هل يمكن ان تتبدل المشاعر الي النقيض بهذه السرعة وهل يمكن ان يتحول الحب الي عداء وقضايا في المحاكم. هذا ما حدث مع الزوج الشاب الذي فقد زوجته بعد عامين من زواجهما بعد صراع قصير مع المرض الخبيث وفوجيء بعدها بأسرة زوجته تطالبه بمؤخر الصداق وجميع مستحقاتها المادية. الزوج بكي داخل محكمة الأسرة واكد انه لم يكن يتوقع هذا الموقف من اسرة زوجته الحبيبة والتي كان يعتبرها اسرته وكان ينتظر ان يحترموا حزنه علي زوجته ويشاركوه فيه. أمام أعضاء مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة اسرة عين شمس.. كان يجلس الزوج الشاب.. والحزن يطل من عينيه ووجهه شاحب اللون.. وبكلمات ثقيلة بدأ كلامه.. في أول جلسة للصلح حددتها المحكمة ومعه محاميه.. ليدافع عن نفسه من الدعاوي القضائية التي تقدمت بها ضده اسرة زوجته الشابة.. التي فارقت الحياة منذ شهور قليلة.. وقال الزوج.. لا أعرف من أين أبدأ كلامي.. ولا أصدق ما يحدث لي من اسرة زوجتي.. اعتبرتهم بالأمس القريب اسرتي واحبائي!. فقد صدق القول »موت وخراب ديار«.. وأنا اعلم تماما انه حقهم الحصول علي مستحقات ابنتهم المالية بعد وفاتها.. لكن ليس بهذه الطريقة.. خاصة اني طلبت منهم الانتظار حتي اتمكن من توفير المبلغ المطلوب.. لكنهم لجأوا للمحكمة ضدي! اعيش الأن كابوس.. اتمني ان استيقظ منه.. لكنه القدر ولا مفر منه.. لقد وقعت في حب مروة منذ اليوم الأول الذي تعرفت بها.. حيث كنا زملاء في العمل.. وعشنا أجمل قصة حب في الدنيا.. وتعاهدنا علي الزواج.. وبمجرد ان تمكنت من شراء شقة وتوفير بعض المال.. اسرعت بالتقدم الي خطبتها.. وفي اقل من عامين كان زواجنا! عشت أجمل سنوات عمري معها.. ولم تستمر سوي عامين فقط.. وكأن كل الظروف مرتبة لموتها فلم تنجب الأبناء.. رغم انها حاولت بكل طاقتها.. وذهبت الي أكثر من طبيب.. في محاولة لايجاد حل.. لكن دون جدوي.. وكانت تقول لي انها تريد ان تنجب لي الأبناء.. وكنت اخفف من قلقها بقولي انها لي كل شيء في الدنيا.. ولا انتظر شيئا سوي ان تكون بجانبي! كان حبنا يشهد عليه الجميع.. وكنا قصة يرويها كل الناس.. لم ادرك ان نهايتها بتلك الكارثة.. فقد اصيب زوجتي بالمرض الخبيث.. وللأسف اكتشفناه مؤخرا.. وحالتها تدهورت بسرعة شديدة لامثيل لها.. وكل شيء انتهي في لمح البصر.. وتركتني وودعت الدنيا ورحلت! في تلك اللحظة غرق الزوج في بحر من الدموع.. وهو يخفي وجهه بين كفيه.. ثم عاد لحديثه قائلا: وبعد ان مرت علي الفاجعة شهور قليلة.. فوجئت بأسرتها يطلبون الحصول علي مؤخر الصداق واي شيء يتعلق بحقوقها المادية.. وقد وعدتهم بان اعطيهم اياها.. لكن بعد ان ادبر حالي.. خاصة اني كنت قد انفقت كل اموالي علي زواجي.. ولن اقدر علي رد المبلغ الآن.. لكن تحول الأمر الي معركة واتهموني بالتهرب من شرع الله.. وانه حق ابنتهم ولن يتركوه مهما حدث.. ثم فوجئت بالدعوي القضائية ضدي! وقد فشلت محاولات الخبير القانوني عمرو عادل بالمحكمة في انهاء الخلاف بينهما.. خاصة بسبب اصرار اسرة الزوجة المتوفية علي الحصول علي حقوقها في الوقت اذي اكد الزوج انه لا يمتلك كل المبلغ المطلوب.. وقد تم احالة الدعوي الي المحكمة للفصل فيها! هبة عبدالرحمن