وسط مقاطعة19 دولة علي الأقل, تسلم أمس المعارض الصيني المسجون ليو تشياوبو جائزة نوبل للسلام علي الرغم من الضغوط الصينية, ووصفت بكين الدول التي ستحضر حفل منح الجائزة في العاصمة النرويجية أوسلو بأنها ستظهر عدم احترامها لها. وقررت لجنة نوبل تمثيل المعارض الصيني من خلال مقعد خال خلال الاحتفال, فيما وصفته بأنه رمز لسياسة العزلة وقمع المعارضين التي تنتهجها الصين, حيث يقضي عقوبة السجن في الصين, كما لم يحضر أي فرد من عائلته لتسلم الجائزة لمنعهم من مغادرة البلاد, وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إلي أن السلطات الصينية اعتقلت عددا من أصدقاء وأقارب ليو تشياوبو قبل حفل تسليم الجائزة. وستكون هذه المرة الأولي التي يحرم فيها فائز بالجائزة من تمثيله رسميا في حفل منح الجائزة منذ أن منعت ألمانيا النازية الناشط الداعي للسلام كارل فون أوسيتزكي من حضور الحفل عام1935, بينما شددت الولاياتالمتحدة علي ضرورة السماح للمنشق الصيني باستلام الجائزة بصفته الشخصية. وتهدف مقاطعة الدول إلي الاحتجاج علي منح الجائزة لناشط حقوقي تقول الصين عنه إنه مجرم, وتشمل قائمة البلدان التي يتوقع مقاطعتها للحفل مصر والسعودية والجزائر وتونس والمغرب والسودان والعراق, إضافة إلي أفغانستان والصين وإيران وقازاقتسان وكوبا وباكستان والفلبين وروسيا وصربيا وسريلانكا وفنزويلا وفيتنام.من جانبه, أعلن رئيس اللجنة المنظمة لجائزة نوبل للسلام ثوربيويرن جاجلاند إن منحها للمنشق الصيني السجين ليس محاولة لفرض القيم الغربية علي الصين, وأضاف رئيس اللجنة أن الجائزة ليست موجهة ضد بكين ومنحها ل ليو كان ذا صلة بحقوق الإنسان العالمية, وبتكريم مواطنين في الصين. يذكر أن ليو تشياو بو 54 سنة كان من بين القيادات الأساسية في مظاهرات ميدان السلام السماوي بالعاصمة الصينية بكين عام1989 وعوقب في العام الماضي بالسجن11 سنة بعد إدانته بالتحريض علي ارتكاب أعمال تخريبية. وفي بكين, انتقدت جيانج يو المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية مجلس النواب الأمريكي لدعوته الصين للافراج عن ليو وزوجته ليو شيا التي تقيم في منزلها رهن الإقامة الجبرية. وأضافت: ما يوصف بأنه قرار للكونجرس الأمريكي يشوه الحقيقة, ويمثل تدخلا واسع النطاق في الشئون الداخلية للصين.وتري الصين أن انتقاد سجلها في حقوق الانسان محاولة لوقف نمو قوتها, واستخدمت المصالح الاقتصادية لحشد التأييد لمقاطعة المراسم التي تقام في العاصمة النرويجية أوسلو لمنح ليو جائزة نوبل. وقالت صحيفة جلوبال تايمز التي تديرها صحيفة الشعب اليومية لسان الحزب الشيوعي في مقال افتتاحي: ستعرض في أوسلو بالنرويج مسرحية هزلية.. مسرحية محاكمة الصين, وشنت السلطات الصينية حملة واسعة علي النشطاء قبل مراسم منح الجائزة لليو ومنعت أصدقاءه وأسرته من حضورها. وقالت صحيفة الشعب الصينية في مقالها الافتتاحي: ربما تعتقد تلك الحفنة من السادة في أوسلو أنها ستحظي بالرضا بسبب شهرة نوبل, ودعم بعض القوي السياسية الغربية. إنهم مخطئون. وأضافت: أن أوسلو أرادت استخدام الجائزة في تغيير اتجاه تنمية الصين وأن منح نوبل للسلام لليو كشف النوايا الشريرة للغرب. وفي جنيف, دعت المفوضة السامية لحقوق الانسان بالأمم المتحدة نافي بيلاي الصين لإطلاق سراح المعارض السجين, وأعربت عن قلقها لأن السلطات قيدت تحركات120 شخصا من بينهم زوجته. في الوقت ذاته, تظاهر العديد من الأشخاص أمام السفارة الصينية في أوسلو للمطالبة بإطلاق سراح المعارض الصيني, ونقلت بي بي سي لقطات للمتظاهرين الذين حملوا لافتات بها صور ليو, وتطالب الحكومة الصينية بإطلاق سراحه علي الفور.