أكد الدكتور جلال أمين، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، أن رفض النظم المتعصبة دينيا لا يعني القبول بالحكم الفاسد أخلاقيا وغير الوطني، لافتا لإمكانية وجود محاولات من جانب بعض الدول العربية للتأثير على النظام المصري لتبرئة مبارك وربط ذلك بالمساعدات الاقتصادية لمصر. وأشار جلال أمين خلال لقاء تلفزيوني ببرنامج ''زي الشمس'' المذاع على قناة (سي بي سي) اليوم الثلاثاء، إلى احتمال وجود ارتباط بين الصكوك وانخفاض قيمة الجنيه المصري في مقابل الدولار الأمريكي، كشرط من شروط القروض والمنح المقدمة لمصر. وتحدث المفكر الاقتصادي عن وجود حالة من الإحباط لدى فئات الشعب المصري بمختلف طبقاته الاجتماعية والاقتصادية بسبب تدهور الوضع الاقتصادي، مشيرا إلى أن الشعب المصري أصيب بحالة من الإحباط وخيبة الأمل وحالته المعنوية أصبحت شبيهة بوضع المصريين ابان نكسة 1967. وقال أمين '' الشباب الذي شارك في ثورة 25 يناير تفاجئ بنجاح الثورة وسقوط نظام مبارك، والمجلس العسكري أخطأ بعدم اعطاء الشباب الثوار فرصة من خلال مجلس رئاسي يضم مدنيين وسياسيين وعسكريين، والكثير من شباب الثورة ومن بينهم خالد علي المرشح السابق للرئاسة كان بإمكانهم تزعم الثورة، ولم يبقى أمام الشباب الآن إلا المظاهرات''. وأوضح جلال أمين أن الشعب المصري وضع في اختيار صعب في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بالاختيار بين الفريق أحمد شفيق والرئيس محمد مرسي، مشيرا إلى'' أن اختيار شفيق كان يعني أن ثورة يناير لم تحدث أما عن الرئيس محمد مرسي فكان غير معروف لدى الكثير من الشعب المصري''. وتابع أمين:''خطابات مرسي ليست خطابات زعامة ، ومصر تحتاج في هذه المرحلة لزعيم لحل مشكلة الأمن والاقتصاد ويطمئن الأقباط مع تزايد معدلات هجرتهم للخارج، نريد زعيم يعرف ما هو الخطاب المطلوب لمخاطبة الناس''. وعن أحداث الفتنة الطائفية التي وقعت في مصر مؤخرا أكد جلال أمين وجود توتر بين المسلمين والمسيحيين تغذيه السياسات الاقتصادية والاجتماعية ، مشيرا لوجود أطراف تدخلت لإشعال الموقف فضلا عن دور الأمن الذي تعمد عدم التدخل - على حد قوله -. وأوضح المفكر الاقتصادي أن الفتنة الطائفية مسؤولية على الرئيس والحكومة بتوفير الأمن واستخدام الشدة مع العناصر المخربة التي يتحدث عنها النظام، لافتا أن حديث الحكومة عن القلة المندسة والأصابع الخفية عادة مصرية قديمة من أيام الملك فاروق. ووصف جلال أمين بعد ذلك محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك بالكوميديا التي لا يقبلها منطق بجلوس مبارك على سرير طبي وحمل أحد أبناء مبارك مصحف والآخر كرسي، مشيرا أن ترحم المصريين على الماضي وتعاطفهم مع مبارك طبيعة مصرية إنسانية بعيدا عن التقييم الموضوعي لعهد مبارك.