ما هى الا لحظات قليلة الا وكنا نستبق نزول الدرج حتى نلحق مشاهدة الغروب ........ قرص الشمس الدامى فى الافق البعيد ينحسر تدريجيا خلف قمم الجبال التى القت بظلالها على وجه الرمال فى مشهد مهيب...... يلقى بروعه فى القلوب مما دفعنى لتذكر ابيات من الشعر للشاعر خليل مطران حين قال .... يا للغروب وما به من عبرة للمستهام وعبرة للرائي والشمس في شفق يسيل نضاره فوق العقيق على ذرا سوداء كان المكان يغرق فى صمت عميق لا يقطعه سوى صوت الرياح المحملة بهمهمات باقى المجموعة.... اتى النادل من بعيد ليبلغنا ان الطعام قد تم اعداده ... فلم يكن فى الفندق احد من النزلاء سوانا .....حتى ان العاملين بالفندق لم يكن ليزيد عددهم على أصابع اليد الواحدة...... وما هى الا دقائق الا وكنا ملتفين حول مائدة مستطيلة منهمكين فى تناول الطعام ,, فقد كانت هذه الوجبة هى الوجبة الاولى منذ وصولنا .... كان الطعام شهيا ذو نكهة خاصة ... رغم كونه من الخضروات المعتادة ولحم الدجاج.. فلم يكن هناك شيئا غريبا على المائدة ... لكننا علمنا فيما بعد من رئيس الطهاة ان سر هذه النكهة الخاصة ان كل الخضروات تتم زراعتها فى مزرعة أسفل الجبل خاصة بالفندق وكانت المفاجأة الاكبر ان المياه ايضا تستخرج من بئر مياه جوفيه داخل الفندق !!