بدأت أعمال التطوير بمحطة السكة الحديد بنجع حمادي منذ شهر ديسمبر الماضي، ولم تنته حتى الآن، الأمر الذي أثار استياء المواطنين، لما تسببه أعمال التكسير بالمحطة من إعاقة في الحركة والتنقل داخلها، بالإضافة الي عدم وجود أماكن للجلوس وغلق المرافق العامه بالمحطة. وأعرب مواطنون عن غضبهم من عدم ظهور أي معالم للتطوير علي المحطة رغم مرور عشرة شهور علي بدء أعمال التكسير فيها، ووصفوا أداء الشركة المنفذة بأنه "بطئ جدا". أرصفه غير ممهدة قال عماد رسلان، أحد المواطنين، أن التكسير الناتج عن أعمال التطوير بالمحطة يزيد من معاناة المسافرين، خاصة كبار السن والسيدات والفتيات المغتربات منهم، فعادة ما يحمل المسافرون حقائب ثقيلة، ويجدون معاناة في نقلها من الرصيف الأول إلي الرصيف الثاني، مرورا بالنفق المُظلم والطريق غير الممهد. وحذر رسلان من الحوادث التي قد يسببها تعثر المارة نتيجة أعمال التكسير، قائلا أنه شهد حادثة من أسبوعين حيث لقي أحد الأشخاص مصرعه نتيجة لسقوطه، بعد تعثره، أثناء محاولته اللحاق بالقطار. واتفق معه محمد بهجوري، الذي يستخدم المحطة يوميا في الذهاب إلي عمله بنجع حمادي، محذرا هو الآخر، من وجود كسر ببلدورة الرصيف، يصل طوله إلي حوالي 7 متر، وهو ما قد يتسبب في وقوع حوادث عند وقوف القطار بموازاتها. نفق مظلم وأشار محمود حمزة، أحد المواطنين، الي صعوبة المرور خلال النفق الذي يصل بين رصيفي المحطة، خاصة خلال ساعات الليل، بسبب انعدام الإضاءة فيه، لافتا الي تقدم أحد المواطنون بشكوي إلي مدير الأمن للمطالبة بإنارة النفق، قامت بعدها المحطة بوضع لمبات مؤقتة لحين تشغيل خطوط الكهرباء، إلا أن مجهولون يقومون بسرقتها في كل مرة. مرافق مغلقة واستنكرأحمد محمد، عامل أجري، قيام إدارة المحطة بغلق دورات المياه بها، لحين الانتهاء من أعمال التجديد، الأمر الذي نتج عنه سلوك غير حضاري للبعض الذين حولوا نفق المحطة إلي دورة مياه عامة، بالإضافة الي عدم وجود صنور مياه بالمحطة يوفي احتياجات المسافرين. لا مقاعد وقال حمدي محمد، بائع ملابس مُتجول يرتاد المحطة أسبوعيا، أنه لا يجد مقاعد للجلوس عليها ويفترش الأرض، مع إبنه، بحقائبهما الثقيلة. مفيش تغيير وتعجب علي محمد، عامل متجول، من عدم ظهور أعمال التجديد علي المحطة رغم مرور شهور علي البدء فيها، قائلا "مفيش أي تغيير باين عليها"، مضيفا أن محطة نجع حمادي هي الوحيدة التي يجد صعوبة في التنقل خلالها، بسبب تأخر الانتهاء من أعمال التطوير وانعدام المرافق والخدمات بها، وذلك مقارنة ببقية المحطات التي يجوبها بسبب طبيعة عمله. ووافقه رامي نجيب، كيميائي، متسائلا عن سبب عدم إنجاز هذه الإصلاحات خلال مدة الأربعة أشهر التي توقفت بها حركة القطارات بالصعيد. وطالب آرميا نجيب، طبيب بيطري، بسرعة الإنتهاء من أعمال التجديد والإصلاح وتحديد مدة زمنية للإنتهاء منها. ومن جانبه قال محمود الراوي، ناظر محطة نجع حمادي، أنه تم إحلال المرافق الأساسية، وتوصيل خطوط جديدة سيتم تشغيلها مع انتهاء أعمال التطوير، لافتا أن أعمال التطوير تشمل خطوط المرافق الأساسية، ودورات المياه، ومسجد المحطة، والأرضيات، والأرصفة، وكذلك المبني الإداري للموظفين مع إنشاء مبني جديد. وأشار الراوي إلي قيام مجهولون بسرقة اللمبات المؤقتة التي تضعها المحطة بشكل مستمر. أسباب التأخير وأرجع المهندس محمود زين، مدير مشروع تطوير محطة نجع حمادي، تأخر الانتهاء من أعمال التطوير إلي عدة أسباب أهمها تأخر وصول اللوحات التشغيلية الخاصة بالأبنية، بالإضافة إلي استمرار حركة القطارات وتوافد المسافرين مما يبطئ من سير العمل، الأمر الذي يضطرهم للعمل خلال مواعيد توقف القطارات، وتقليل حيز العمل بالمحطة من 20 متر في المرة الواحدة إلي 5 أمتار يتبعهم 5 آخرين وهكذا، لافتا أن أعمال إنشاء الكوبري وإغلاق مزلقان السكة الحديد يؤثر علي سير العمل بالمحطة. وأشار زين إلي أن شركة وادي النيل، المنفذة لمشروع التطوير، لم تستنفذ بعد المدة المتفق عليها لعملية التطوير، وهي 16 شهرا، حيث بدأت العمل بالفعل في ديسمبر الماضي. وأوضح مدير المشروع، أنه خلال العشرة أشهر الماضية تم الانتهاء من تغيير خطوط المرافق شاملة المياه، والصرف الصحي، والكهرباء، وتموين القطارات، والإشارات، بالإضافة إلي بناء 11 مظلة خرسانية، من مادة (G.R.C ) المقاومة للعوامل الجوية، وكذلك تم الانتهاء من بناء بلدورات الأرصفة. مشروع قومي واعتبر المهندس جمال طه، مدير إدارة المحطات بالمنطقة الجنوبية، تطوير محطة نجع حمادي بمثابة مشروع قومي، قائلا، مشروع كهذا لا يتم في يوم وليلة، فهو يمر بعدة مراحل تقوم فيها الشركة بأعمال التطوير بأحدث التصميمات، ذلك أن محطة نجع حمادي تعتبر أكبر محطة علي مستوي مراكز الصعيد، وتحتوي علي أكبر شبكة مرافق، ويبلغ طول الرصيف الواحد فيها 225 متر، بالإضافة إلي أنها ذات طراز معماري آثري ويرجع تاريخ إنشائها إلي عام 1936 م.