هو أدرى الناس بأصل وفصل عائلات أبو تشت خاصة، والصعيد عامة، لذا فإن قاصديه من الذين ينوون الزواج كثير، طلبًا في معرفة نسب العائلات، خاصة أنه في الصعيد تهتم كل عائلة بمعرفة أصل الأخرى، قبل إتمام الزيجات. الشيخ محمد عبدالسلام عامر، من مواليد سنة 1930 درس حتى الشهادة الأزهرية، واشتهر بقراءة القرآن الكريم في الحفلات، وفي عام 2009 توفيت زوجته أم أبنائه الاثنين وبناته الأربع. ولعلمه بأصول العائلات ذاع صيت الحاج محمد بين أهالي أبوتشت، ومع الوقت أصبح واحد من أصحاب الكلمة النهائية لإتمام الزواج، إذ تأخذ كل عائلة بمشورته، بعد اللجوء إليه لمعرفة أصل العروس أو العريس. منه المشوره ويسال عن اي عريس او عروس قبل الشروع فى اى خطوه ملموسه. قد يتبادر الى ذهنك في بدأ الامر انه اكتسب هذه الخبره مأخرا ولكنه ظل طوال سنوات عمره الطوال "المورد فى الانساب " منذ نعومه الكل من لجأ اليه منذ شبابه، وليس فقط هذه الايام. يروي الحاج محمد منذ زمن بعيد سبق ميلاده بعشرات السنوات كانت قريته "عزبه سليم" معبرًا أساسيًا للمسافرين "بيعدى علينا المقبلين والمبحرين" ولتوسط القرية، كانت مكان استراحة لهم من عناء السفر ومكان للتزود بالزاد، ولتستريح الركاب "الخيل والجمال". ومن حكاوي المسافرين والعابرين واختلاطهم بأهل القرية، انتقلت سير القبائل والعائلات، وأصبحت القرية حافظًا لقصص الصعيد ورواياته. ومنذ نعومة أظفاره بدأ الحاج محمد تلقي تلك القصص والحكايات وحفظها، ومن هنا بدأ اهتمامه بأنساب الصعيد، كما أن حبه للناس والتواصل معهم، دعم تلك الهواية، حتى أطلق عليه الناس "مورد الأنساب".