تستضيف لاوس الاثنين قمة يشارك فيها خمسون من قادة اوروبا واسيا، ويحاول الاتحاد الاوروبي الذي انهكته ازمة الديون ان يطمئن من خلالها اسيا التي تريد فرض نفسها كمحرك للنمو في العالم. وفي الوقت الذي تعقد فيه دول مجموعة العشرين اجتماعا في المكسيك لمواصلة الضغوط على اوروبا قبل اسبوع حاسم بالنسبة الى اليونان، تسعى اوروبا لاقناع شركائها الاسيويين بانها ليست على طريق الانهيار. وصرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يقوم بزيارته الاولى الى اسيا منذ انتخابه في حزيران/يونيو "هناك شكوك في اسيا حول قدرة اوروبا على ان تكون منطقة استقرار ونمو". ويريد هولاند ان يثبت ان "اوروبا لا تزال قوة اقتصادية". واضاف هولاند "لقد قمنا بخيارات من اجل الاستقرار والنمو ... وسنقيم اتحادا مصرفيا وهو اجراء من شانه طمانة المستثمرين الاسيويين واعادتهم الى الاسواق الاوروبية". ويسعى الوفد الاوروبي الضخم الى الظهور بموقف القوة والوحدة في فترة مضطربة وذلك على خلفية الترابط بين الكتلتين في الاقتصاد العالمي. وصرح رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو "نرى ان اسيا تزداد اهمية على صعيد التنمية الاقتصادية". واضاف باروزو "نريد مناقشة الفرص الاستثمارية والتجارية، لكن ايضا التحديات امام الاستقرار والامن في المنطقة". ومن ضمن المشاركين ايضا في القمة التي تعقد مرة كل سنتين منذ 1996، رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي ورئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي. في المقابل، اوفدت بريطانيا وبرلين وزيري خارجيتهما. وقال راجيف بيسواس من شركة "آي اتش اس غلوبال انسيات" ان "القادة الاوروبيين يتطلعون الى اقتصادات اسيا التي تشهد نموا قويا كسبيل للانقاذ الاقتصادي". وتابع بيسواس "ولو ان رؤوس الاموال الاسيوية لا يمكنها اغاثة الازمة الحالية للدين السيادي للاتحاد الاوروبي، الا ان ان تدفق رؤوس الاموال على المدى الطويل يمكن ان يشكل مصدرا للتمويل يزداد اهمية واستقرارا". وبالفعل، فقد اشترت الصين بشكل منتظم في الاشهر الاخيرة سندات اصدرتها دول منطقة اليورو وصندوق الانقاذ، كما ابدت اهتماما كبيرا بصندوق الانقاذ الدائم المستقبلي لمنطقة اليورو. كما ينظر الاتحاد الاوروبي بغيرة الى احتياطي العملات في الصين البالغ ثلاثة مليارات دولار ويعتبر الاكبر في العالم. من جهتها، لا تزال اسيا تتذكر الازمة الرهيبة التي مرت بها بين 1997 و1998، وهي تامل بان تتحصن بشكل كاف لمنع انتقال الازمة الاوروبية اليها وليكون التاثر الى اقل حد من تراجع الطلبيات الاوروبية. واقترح وزير الدولة الفيليبيني البرت ديل روزاريو ان على "اوروبا ان تتطلع نحو اسيا من اجل تحقيق نشاط اقتصادي افضل". واضاف لوكالة فرانس برس "هناك فرص للجانبين". واضاف وزير التجارة الاندونيسي غيتا ويرجاوان ان "تكون اوروبا اقوى من مصلحة الجميع، وكلما كان ذلك اسرع كلما كان افضل". وباتت اسيا التي كانت تعتبر لفترة طويلة مركزا للنمو القوي مقارنة بالمؤسسات الاميركية والاوروبية التي تعاني من صعوبات، تظهر عليها اشارات تباطؤ. ويتوقع صندوق النقد الدولي نموا ب6,7% هذا العام و7,2% في 2013، في مقابل 7,1% و7,5% تباعا كانتا متوقعتين في مطلع الصيف. واضاف بيسواس "لاسيا مصلحة كبرى في استقرار الازمة الاوروبية.. لانه لو شهدت ازمة منطقة اليورو تصعيدا جديدا، فان موجة الصدمة سيكون لها تاثيرا اكثر سلبية على الصادرات الاسيوية، مع اماكن ان تؤدي الى اضطرابات ملموسة على الاسواق المالية العالمية".