رحبت لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة بما انتهت إليه انتخابات نقيب الصحفيين، ونصف أعضاء مجلس النقابة، من نتائج أسفرت عن دخول عناصر نقابية جديدة إلى مجلس النقابة. وتعرب اللجنة عن أملها أن تكون الانتخابات التى جرت بالأمس، بداية لعمل نقابى جديد، يلتزم خلاله المجلس، نقيبا وأعضاء بتنفيذ جميع قرارات الجمعيات العمومية، سواء العادية منها أو الطارئة، بما يخدم أهداف الجماعة الصحفية، وكذلك تنفيذ قرارات المجلس، بما يساعد على حفظ حقوق الصحفيين، وإعلاء شأن مهنة الصحافة. وتشيد اللجنة بموقف أعضاء الجمعية العمومية الذين توافدوا منذ صباح أمس، وأبدوا حرصا على المشاركة فى الانتخابات، حتى اكتمل النصاب القانونى للجمعية العمومية، وقدموا نموذجا إيجابيا فى المشاركة، وإن كانت إصابته بعض مظاهر الخروج على الأعراف النقابية، خاصة قبل وأثناء انعقاد الجمعية العمومية الذى سبق عملية التصويت. وتثمن اللجنة موقف جميع المرشحين للانتخابات الذين دأبوا منذ البداية على العمل من أجل خدمة مهنتهم وإعلاء مصلحة أعضاء النقابة، وتفانوا فى أدائهم السابق على العملية الانتخابية وإثنائها، وقاموا بالتواصل مع أعضاء الجمعية العمومية، سواء من خلال الاتصال المباشر بهم، أو من خلال برامجهم التى كانت تحمل كثيرا من آليات الارتقاء بالشأن الصحفى عموما، وذلك رغم الصعوبات التى كانت تواجههم فى تقديم أنفسهم لأعضاء الجمعية العمومية. وتؤكد اللجنة أن الانتخابات التى جرت بالأمس هى تكليف للعناصر الجديدة التى انضمت إلى تشكيله المجلس، وليس تشريفا لها، وأن عليها مسئوليات جسام تجاه أعضاء الجمعية العمومية الذين يتوقعون منهم التزاما بالقانون، وحرصا على دفع العمل النقابى، بما يخدم جميع الأطراف ذات الصلة بمهنة الصحافة. كما تؤكد اللجنة أن باقى المرشحين أيضا مطالبون بالاستمرار فى عملهم الخدمى من أجل صحافة مستقلة، وذلك من خلال آلياتهم الخاصة، حتى يكون مجهودهم موازيا لمجهود المجلس. وحول الانتخابات ونتائجها، قال بشير العدل مقرر اللجنة، يبدو أن أول انتخابات تجرى وفقا لقانون النقابة بعد إلغاء قانون النقابات المهنية، على موعد مع "الربع" أو نسبة 25 %، فالجمعية العمومية اكتملت بالربع مضافا عليه واحد، والنتائج أسفرت عن دخول أعضاء جدد للمجلس أيضا بنسبة "الربع"، قياسا على عدد أعضاء المجلس، فضلا عن وصول نقيب جديد، مؤكدا أن تلك الأرقام تعنى أن مجلس النقابة لم يضم دماء جديدا إلا بنسبة قليلة مما يعنى – ضمن توقعات العدل – أن الأداء لن يختلف كثيرا من جانب المجلس الجديد، نظرا لاستمرار 75 % من أعضائه، سواء كانوا باقين من القرعة العلنية، أو دخلوا بالانتخابات، ليصبح التغيير مرهونا بأداء نقيب الصحفيين ضياء رشوان الذى يبقى عليه العبء الأكبر فى تغيير منظومة العمل داخل المجلس. وأكد العدل أن أداء المجلس الجديد يتوقف إلى حد كبير على حالة التناغم المنتظرة بين النقيب وأعضاء المجلس، وهى مسئولية النقيب بالدرجة الأولى، والتى يستطيع إنجازها من خلال صلاحياته القانونية. وأشار العدل إلى أن لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة تجدد تأكيدها للنقيب الجديد والمجلس بعد الإضافات، إلى أنها لا تعمل فى طريق معاكس وإنما فى طريق مواز للاصلاح النقابى، وإنها تضع مجددا أمام النقيب ومعه المجلس، كثيرا من القضايا التى طالما نادت بها فى الماضى، وهى قضايا لا تحتمل التأجيل، يأتى فى مقدمتها قضية الصحف الحزبية المتوقفة والمتعثرة عن الصدور، وتقنين أوضاع الصحفيين بها، وكذلك سرعة حل مشاكل الصحفيين المتضررين من علاقتهم بمجالس إدارة صحفهم المختلفة، والذين يتعرضون للتشرد، والبدء فى تنقية الدستور الحالى من المواد المعيبة التى تهدد استقلال الصحافة، وإعادة النظر فى نظام القيد، وغيرها من القضايا الملحة. ولفت العدل إلى أنه حصل على وعود من النقيب ضياء رشوان ، بحل أزمة الصحف الحزبية، وذلك بعد لقاء متوقع أن يجمع بينه وبين عدد من أعضاء اللجنة، لبحث كيفية وضع حلول سريعة لها. ودعا العدل مجلس النقابة الجديد نقيبا وأعضاء أن يطرحوا الانتماءات السياسية جانبا، وأن يكونوا على قدر طموح أعضاء الجمعية العمومية فى الارتقاء بحقوق الصحفيين، وإعلاء قيم المهنة، وعودة النقابة إلى دورها الريادى، وخلع رداء السياسة عنها. كما دعا العدل كافة المرشحين للانتخابات للاستمرار فى عملهم بما يخدم العمل النقابى، موجها الدعوة إلى كل من لديه رغبة فى العمل النقابى، للتواصل مع اللجنة باعتبارها أول لجنة من أعضاء الجمعية العمومية لمراقبة أداء المجلس، وتقف على تنفيذ قراراته، بما يعمل على استقلال الصحافة، وحفظ حقوق الصحفيين، وذلك بالتعاون مع المجلس، وصولا إلى نقاط الالتقاء بينهما، بما يخدم المهنة ويعلى من أوضاعها. وأكد العدل أن لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة سوف تمنح المجلس الجديد، نقيبا وأعضاء، فسحة من الوقت لترتيب أوراقه، وتشكيل هيئته، والسماح له بالكشف عن خطة عمله خلال الفترة القادمة، تبدأ بعدها عملها فى مراقبة أدائه.