شهدت أعمال المؤتمر السادس للإيمان والنظام التابع لمجلس الكنائس العالمي، والمنعقد في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، جلسة خاصة بعنوان "الرجاء والإيمان الثابت للمسيحيين في الشرق الأوسط"، نظّمها مجلس كنائس الشرق الأوسط، لتسليط الضوء على التحديات والفرص التي تواجه الكنائس في المنطقة، وعلى الشهادة الحيّة للإيمان المسيحي رغم الصعوبات. ميشال عبس: المسيح واحد ونحن واحد فيه افتُتحت الجلسة بكلمة ألقاها الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس، الذي أكد أن وحدة المسيحيين أعمق وأوضح مما نتصور، قائلاً: "المسيح واحد ونحن واحد فيه، وباسمه نحتفل بالحياة والخلاص." وأضاف "عبس" المسيحيون يقبلون بعضهم بعضًا رغم اختلافاتهم. نحن في جوهرنا واحد، والوحدة موجودة بالفعل، وكل ما نحتاجه هو أن نتعلّم كيف نحياها".
الشرق الأوسط.. شهادة حية للإيمان عبر العصور أدار الجلسة الأب الدكتور أنطوان الأحمر، مدير دائرة اللاهوت والمسكونية في مجلس كنائس الشرق الأوسط، الذي أشار إلى أن "الشرق الأوسط ليس فقط مهد المسيحية، بل شهادة حيّة على صمود الإيمان وتحوله وحيويته عبر القرون". وأوضح أن هذه الجلسة تهدف إلى تعمّق فهم الحضور المسيحي في الشرق الأوسط، بوصفه إيمانًا صاغه التاريخ وأغنته التنوعات، وامتحنته الظروف الاجتماعية والسياسية والدينية المعقّدة التي عرفتها المنطقة.
الأنبا هيرمينا: الإيمان المسيحي متجذّر في تربة الشرق الأوسط من جانبه، تحدّث الأنبا هيرمينا الأسقف العام بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن جذور الإيمان العميقة في أرض الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن هذا الإيمان هو "إيمان حيّ ومتألم في الوقت ذاته". وقال الأنبا هيرمينا "الإيمان المسيحي في الشرق الأوسط ليس مجرد تراث من الماضي، بل حياة متجددة بالروح القدس، ورسالة وفاء لأصولنا ولمستقبلنا في آنٍ واحد".
ريما نصرالله: نقبل المخاطرة لأننا نؤمن بدورنا في التغيير بدورها، أكدت القس الدكتورة ريما نصرالله، العميدة الأكاديمية في كلية اللاهوت للشرق الأدنى في لبنان، أن واقع المنطقة، حيث تُستخدم الدين والمقدسات لتبرير العنف والإقصاء، يدفع الكنائس إلى تحمّل المخاطرة في سبيل التغيير. وقالت "نقبل المخاطرة لأننا نؤمن بأن لنا دورًا في تحويل مجتمعاتنا. نحن أبناء هذه الأرض، نعرف ثقافتها ونشاركها الألم، ولذلك نحن الأقدر على المساهمة في التغيير". وأضافت: "نواجه الكراهية بالمحبّة، والألم بالفهم، والمعاناة بالرحمة. وندعو الكنائس في كل مكان إلى أن تسير معنا كشركاء متساوين، لا من أجل بقائنا فحسب، بل من أجل الحياة التي نتشاركها مع الأضعف بيننا".
كرم شماشا: إيمان يُترجم إلى شهادة وفعل أما الأب الدكتور كرم شماشا، عميد الجامعة الكاثوليكية في أربيل – العراق، فقد تناول تجربة المسيحيين في الشرق الأوسط، ولا سيما في العراقولبنان وسوريا وفلسطين، مؤكدًا أنهم يقدّمون شهادة حية للإيمان من خلال المعاناة والصمود. وقال: "المسيحيون في الشرق الأوسط يذكّروننا بأن الإيمان ليس مجرد معتقدات نرددها، بل أسلوب حياة يتجلّى في العمل والشهادة، بل وفي الاستعداد للتضحية من أجل الحق". واختتم كلمته بدعوة إلى الكنائس في العالم قائلاً: "لنعمل معًا لتكريم شهادة المسيحيين المضطهدين، ولنترجم وحدتنا من القول إلى الفعل، عبر التضامن والشركة الحقيقية".
رسالة الجلسة: الرجاء أقوى من الألم جسّدت هذه الجلسة روح المؤتمر التي تتمحور حول الوحدة في الإيمان والشهادة المشتركة، وقدّمت صورة صادقة عن الرجاء الذي يحيا في قلب الكنائس الشرقية رغم التحديات، مؤكدة أن الإيمان في الشرق الأوسط لا يزال ينبض بالحياة، ويتجدد يومًا بعد يوم كشهادة رجاء وسلام.