قبيل المفاوضات غير المباشرة المرتقبة بين حماس وإسرائيل في القاهرة غدا الاثنين، والتي من المقرر أن تتناول مسألة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، برز الحديث عن أسماء عدد من قادة المقاومة الفلسطينية الذين قد تطالب حماس بإطلاق سراحهم ضمن عملية التبادل المحتملة. مع ذلك، تشير تقارير إعلامية إلى أن إسرائيل قد تُبدي تحفظات على بعض هذه الأسماء لما تمثّله من "خطورة"، إذ قاد بعضهم الانتفاضة الثانية بداية الألفينات. وتنص خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، على إطلاق سراح 250 معتقلا فلسطينيا محكوما بالمؤبد إلى جانب ما يزيد عن 1700 آخرين اعتقلتهم إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، فمن هم أبرز هؤلاء القادة الفلسطينيين؟ مروان البرغوثي على رأس القائمة المحتملة، يأتي القيادي البارز مروان البرغوثي، المحكوم بخمس أحكام مؤبدة إلى جانب 40 عاما، في تهمة قتل 5 مستوطنين إسرائيليين خلال أحداث الانتفاضة الثانية، وفق ما ذكرته "القناة 12 العبرية. كان البرغوثي، الذي برز كرمز راسخ في صفوف الأجيال التالية من عناصر المقاومة الفلسطينية، عضوا في الحزب الشيوعي الفلسطيني في الفترة بين عامي 1976 و1978. وفي عام 1978، حكم عليه بالسجن لمدة 4 سنوات بتهمة التورط في "أنشطة إرهابية". وخلال فترة سجنه انضم البرغوثي إلى حركة فتح وتعلم اللغة العبرية. قاد البرعوثي، مسيرات حاشدة ضد الحكم الإسرائيلي في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الأولى في ديسمبر عام 1987، ما أدى إلى اعتقاله ونفيه إلى الأردن في العام نفسه ليباشر العمل في مكاتب فتح بالمملكة الهاشمية، حيث أصبح مسؤولا عن توجيه أنشطة الحركة بالضفة. مع اندلاع الانتفاضة الثانية، بات البرغوثي من بين أبرز القادة في فتح، إذ قاد الجناح العسكري للحركة معلنا تأييده للكفاح المسلح ضد إسرائيل. وخلال فترة سجنه، حصل البرغوثي على درجة الدكتوراة في عمل المجلس التشريعي الفلسطيني من جامعة القاهرة. عبد الله البرغوثي بالنسبة لإسرائيل، لا يقلّ عبد الله البرغوثي خطورة عن شقيقه مروان، إذ يُعرّفه قادة الاحتلال بأنه "مهندس حماس"، وفق القناة 12 العبرية. كان البرغوثي، البالغ 53 عاما، من بين قادة الجناح العسكري لحركة حماس، إذ تتهمه إسرائيل بالوقوف وراء مقتل 66 مستوطنا وإصابة 500 آخرين في هجمات متفرقة، أبرزها الهجوم على مطعم سبارو في القدس عام 2001 ومقهى مومنت عام 2002. تمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتقال البرغوثي وهو خبير متفجرات في مارس 2003، ليصدر بحقه 67 حكما بالسجن المؤبد ما جعله الأسير الفلسطيني صاحب أطول حكم بالسجن في التاريخ. طُرح اسم عبد الله الرغوثي، في عام 2009، ضمن قائمة المرشحين للإفراج عنهم في صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، لكنه استُبعد من الصفقة التي تمت في أكتوبر 2011 بسبب معارضة المسؤولين الإسرائيليين. إبراهيم حامد رغم الخطورة التي الخطورة البالغة التي يستشعرها مسؤولو الاحتلال من الأخوين البرغوثي، فإن قياديا آخر تصفه وسائل الإعلام العبرية بأنه "أخطر معتقل في السجون الإسرائيلية اليوم". تقول القناة 12 العبرية، إن إبراهيم حامد صاحب ال60 عاما، الذي كان قائدا للجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، مسؤول عن التخطيط لعشرات الهجمات ضد الإسرائيليين. وتشير القناة العبرية، إلى أن حامد مسؤول عن الهجوم الذي استهدف مقهى مومنت وأسفر عن مقتل 11 مستوطنا وإصابة 65 آخرين، فضلا عن الهجوم على نادي ناشفيلد في ريشون لتسيون عام 2002 والذ قُتل فيه 15 إسرائيليا وأُصيب 57 آخرين، وكذا الهجوم على الجامعة العبرية في العام نفسه ما أدى إلى مقتل 9 إسرائيليين وإصابة 100 آخرين. اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حامد في 27 يونيو 2012، واتهمته بقتل 46 مستوطنا وإصابة ما يزيد عن 400 آخرين، قبل أن يصدر بحقه 54 حكما بالسجن المؤبد. ورفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل الجندي جلعاد شاليط عام 2011. أحمد سعدات يذخر تاريخ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالعديد من أسماء القادة البارزين، غير أن أحمد سعدات البالغ 72 عاما يُعد أكثر من أحدث علامة فارقة في سيرتها. ففي حادث غير مسبوق اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي في حكومة أرئيل شارون في 17 أكتوبر عام 2001. وجاءت العملية، التي كانت الأولى من نوعها في تاريخ الإسرائيلي الفلسطيني، ردًا على اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى في أغسطس عام 2001. لاحقا، تمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتقال سعدات وحُكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما. حسن سلامة إلى جانب القادة السابقين، يأتي حسن سلامة القيادي البارز في كتائب القسام، ضمن أبرز المرشحين الذين قد تطالب حماس بإطلاق سراحهم ضمن الاتفاق المرتقب مع إسرائيل، إذ صدر بحقه 46 حكما بالسجن المؤبد. ووفقا لوسائل الإعلام العبرية، قاد سلامة العمليات الانتحارية التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية انتقاما لاستشهاد يحيى عيّاش أحد أبرز القادة العسكريين في حماس آنذاك. تتهم إسرائيل سلامة بالوقوف وراء الهجومين على طريق 18 في القدس اللذين أسفرا عن مقتل 45 إسرائيليا، إضافة إلى الهجوم على مفترق عسقلان عام 1996 بمنطقة ترامبيادا والذ أدى لمقتل جندي إسرائيلي وإصابة 36 آخرين. في ذكرى اغتيال يحيى عياش، نشر سلامة كتاب "الحافلات المحترقة" عام 2023 من داخل زنزانته، تناول فيه هجمات مختلفة نفّتها حركة حماس داخل إسرائيل. هل تفرج إسرائيل عن القادة؟ وفق خطة ترامب، يتعين على إسرائيل الإفراج عن 250 فلسطينيا من ذوي الأحكام المؤبدة إلى جانب 1700 آخرين من غزة اعتقلتهم منذ 7 أكتوبر 2023، غير أن بنود الخطة لا تشير إلى إطلاق سراح أي من قادة الحركة في سجون الاحتلال. وعلى مدار جولات المفاوضات السابقة، طالبت حماس بالإفراج عن عدد من القادة المشاركين في هجوم "طوفان الأقصى"، وهو ما قُوبل برفض إسرائيلي قاطع.