رغم فشل محاولاتها للإفراج عنهما في جولات التفاوض وعمليات تبادل الأسرى السابقة مع إسرائيل، جددت حماس مطلبها بإطلاق سراح القياديين البارزين أحمد سعدات، ومروان البرغوثي، حيث أدرجت اسميهما في قائمة سلمتها للوسطاء خلال جولة المفاوضات الجارية في مدينة شرم الشيخ، وفق ما نقله "التلفزيون العربي" القطري عن مصادر. في الوقت الراهن، تظهر المؤشرات تقدما في جولات التفاوض غير المباشر في شرم الشيخ؛ إذ قال مسؤول في حركة حماس إن هناك تفاؤل وأجواء إيجابية في المحادثات. مع ذلك، فإن مطلب حماس بالإفراج عن البرغوثي وسعدات قد يواجه تحفظات إسرائيلية، فما الذي نعرفه عنهما؟ مروان البرغوثي يقبع البرغوثي في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ اعتقاله خلال عملية "الدرع الواقي" عام 2002، على ضوء اتهامات بتأسيس "كتائب شهداء الأقصى" العسكرية وهو الأمر الذي نفاه القيادي الفلسطيني بشكل قاطع. انخرط البرغوثي في نشاطه السياسي وهو في عمر ال15 عاما في حركة فتح، إذ نجح في حشد الدعم للقضية الفلسطينية وحل الدولتين. سُجن مروان البرغوثي لأول مرة عام 1978 لمدة 4 سنوات بتهمة التورط في أنشطة عسكرية، حيث انضم خلال فترة إلى حركة فتح وتعلم العبرية. بعد الإفراج عنه، قاد البرغوثي مسيرات حاشدة في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، ما أدى إلى اعتقاله مجددا ونفيه إلى الأردن حيث باشر العمل في مكاتب حركة فتح هناك، وأصبح مسؤولا عن توجيه أنشطتها في الضفة. خلال الانتفاضة الثانية عام 2000، نفّذت "كتائب الأقصى" سلسلة عمليات استهدفت بها قوات الاحتلال، بما في ذلك عمليات في الداخل الإسرائيلي، قبل انفصالها عن حركة فتح في عام 2007. حمّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مروان البرغوثي المسؤولية عن تلك الهجمات، لتصدر بحقه أحكام بالسجن لمدة 40 عاما بعد مقتل 5 إسرائيليين. لكن القيادي الفلسطيني رفض التهم الموجهة إليه كما رفض الاعتراف بسلطة المحكمة الإسرائيلي. في أثناء ذلك، حصل مروان البرغوثي على درجة الدكتوراه في عمل المجلس التشريعي الفلسطيني من جامعة القاهرة. ويُرجح سياسيون، أنه قد يكون "الخيار التوافقي" لتسلم السلطة الفلسطينية تحضيرا للدولة المقبلة حال التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب. اقرأ أيضا: بينهم "مهندس حماس".. من هم القادة الذين قد تطالب المقاومة بالإفراج عنهم؟ أحمد سعدات كان أحمد سعدات أمينا عاما للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حينما اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2006. ويقضي حاليا حكما بالسجن لمدة 30 عاما، كما اعتُقل 7 مرات على الأقل قبل ذلك. وعلى مدار فترة سجنه، حُرم سعدات البالغ 72 عاما، لسنوات من الزيارة، كما أُودع السجن الانفرادي ما مكّنه من إصدار كتابه بعنوان "صدى القيد" الذي تناول فيه "سياسة العزل الانفرادي في السجون الإسرائيلية"، بحسب نادي الأسير الفلسطيني. وفي الفترة بين 1976 و1993، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي 6 مرات. وُلد سعدات في عام 1953 في مدينة البيرة التابعة لمحافظة رام الله بالضفة الغربية، ولديه 4 أبناء و4 أحفاد. شغل أحمد سعدات منصب القائد العسكري للجبهة الشعبية حتى 27 أغسطس 2001، إذ تولى حينذاك منصب الأمين العام للجبهة بعد اغتيال سلفه أبو علي مصطفى. سُجن سعدات على ضوء اتهامات إسرائيلية بالوقوف وراء عمليات أسفرت عن مقتل وإصابة مستوطنين، بما في ذلك اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي في حكومة أرئيل شارون في 17 أكتوبر عام 2001. وتمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلية من اعتقاله بعد اقتحامها سجن أريحا التابع للسلطة الفلسطينية في عملية وُصفت ب"الاختطاف"، حيث كان معتقلا في السجن الفلسطيني.