سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جلال أمين: حال المصريين الآن يماثل أيام النكسة.. والقول إن أيام مبارك كانت جيدة "كلام فارغ" تبرير المشاكل الداخلية بالأصابع الخارجيه والخفية "عادة الحكومات السيئة"
قال الدكتور جلال أمين، الكاتب والمفكر المصري، إن "الأصابع الخارجية التي تعبث بمصر" التي تحدث عنها الرئيس محمد مرسي هي عادة قديمة للحكومات السيئة في مصر لتبرير الفشل منذ عهد الملك فاروق. ولم ينفِ أمين إمكان وجود الأصابع، لكنه حمَّل السلطة والحكومة المسؤولية لأنها لم تكشف تلك الأصابع أو المخططات. وتابع أمين، في برنامج "زي الشمس" مع الإعلامية دينا عبدالرحمن: "هناك إحباط عام على كافة المستويات، والحالة السياسية تؤثر بشكل أكبر على الطبقة المتوسطة لعدم الوضوح"، واصفا شعور المصريين الآن بأنه شبيه بشعورهم بعد نكسة 1967، ويتشابه معه في عنصر المفاجأة وخيبة الأمل، إضافة إلى الآمال التي علقها الشعب قبل النكسة وكذلك بعد الثورة. وعن المسؤول عن تلك الحالة، قال إن الأخطاء بدأت منذ تولى المجلس العسكري الحكم، ورغم حمايته للثوار والضغط على مبارك للتنحي، إلا أن أخطاءه بدأت في أعقاب الثورة وبعد تولي عصام شرف رئاسة الحكومة، فلم يكن مؤهلا لإدارة الدولة وجاء ب"تمثيلية"، موضحا أنه لا يلوم الشباب الذين فوجئوا بنجاح الثورة والتحول، فضلا عن ضعف المعارضة، وليس متوقعا منهم بلورة أفكار أو اختيار زعماء منهم، مثل خالد علي أو أحد شباب 6 أبريل، وهو الخطأ الآخر للمجلس العسكري، حيث لم يعطِ لهم الفرصة للمارسة السياسة، لأن الزعامة تأتي بالممارسة. وشدد على أن الجميع خذلوا الشباب، الذين لم يعد لديهم سوى المظاهرات، ولابد أن نعترف بأن الحماس يقل والإحباط يزيد، والسخط وحده لا يكفي بل يجب أن يقترن بالأمل. وقال المفكر المصري الكبير إن الورطة في الانتخابات الرئاسية كانت في الاختيار بين الفريق أحمد شفيق ومحمد مرسي، الذي لم يكن يعرفه، لكنه بعد أن رأى أداءه يقول إنه ليس دكتاتورا وليس الرئيس الذي يجب أن يحكم مصر الآن، وهو غير قادر على مخاطبة الناس خاصة في حادث الخصوص، واصفا الاعتداء على الكاتدرائية بأنه "استغلال للموقف من أطراف لتأجيج الفتنة، في ظل عدم تدخل متعمد من الأمن". وتابع أن تطور الأحداث يجعل مبارك وأولاده يشعرون بالسعادة لتعثر الثورة، وهذا طبيعي، مضيفا أن الحديث عن أن عصر مبارك كان جيدا "كلام فارغ"، لأنه حكم فاسد بأيادٍ غير وطنية، والتعاطف معه أمر طبيعي بسبب طبيعة الشخصية المصرية. ووصف محاكمة مبارك بالكوميدية التي لا يقبلها منطق، لأن أخطاءه لا تغتفر، مشيرا إلى أنه لا توجد نية لإدانته أو إدانة المتورطين في عهده. وعن القروض الممنوحة لمصر، قال جلال أمين إن له مقال تحدث فيه عن ضوائق اقتصادية منذ عام 1967، حيث "كنا دائما نخرج من الأزمة بثمن سياسي واقتصادي، لأننا دولة مهمة لأطراف كثيرة تريد أن تنقذها من أزمتها"، مبديا تخوفه من الثمن وتأثيره على الفقراء ومدى خطورته السياسية. واستنكر عدم الشفافية في الإعلان عن شروط قرض صندوق النقد، وقال إن كل القروض الممنوحة لمصر لا تستطيع أي دولة منحها لنا إلا بضوء أخضر من الولاياتالمتحدة، بما فيها قرض صندوق النقد الدولي.