الكثيرون وانا منهم اصيبوا بالدهشة بعد قبول استقالة حكومة ابراهيم محلب ..وليست الدهشة بسبب انها حكومة رائعة تضم وزراء نابهين ولكن الدهشة بسبب ان الاستقالة اطاحت بالمهندس ابراهيم محلب الذي لم يهنأ ساعة واحدة بكرسى رئيس الحكومة وكان فى عمل دائم طوال الفترة التى قضاها فى المنصب . قبل كل الناس كان يستيقظ وقبل كل الوزراء كنت تجده فى اقصى محافظات الصعيد وبعدها بساعات من الممكن ان تراه فى جولة باحدى المنشآت فى محافظة اخرى ..يتابع ..يدقق ..يحقق ..يحل مشاكل المواطنين الذين يلتقوه صدفة . محلب كان فى تعامله مع كل المشاكل انسانا بالدرجة الاولى قبل ان يكون رئيسا للحكومة ..وكان اذا ما اقتنع بامر لا يعدل عنه حتى لو طافت المظاهرات انحاء الكرة الارضية ..وفى تمسكه بقانون الخدمة المدنية دليل على ذلك فهو لم يرضخ لتهديدات العاملين فى الضرائب والجمارك ويرى ان مصلحة الكل اهم من امتيازات البعض . محلب لم يكن رئيسا للحكومة بالمعنى السياسى المعروف لكنه كان رئيسا تنفيذيا لمشروعات الحكومة ..مهمته طول عمره ان يبنى ..ولم تكن مهمته فى اى وقت من الاوقات ان يبرر لماذا فشل فلان او علان .. قد يكون حظه السيىء انه ابتلى بعدد من الوزراء والمحافظين محدودى الكفاءة او دارت حولهم الشبهات ..فكانوا احد وسائل فشل الحكومة فى بعض الملفات . اعلم ان الرئيس السيسى يقدر ويثمن جهود محلب وربما يكون هناك مهمة اكبر وافضل يدخره لها وهذا ما نتمناه ..لان رجلا كمحلب لا يجب ان يكون بعيدا عن العمل العام . ربما تكون استقالة الحكومة فرصة للرجل لبعض الراحة ..والتقاط الانفاس بعد مجهود مضن بذله من اجل مصر . التحية كل التحية للمهندس ابراهيم محلب الذى عرفته قبل 35 عاما عندما كان مهندسا ومديرا لمشروع كوبرى بنى سويف مطلع الثمانينيات من القرن الماضى واعرف كيف انقذ هذا الكوبرى الذى ربط بين الشرق والغرب بعد حريق هائل دمره فى فجر يوم من ايام الشتاء عام 1983 . وبمناسبة الحكومة الجديدة اتمنى ان يعود منصب وزير الرياضة مرة اخرى كما اتمنى استمرار المهندس خالد عبد العزيز وزيرا للشباب ليكمل ما بدأه من انجازات شبابية كبيرة خلال العامين اللذين تولى فيهما الوزارة .