لادن قد مات. "ان كان هذا صحيحا فان استنتاج باير بشأن مطاردة ابن لادن يلي قوله (يمكن ان تكون هذه الحرب ابدية اذا كان الهدف منها هو القبض على هذا الرجل حيا او ميتا.") وخلص الى القول هنا "من المحتمل بالتالي ان رغبة بعض الاطراف في وقوع مثل هذه الحرب كانت الدافع وراء تلفيق رسائل صادرة عن ابن لادن