أثار رد فعل الصين الغاضب إزاء منح الناشط الصيني السجين ليو شياو بو جائزة نوبل للسلام هذا العام، اليوم الأربعاء، مخاوف من احتمال عدم تمكن أي من أقرباء ليو من مغادرة الصين لتسلم الجائزة بالنيابة عنه في أوسلو. وكانت ليو شيا، زوجة ليو شياو بو، بعثت برسالة مفتوحة قبل أسبوعين دعت فيها 140 من المنشقين البارزين والمحامين والنشطاء الحقوقيين لحضور مراسم تسليم الجوائز في أوسلو في 10 ديسمبر المقبل.غير أن المدعوين، مثل المحامي الحقوقي الصيني البارز مو شاو بينج لاقوا بعض الصعوبات. وقال مو إن قوات حرس الحدود منعته من ركوب طائرة من بكينللندن. وقال مو لوكالة الأنباء الألمانية إن الشرطة أبلغته أن رحلته من شأنها "تعريض أمن الدولة للخطر" بعد أن أوقفه هو وزميله المحامي خه واي فانج، وهم في طريقهما لحضور مؤتمر مقرر في لندن عن القضايا الصينية في الصين. وفي أوسلو، قال جير لندستاد، أمين عام لجنة نوبل النرويجية، إن اللجنة على دراية بأن أنصار ليو يتعرضون لضغوط، وأنه قد يتعذر العثور على شخص يتسلم الجائزة نيابة عنه. وقال لندستاد للنسخة الإلكترونية من صحيفة (إف جي): "هناك احتمال أن يتم تسليم الشهادة والميدالية وشيك الجائزة لأي شخص خلال المراسم" وأضاف أنه تبقى فترة شهر قبل مراسم تسليم الجائزة. كانت إحدى المحاكم الصينية عاقبت ليو شياو بو، وهو كاتب ومنشق صيني بارز، بالسجن 11 عاما في ديسمبر الماضي لدوره في صياغة بيان "الميثاق 08"، وهو بيان ينادي بإصلاحات ديمقراطية شاملة في الصين. كانت لجنة نوبل أجرت اتصالات غير مباشرة مع ليو شيا، فيما يتعلق بترتيبات مراسم تسليم الجائزة. يشار إلى أن كتابات الفائزين بجائزة نوبل أنفسهم قد تستخدم خلال المراسم. وقد مرت 75 عامًا على آخر مرة عجز فيها أحد الفائزين بجائزة نوبل عن إيفاد ممثل له لحضور مراسم تسليم الجائزة، عندما فاز ناشط السلام الألماني كارل فون أوسيتسكي بالجائزة. وشملت قائمة الفائزين بجائزة نوبل الذين عجزوا عن تسلم الجائزة بأنفسهم كلا من الروسي أندريه ديمتريفيتش ساخاروف عام 1975، والبولندي ليخ فاونسا عام 1983 وأونج سان سو كي ناشطة ميانمار الشهيرة عام 1991. وكانت منظمة حقوقية مقرها هونج كونج قالت، اليوم الأربعاء، إن السلطات المعنية منعت أقارب المعارض ليو شياوبو الفائز بجائزة نوبل للسلام من زيارته في محبسه. وذكر مركز المعلومات المعني بحقوق الإنسان والديمقراطية في بيان على موقعه الإلكتروني أن شقيقي ليو وأحد أشقاء زوجته ليو شيا، تقدموا بطلب الشهر الماضي لزيارته في السجن بمدينة جينتشو شمال شرقي الصين اليوم الأربعاء، ولكنهم لم يتلقوا ردا من مسؤولي السجن. وأفاد البيان بأن جميع أرقام الهواتف المحمولة التي قدمها مسؤولو السجن لأقارب المعارض الصيني، كانت خارج الخدمة، ولذلك خشي هؤلاء الأقارب من ألا يسمح لهم بلقاء ليو قبل موعد حفل تسليم جوائز نوبل يوم 10 ديسمبر المقبل. وقالت المنظمة إنه عندما سمحت الشرطة للزوجة ليو شيا بزيارة زوجها في 10 أكتوبر الماضي، أي بعد يومين من إعلان فوزه بالجائزة، قال لها إنه يعتزم كتابة بيان قبل موعد تسليم الجائزة. ولكن أقاربه قالوا إنهم يعتقدون أن مسؤولي السجن قد يحاولون منع ليو شياوبو من إصدار أي بيانات . ونقل مركز المعلومات عن أحد شقيقي ليو شياوبو، ويدعى ليو شياو شوان، القول إن مديره في العمل حثه بشكل متكرر على عدم السفر إلى أوسلو لحضور حفل تسليم الجوائز. وقال شانج باوجون، أحد المحاميين الاثنين الرئيسيين في هيئة الدفاع عن ليو شياوبو وزوجته، لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأربعاء، إن آخر اتصال له مع ليو شيا كان قبل أسبوعين عبر شقيقها ليو هوي.