قصة رشوة "دكتور الزقازيق".. "كبش فداء المستلزمات"

خاطبت نقابة الأطباء، النائب العام المستشار نبيل صادق؛ للمطالبة بإخلاء سبيل الطبيب محمود ناصر الذي ألقت هيئة الرقابة الإدارية القبض عليه أمس الأربعاء، أثناء تواجده بغرفة العمليات في مستشفى الزقازيق الجامعي.
وأرجعت هيئة الرقابة الإدارية، القبض على "ناصر"، واثنين من مسئولي شركة توريد مستلزمات طبية "متلبسين بتقاضي مبالغ مالية على سبيل الرشوة بلغت حوالي 25 ألف جنيه من 4 مرضى أُجريت لهم عمليات جراحية للعظام في ذات اليوم، مقابل تسهيل إجراءات دخول المرضى وتوفير المستلزمات الطبية الموردة من الشركة، بالرغم من صدور قرار علاجهم على نفقة الدولة، يشمل ويغطي كامل تكاليف الجراحة؛ بهدف تربيح أنفسهم والشركة على حساب المرضى".
وقالت نقابة الأطباء، في خطابها للنائب العام، أن بعض الشركات توقفت عن توريد مستلزمات عمليات العظام بمستشفى الزقازيق الجامعي؛ نظرًا لأن أسعار المناقصة أصبحت لا تكفي طبقًا للأسعار الجديدة، وأصبح النظام المعمول به في المستشفى هو أن يسدد المريض فارق السعر للشركة الموردة إذا كان قادرًا على ذلك، أو مخاطبة إحدى لجان رعاية المرضى للسداد.
وأوضحت النقابة، أن الطبيب شرح ذلك للمريض الذي أبدى قدرته على السداد للشركة إلا أن المريض قدم شكوى للرقابة الإدارية التي ألقت القبض على الطبيب محمود ناصر.
وأثار القبض على "طبيب الزقازيق" ردود فعل غاضبة من جانب قطاع كبير من الأطباء، الذين دعا بعضهم للتوقف عن أي تدخل طبي يحتاج لشراء مستلزمات أو أدوية من خارج المستشفى.
وقالت الدكتورة منى مينا، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء: "شراء أدوية أو مستلزمات من خارج المستشفى ممنوع قانونًا، وأغلبنا يعرف ذلك، متابعة: "إحنا بنتجاهل حكاية ممنوع دي عشان خاطر نمشي الشغل، لكن لما توصل للحبس يبقى خلينا نمشي رسمي".
وأضافت: "عندما يحتاج المريض لمستلزمات غير موجودة يجب أن نشرح الأمر للمريض وأهله ونوجههم للإدارة أو المديرية أو الوزارة أو أعضاء مجلس النواب أو مجلس الوزراء للمطالبة بتوفير مستلزمات علاجهم، لازم يفهموا أن توفير مستلزمات العلاج ده مسئولية هؤلاء المسئولين".
"كبش فداء لنقص المستلزمات".. هكذا اعتبر الدكتور أيمن سالم نقيب أطباء الشرقية، القبض على الطبيب محمود ناصر، موضحًا أنه "طبيب نائب" يتحمل متاعب بالغة وعمره المهني لا يتعدى 4 أشهر فقط.
ودعا نقيب أطباء الشرقية لعقد جمعية عمومية طارئة بالمحافظة غدا؛ لبحث القبض على"ناصر"، موضحًا أن هناك حالة من الاحتقان بين جموع الأطباء الذين رفضوا العمل عقب هذا الحادث؛ خوفًا من القبض عليهم، والنقابة ناشدت الأطباء ضرورة ضبط النفس وعدم الإضرار بالمرضى .
وطالب نقيب الشرقية ضرورة حل هذا الوضع وتوفير المستلزمات الطبية اللازمة حتى لا يتفاقم الوضع الصحي.
وبشأن توقف بعض الأطباء في مستشفيات الشرقية عن العمل، قال الدكتور حسام أبوساطي، وكيل وزارة الصحة بالشرقية إنها حالات فردية من بعض الأطباء تعاطفًا مع زميلهم بمستشفى الزقازيق الجامعي ولم يؤثر على العمل.
وأضاف لمصراوي: "هذا الأمر خاص بالمستشفى الجامعي ويحلوا مشاكلهم الداخلية مع بعض، لأن النظام المطبق عندهم لا يطبق في مستشفيات الصحة".