رقبتي لك : تعبير مجاملة كاذب جملة وتفصيلا، ومثله تعبير "عيوني لك".. فالرقبة عضو في الجسم لا يمكن فكها وإعطاؤها لأحد كالعينين تماما، ولو افترضنا ان شخصا نفذ هذا التعبير عملا فلا أحد يعرف ما الذي يمكن أن يفعله الشخص الآخر برقبة بني آدم، فهي لا تصلح لأي استعمال ثم ان ظهور رقبة بني آدم في يد أي شخص مصيبة كبيرة تذهب به إلي محكمة الجنايات بتهمة القتل. من هذا يتبين لنا أن الشخص الذي يقال له "رقبتي لك" لن يستفيد من هذه الرقبة إلا المصائب إذا أخذها فعلا. إنما الذي يستفيد من الرقبة حقا هم ثلاثة أشخاص فقط: صاحبها وهو علي قيد الحياة طبعا. والجواهرجي الذي يكسب ألوف الجنيهات من وراء رقبة المرأة وهو يبيع لها العقود. وعشماوي الذي يكسب خمسة جنيهات من مصلحة السجون عن شنق الرقبة. وتعبير "رقبتي لك" يستعمل استعمالا دبلوماسيا عند الاعتذار لواحد يطلب جنيها سلفا لأول الشهر، كما يستعمله المرابي وهو يمارس هوايته المفضلة، وهي هواية جمع توقيعات الناس المفلسين علي كمبيالات وشيكات. قبلاتي وأشواقي : تعبير جواباتي، غرامي غالبا- أخوي في بعض الأحيان. والقبلات جمع قبلة، والقبلة لها ماركات كثيرة وأنواع مختلفة أشهرها القبلة الغرامية. والقبلة الغرامية تبدأ سينمائية جدا علي باب الشقة من الخارج يوصل الخطيب خطيبته إلي بيتها، ثم تتحول-فيما بعد- إلي قبلة زوجية علي باب الشقة من الداخل والزوج "الخطيب سابقا" ذاهب إلي عمله أو عائد منه "هذا إن حصل". وتعتري القبلة في هذه المرحلة تطورات هامة، إذ تصبح روتينية مثل كلمة "سعيدة" وكلمة "باي باي"، كما أن أداءها من الطرفين يكون غير سينمائي بالمرة. وأرقي أنواع القبلات هي الأمومة.. وقبلة الأمومة هي نبضات هادئة حانية لقلب تحول إلي شفتين، أما القبلة الغرامية فإنها تختلف في التعريف إذ إنها حادثة تصادم عنيفة ومتعمدة بين أربع شفاه، تكون الخسائر فيها زوال الطلاء الأحمر. ولا أحد يعرف- علي وجه التحديد- من الذي اخترع القبل، والأرجح أن الرجل هو الذي اخترعها ليوقف المرأة عن الثرثرة في الوقت المناسب. والقبلة- العاطفية- تنقل من مكان إلي مكان علي مراحل العمر، فهي في أيام الغرام المبكرة تبدأ علي اليد، ثم تنتقل إلي الشفاه بعد ذلك، ثم تنتقل إلي الجبين والعريس يكشف الطرحة أمام المدعوين، ثم بعد فترة من الزواج تنتقل إلي رحمة الله. لحظة واحدة : تعبير يستعمل لإعطاء توقيت زمني، وقائل هذا التعبير كذاب غالبا، لأن هذه اللحظة قد تمتد إلي ساعة أو أقل أو أكثر حسب الظروف، فهي أمام شباك تذاكر السكة الحديد أو مكتب البريد قد تمتد إلي نصف ساعة أو أكثر حتي ينتهي الموظف المختص من الحدوتة التي يحكيها لزميله والطابور واقف. وهي في مجمع الجمعية الاستهلاكية قد تمتد إلي ساعة حتي ينتهي الموظف المختص من مراجعة توقيع زميله علي البون، ثم وضع توقيعه هو علي البون، ثم ختم البون، ثم تسجيل البون في مصلحة الشهر العقاري بوصفه عقد بيع صابونة. وقد يستعمل هذا التعبير مكتوبا بمصاحبة موسيقي، فيصبح في هذه الحالة تعبيرا تليفزيونيا اسمه: "لحظة واحدة من فضلك". وقد يستعمل هذا التعبير -أيضا- بشكل مهذب عندما يهمس به الرجل ليناقش واحدة ست ثرثارة لا تعطيه أي فرصة للكلام، ولا يحتاج الرجل إلي استعمال هذا التعبير إذا كانت هذه الست تثرثر عن طريق الراديو أو التليفزيون، فإن المذيعة- أو أي متحدثة في ميكروفون إذاعي - هي الست الوحيدة التي يمكن للرجل ان يسكتها فورا بدون أي احراج. ليه؟ : تعبير تساؤلي يكثر استعماله من واحد غبي. أو واحد مفكر جدا. كذلك يتداول هذا التعبير تداولا غنائيا واسعا، اذ إنه منتشر في الأغاني كالبقدونس والملح والفلفل، وقلما توجد أغنية تخلو منه. مثال ذلك: ليه تهجرني ليه. وكل ده كان ليه، وازاي حبيتك انت وحبيتك انت ليه. وبتلوموني ليه، وليه بيلوموني وياك في حبي. وليه القسوة ليه.. والحلو ليه تقلان قوي. وكان ليه خصامك ويايا، وليه يابنفسج، وليه تلاوعيني. وليه في الأغاني أجوبتها سهلة غالبا ومعروفة مثال ذلك: - ليه بيلوموني وياك في حبي؟ - لأنك لم تتقدم لتطلب يدها حتي الآن يا استاذ، مكتفيا بأن تخرج معها كل يوم وتعرض سمعة البنت للكلام الفارغ. - ليه تهجرني ليه وانا باحبك؟ - ربما لأنك عواطلي، أو ربما لأن واحد ثاني تقدم لها مرتبه اكبر وشكله ألطف، أو ربما لأنك لا تغسل اسنانك، أو ربما لأن هناك سوء تفاهم بينك وبين الماء والصابون، أو ربما لأن لسانك كلسان جليل البنداري والعياذ بالله. وهكذا نجد ان كل "ليه" في أي اغنية جوابها بسيط ومعروف. كذلك يستعمل تعبير "ليه" استعمالات نسائية عديدة، أشهرها توجيه هذا التعبير للزوج عند وصوله متأخرا عن ميعاده كالديزل. وقد يطوف هذا التعبير برأس الرجل وهو بمجلس وحيد، ثم يهز رأسه في حسرة وندم متمتما: ليه؟؟ أي ليه اتجوزت! آخر ساعة - 2 سبتمبر 1965