سقوط الذراع الثاني من أذرع النظام (الذراع الإعلامي)
جاءت الأحداث متلاحقة .. وحاول مبارك أن يتدارك الأمر .. ويعود لخطة عمر سليمان .. فكان لابد أن يديرها عمر سليمان بنفسه .. فجاء نائباً .. وتم تغيير الوزارة .. وجاء مبارك بخطاباته.. المتتالية .. فكان أول اجتماع لعمر سليمان مع ما يسمى بالقوى الوطنية .. وذهب أيضاً شباب الثورة ..كان واضحاً عمر سليمان جداً مع الشباب أصحاب القلوب المقاتلة .. ولكن لم يستوعبوا الأمر .. فهم حالمين متصورين أن الإخوان شركاء وطن وعلى الجانب الآخر جاء لقاء عمر سليمان ومرسي الهارب من السجن والعنصر الأساسي في التخابر مع القوى الخارجية .. فستصل الرسائل مباشرة وتم الاتفاق على كل الأمور .. وأن هناك شراكة في السلطة .. وعرض الإخوان المساعدة في تصفية الميدان .. وكان الأمر يستلزم إبداء الموافقة .. فعمر سليمان يعرف أنه في كل الأحوال الإخوان سلاح المرحلة للأمريكان .. والشباب سوف يتم تصفيتهم في كل الأحوال وسبق ذلك الاتفاق حرب إعلامية شديدة .. ألهبت حماس كثير من المصريين ضد الثورة وبدت الأمور جيدة للنظام .. بل بدأ النظام يتخلص من بعض الأشخاص الذي سيحل محلها أشخاص من الإخوان .. بل بخطاب أموت على أرضها .. بكت الجماهير .. في تفوق إعلامي على قناة الجزيرة منقطع النظير وسبق ذلك كله أيضاً استعادة أمن الدولة لنشاطه ومحاولة رصد الميدان .. الغريب أنه قسموا الميدان لمربعات ضمن مجموعات متشابهة .. وكان فيها عملاء لأمن الدولة ينقلون لهم النوايا والأخبار وهؤلاء العملاء هم الآن جميعهم في السلطة وحول السلطة .. إلا أن الرياح لم تأتي بما تشتهيه السفن .. فكان الاتفاق على تصفية الميدان من خلال مزاحمة المؤيدين ضد المعارضين .. وكان في النهاية القرارات الرئاسية ستجعل الحماسة للثورة تقل .. .. حيث يتم سريان الاتفاق مع عمر سليمان .. حيث عمر سليمان فاجأ الإخوان بالاتفاق معهم بعدما حاولوا التخلص منه فهو الشخصية المرعبة لهم .. وستظل مرعبة لهم حتى بعد الاختفاء فكان على الإخوان التلاعب في الخطة فهم لا يضمنون الثعلب عمر سليمان .. فما كان موقعة الجمل .. موقعة فعلية .. ولكنها تخفي وراءها موقف ستتلاعب به الإخوان .. وبدت أمريكا مرتبكة في تصريحاتها .. بين قبول استمرار مبارك ومشاركة إخوانية وبين إزالة النظام.. فبعد أن كان أوباما يقول الرحيل الآن .. وجد نفسه مضطراً لأن يماطل حتى يعرف بأي أرض يقف الإخوان وفعلاً نجح الإخوان بتعلية الدم ليلاً خلال اليومين التاليين وكأنهم يقفون لجوار النظام لتصفية الميدان .. وعلى قناة الجزيرة أن تقوم بدورها .. وكان العمالة المزدوجة في الميدان تلعب دوراً مهماً في تصفية الشباب .. وتعجب البعض كيف مات كل هذا الشباب من حولهم .. دون أن يصاب أحد من هؤلاء العملاء .. فاضطر بعضهم لتصديق أنهم شيوخ مباركين فكانت موقعة الجمل هي سبب السقوط المدوي لذراع النظام (الإعلام) والناس يشاهدون على قناة الجزيرة المعركة الدامية حيث حولت الناس من قنوات النظام إلى قناة الجزيرة سقوط الذراع الثالث من أذرع النظام (شرعية النظام( كل هذا والجيش يتماشى هو الآخر مع خطة عمر سليمان .. إلا أنه حان أن يستريح مبارك .. فلم يعد هناك مجالاً من إزالة الاحتقان .. وبدأت الجموع تتزاحم بعد انتهاء موقعة الجمل في إسقاط آخر ذراع للنظام ألا هو الشرعية .. وليس المشروعية .. فأصبح مبارك ثقيل حتى على أصحاب المصالح والأغنياء .. فجاء مشهد النهاية .. بإخراج كروي منقطع النظير ..واحتفالات تجوب الشوارع كأنها كأس العالم بين أيدي المصريين .. لكي يشعر الجميع بالانتصار فكما قلنا جميع المتآمرين .. خافوا أن يخرج الشارع ولا يعود .. فمن الخطورة أن تستمر الثورة .. ويحكم الشارع ويختار قيادته .. والحقيقة .. قد كان الإخوان قادرين على تشتيت الميدان بعيداً عن أي اتفاق يجعل للميدان قيادة .. بسقوط مبارك .. المعركة الحقيقية بدأت من هذه اللحظة.. الحرب الخفية .. التي ستطول ومن هو أكثر صبراً سيكون قادراً على حسمها .. وكان الشباب هم وقودها الدائم الذين يموتوا من أجل مآرب غيرهم .. دون أن يحققوا شيئاً ولا يدركوا حقيقة الأمر … فالحرب خدعة فقد تم وضع حصان طروادة بإرادة الجميع