بكين (رويترز) - قالت وسائل اعلام يوم الاثنين ان المنشق الصيني ليو شياو بو الفائز بجائزة نوبل للسلام أهدى الجائزة لضحايا حملة قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في عام 1989 في حين ذكرت وسائل الاعلام الصينية ان الجائزة اظهرت خوف الغرب من الصين. وكشفت ردود الفعل المتباينة تجاه جائزة ليو التي اعلنت يوم الجمعة حدة التوتر بين الحزب الشيوعي الحاكم في الصين ومنتقديه في الداخل والخارج الذين يضغطون من اجل تغيير ديمقراطي. وما زالت هذه التوترات تعيد للاذهان ذكريات بالغة الحساسية لاحداث عام 1989 في الصين. وأبلغ ليو -الذي يقضي حكما بالسجن 11 عاما بسبب دعوته لتحول ديمقراطي في الصين- زوجته ليو شيا بان الجائزة تمثل تقديرا للمحتجين الذين قتلوا عندما قمع الجيش احتجاجات في ميدان تيانانمين بوسط بكين. ونقلت صحيفة داجبلادت النرويجية عن رسالة من زوجة ليو عقب زياتها له في السجن ان ليو قال لها "هذه الجائزة مهداة لكل من ماتوا في الرابع من يونيو 1989". وقالت صحف تسيطر عليها الدولة ان الجائزة أظهرت الغرب المتحيز خائفا من ثروة وقوة الصين الصاعدة. وقالت صحيفة جلوبال تايمز وهي صحيفة لها شعبية باللغة الصينية قادت الشحن الاعلامي ضد قرار نوبل "منح جائزة نوبل للسلام للمنشق الصيني ليو شياو بو ما هو الا تعبير اخر عن هذا الاجحاف ويكمن وراء ذلك خوف غير عادي من صعود الصين والنموذج الصيني." وقالت الصحيفة في تعليق اذا اتبعت دعوات ليو لديمقراطية متعددة الاحزاب في الصين "ربما كان مصير الصين ليس أفضل حالا من الاتحاد السوفيتي السابق ويوغوسلافيا السابقة وربما انهارت البلاد سريعا." وقالت صحيفة تشاينا ديلي احدى الصحف الرئيسية الناطقة بلسان الحكومة باللغة الانجليزية ان الجائزة "جزء من المؤامرة لاحتواء الصين." وتابعت الصحيفة ان نوبل أظهرت "الخلاف الفكري الواسع والعميق بين هذا البلد والغرب." وكان ليو (54 عاما) شوكة في خاصرة الحكومة منذ عام 1989. وتعرض للسجن عدة مرات منذ ذلك الحين لحملته من أجل حرية التعبير والتحرر السياسي. واشادت الولاياتالمتحدة واوروبا بجائزة ليو ودعا الرئيس باراك اوباما لاطلاق سراحه. وردت وزارة الخارجية الصينية بوصف منح الجائزة لليو بانه "خطأ فاحش" والقت اللوم على الحكومة النرويجية رغم ان الحكومة في اوسلو ليس لها رأي فيمن يفوز بالجائزة. وقالت وزارة الخارجية النرويجية ان بكين الغت اجتماعا مقررا في بكين الاسبوع الحالي مع وزيرة المصايد النرويجية للتعبير عن غضبها. وقالت صحيفة داجبلادت ان ليو شيا زوجة المنشق الصيني وضعت "رهن الاقامة الجبرية بالمنزل". وقال شانغ باو جون محامي ليو لرويترز انه غير قادر على الاتصال بها. وأضاف "انها على الارجح في المنزل مع قطع الاتصالات عنها .. تحت المراقبة."