الواقع يؤكد ان تهديدات محمد بديع مرشد جماعة الاخوان الإرهابية، لم تكن مجرد تصريحات او شعارات رنانة هدفها اثارة القلق والرعب، من اجل إعادة المعزول الى منصبه كرئيساً لمصر، ففى الرابع عشر من يوليو الماضى، صرح "بديع" لجريدة النهار الجزائرية انهم لن يهدأوا حتى إعادة المعزول الى كرسى العرش، مؤكداً الى ان الجيش المصرى الحر، سيظهر فى القريب العاجل، لتحرير الرئيس المختطف حسب وصفه، واعادة الامور الى نصابها كما كانت. وبعد اقل من عام، تحولت كلماته هذه الى واقع، بعد ان ظهر الجيش المصرى الحر من خلال مقطع فيديو، وهو يستعرض مهاراته القتالية فى دولة ليبيا الشقيقة، مؤكداً عزمه على إقتحام الحدود المصرية، والهجوم على السجون لتحرير اعضاء الجماعة الإرهابية، وإستهداف العديد من المنشأت العامة، ونشر الفوضى فى البلاد. ومن هذا الفيديو وتلك التهديدات، بدأت وسائل الإعلام المختلفة السباق من اجل الكشف عن تفاصيل تلك الجماعة المرتزقة التى تريد هدم البلاد، بداية من تكوينها، ومحاولة الكشف عن مموليها وداعميها، نهاية بساعة الصفر لمحاولة إختراق الحدود المصرية. "اخبار الحوادث" من خلال هذا التقرير، تكشف ادق التفاصيل عن "الجيش المصرى الحر" دون تهويل او تهوين، فما هى الحقيقة؟!، هذا ما سنكشفه من خلال السطور القادمة. يخطىء من يظن ان الحدود المصرية مستباحة، فهناك صقور وعيون تترقب كل ما يحدث بالقرب منها، او يحاول حتى المساس بها، سكان المحافظات الحدودية ايضاً يترقبون عن كثب، ويهتمون بادق التفاصيل الخاصة بخطة تدمير البلاد، او محاولة إختراقها. فقبل ان تصل الانباء عن تكوين الجيش السورى الحر الى القاهرة او وسائل الاعلام، كان العديد من سكان المناطق الحدودية يتحدثون فى هذا الشأن، الكثير منهم يستجمع المعلومات ويحللها، ويصطف الى جانب قواته المسلحة التى تتابع ايضاً بكل دقة تلك التهديدات القادمة من الغرب. نعم، ذراع مصر يصل الى قلب الاعداء اينما كانوا، ويستعد لتلك المعركة الحاسمة اذا ارادوا هم البدء، فغالباً ما ستكون البداية بقرار منهم، اما النهاية سيكتبها حماة الوطن والعرض. مدينة جهنم! "درنة" هم كلمة السر، وهى ايضاً المدينة التى يتخذها الجيش المصرى الحر مقراً لتدريب عناصره، بعيداً عن قبضة السلطات الليبية، فمدينة درنه التى يصل سكانها الى قرابة ال 80 الف مواطن، والتى تقع على ساحل البحر المتوسط فى شمال شرق ليبيا، كانت فى الاساس تحت قبضة العقيد معمر القذافى، حتى سقطت فى قبضة الجماعات التكفيرية والجهادية فى الثالث عشر من فبراير، ليستولوا حينها على مخازن السلاح الخاصة بالجيش الليبى، ومنذ هذا التوقيت واصبحت منطقة درنة، التى تغنى باسمها الشعراء نظراً لطبيعتها الساحرة الى وكراً لتلك الجماعات. وربما لم يكون فى ذهن تلك الجماعات الارهابية ان تكون مصر هدفاً لهم، الا ان القرار الذى إتخذته سفارة احدى الدول العربية التى تتخذ موقفاً معادياً من مصر، كان بمثابة الشرارة الاولى لإنشاء الجيش المصرى الحر، وهذا بعد عدة إجتماعات شهدتها تلك السفارة خلال الشهور القليلة الماضية، وبدعم من جهاز مخابراتى يحكم دولة اخرى مجاورة. تلك الدولة وتلك السفارة قرروا إنشاء الجيش المصرى الحر، بعد ان فشلتا فى تكوينه على ارض سيناء، خاصة وان الجيش المصرى واجهزة وزارة الداخلية تمكنوا خلال العام الماضى من التصدى لتلك المحاولات الفاشلة، واحكموا سيطرتهم على سيناء، بعد مواجهات قوية وحاسمة مع العناصر الإرهابية، التى وقعت تحت ايدى الاجهزة الامنية، ومنهم من قرر الفرار من الجحيم، بينما لاقى اخرين منهم مصرعهم. ومن هنا وبدأ تكوين الجيش المصرى الحر، والذى وصلت اعداده قرابة الالف مقاتل، مدعومين باسلحة خفيفة وثقيلة، وسيارات الدفع الرباعى، المستولى عليها من الجيش الليبيى بعد سقوط القذافى، اما عن عناصره فهى تنتمى الى عدة جنسيات، اغلبها من المصرين التابعين للجماعات الارهابية فى مصر، وايضاً من تنظيم القاعدة، وبعض الجماعات التكفيرية الهاربة من مواجهات الاسد فى سوريا، ايضاً انضم لهذا الجيش بعض العناصر المغربية المتشددة. سيطرة! المثير ان تلك الجماعات التى انتشرت فى مدينة درنا، استطاعت ان تتكيف مع طبيعتها الساحرة من جبال ووديان وصحارى، لتكون هناك ثلاثة معسكرات رئيسية، يتم تدريبهم فيها من خلال بعض الاجهزة الاستخباراتية التى تريد السوء لمصر، ضمن خطة إسقاط الدولة المصرية فى فوضى الارهاب والدم، الا ان تلك الجماعات تمكنت خلال الفترة الماضية من إرهاب اهالى درنة انفسهم، لدرجة ان اللبييبن الذين يطرون للفرار من مدينة الى مدينة داخل دولتهم يخشون العبور من درنا، ويفضلون إتخاذ المسافات البعيدة، دون المرور من درنه. تلك الجماعات المسلحة لديها العديد من مصادر التمويل، ليس من دولتين احدهما عربية فقط، انما يقومون بتهديد ملاك محلات الذهب والفضة بالقتل اذا لم يقوموا بدفع الاتاوات المفروضه عليهم، وبالفعل فرض هؤلاء المرتزقة على محلات الذهب 50 ألف دينار، وأصحاب محلات بيع السيارات (المعارض) 150 ألف دينار، وهو ما اعتبره الليبين ان تلك الجماعات التى لقبوها بكلاب النار وخفافيش الظلام والتكفيريين اعلنو افلاسهم بصوره غير مباشره. قائد الجيش! فيما كشف اللواء سامح سيف الليزل، الخبير العسكرى، عبر عدة تصريحات، الى ان شريف الرضوانى، المصرى الجنسية، هو الذى يتولى حالياً قيادة الجيش المصرى الحر، وهو من ضمن العائدين من افغانسان وباكستان وسوريا، والذى يتخذ اسلوباً استعدائياً ضد الجيش المصرى ووزارة الداخلية والدولة بشكل عام، مشيراً الى ان الجيش المصرى الحر تصل اعداده تقريبياً الى حوالى 700 الى 800 عنصر، وانه ليس مقصوراً على المصريين، انما هناك جنسيات اجنبية اخرى انضمت اليه ومنم صوماليين وسوريين وفلسطنين وعناصر من عدة دول خليجية، مؤكداً ان قيادات هذا الجيش على تواصل دائم ببعض العناصر التى تقوم بجمع المعلومات وتحليلها ومن ثم توصيلها اليهم، خاصة من القيادى الاخوانى محمود عزت، ورجال خيرت الشاطر فى مصر. واكد الليزل الى ان الاجهزة الامنية رصدت مؤخراً عزم بعض الطلبة التابعين لجماعة الاخوان الانضمام الى هذا الجيش، من اجل إستهداف الجيش والشرطة. الواقع ايضاً يؤكد ان الاجهزة السيادية فى مصر، رصدت قبل عدة ايام اجتماعاً لعدد من تلك العناصر المتطرفة، والذى شهد محاولة جذب العديد من العناصر الاخرى من اجل دعم الجيش المصرى الحر، سواء بالافراد، او بالسلاح، وان اسم الجيش المصرى الحر ربما يتحول الى الجيش الاسلامى وسيكون هدفه الاول هو مواجهة الجيش المصرى، من اجل إسقاطه، وذلك بالإستعانة بعدد من خبراء المفرقعات من غزة، والعديد من العناصر الاستخباراتية التى تحاول عرقلة خارطة الطريق فى مصر وإسقاط الدولة، منذ تم عزل الدكتور محمد مرسى. قسم وإرهاب! العجيب ايضاً ان بعض عناصر الإرهابية، والذين قاموا بتدشين العديد من الصفحات المناهضة للجيش والشرطة بصفة خاصة، وللدولة بصفة عامة، اذاعت القسم الخاص بالجيش المصرى الحر، وكأنهم يتفاخرون ان هناك من سيأتى لفرض السيطرة على الوطن، وإسقاط البلاد فى بحور الدم، وفوضى الارهاب، والذى جاءت كلماته كالتالى: " اقسم بالله العظيم، اقسم بالله العظيم، اقسم بالله العظيم، ان اكون مخلصا لله، ثم لجيش مصر الحر، وان اقدم روحي فداء لمصر والشهداء والجرحى، وان اكتم كل اسرار الجيش الحر، حتى لو قدمت حياتى فداء للوطن والله على ما اقوله شهيد، بسم الله وعلى بركاته ابتدانا الكفاح المسلح ضدد كل من يقتل شباب مصر ويعري نساء مصر ويخون مصر شعارنا". لكن فى نفس السياق، اشارت مصادر عسكرية، ان الجماعات الإرهابية تحاول حالياً اذاعة الكثير عن الجيش المصرى الحر، من اجل إرهاب المصريين، وزعزعة ثقتهم فى الدولة، ومن ثم الجيش والشرطة، الا ان السلطات المصرية، على وعى كامل ما تحيط به الجماعات الارهابية من خطر على البلاد، وانها مستعدة لمواجهة اى عناصر متطرفة لإبادتها اذا لزم الامر. واشار مصدر، ان ما يسمى بالجيش المصرى الحر، لا يرتقى ان يلقب من الاساس بالجيش، فهو عبارة عن مجموعات إرهابية، لا تشكل اى خطورة على الدولة المصرية، خاصة وانه من الصعب بل من المستحيل مقارنة قوتها بقوة الجيش المصرى خاصة فى المواجهة، مؤكداً انه اذا قررت تلك العناصر محاولة إختراق الحدود المصرية، فهم سيجون نار جهنم فى إنتظارهم.