«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا نكره الجنس.. لكن الأزواج السبب!
نشر في صباح الخير يوم 08 - 06 - 2010

على مدى أسبوعين تناولنا ظاهرة كره الزوجات لممارسة الجنس واتهام الأزواج لهن بالبرود. وأكدنا أنا اضطراب هذه العلاقة الحميمة ربما يكون السبب الحقيقى سواء كان معلنا أو خافيا هو وجود خلل ما فى الحياة الزوجية وانهيار قد يقود أصحابه إلى حافة المحاكم.. وهناك على باب المحكمة يتحول الهمس إلى صراخ وتفتح الأبواب المغلقة لغرف النوم على مصراعيها حيث يتحول الأمر إلى مبارزة.. ومصارعة يتبادل فيها الطرفان الضرب تحت الحزام ويتفنن كلا طرفين فى تجاوز كل الخطوط الحمراء ويصل الأمر إلى حد اتهام أحدهم للآخر قائلاً: «يابارد.. فيرد الآخر .. أهو أنت»!!
ويصبح التخفف من عبء هذه العلاقة أملا لابد من الاستعانة فيها بصديق نفسى وآخر اجتماعى وحكم هو طبيب شرعى وقاض يحكم بينهما بالعدل.
الأفلام الإباحية
أولى الحالات التى قابلتها هى السيدة سعاد - موظفة- والتى رفضت فى البداية أن تتحدث عن الموضوع نظراً لحساسيته الشديدة لكنها وافقت بعد إلحاح وحكايتها تبدأ منذ ستة عشر عاماً عندما تزوجت من جارها الذى كانت بينهما نظرات إعجاب وبدأت حياتهما الزوجية سلسة وهادئة واستمرت رحلة الحب والمودة لمدة أربعة عشر عاماً نتج عنها ولد وبنتان ولكن فجأة انقلبت الأوضاع عندما بدأ زوجها يشاهد القنوات الإباحية بل وزاد الأمر سوءاً عندما بدأ يطلب منها أن تجلس وتشاهد معه هذه القنوات، وعندما رفضت شتمها وقال لها: انت إنسانة جاهلة ومتخلفة ومع مرور الأيام بدأ يطلب منها طلبات غريبة كتغيير نوعية الملابس ولون الشعر إلى أن تطور الأمر إلى إرغامها على ممارسة أوضاع يقشعر لها البدن، وعندما اعترضت أصبح يعاشرها بالغصب إلى أن كرهت حياتها وأهملت أبناءها وأصيبت بالاكتئاب، فتحدثت مع أخت زوجها التى كانت صديقة لها وشرحت لها الأمر، وعندما ناقشت أخته معه هذا الموضوع ثار جداً وأنكر وقال عن زوجته: هى الباردة التى أتعبت أعصابى وأصابتنى بالتوتر، ولم يكتف بهذا الأمر، بل أخبر العائلة كلها بأنها مجنونة وجنونها يخيل لها أنه يعاشرها بالغصب.
وتكمل سعاد كلامها: لم أستطع أن أتحمل هذا الوضع فقد كرهت معاشرته وكرهته هو أيضاً وبدأت أعامل أبنائى بطريقة قاسية بسبب ما يقوم به زوجى وعندما طلبت منه الطلاق رفض وقال لى: سأتركك عندما أزهق منك وسيكون ذلك بإرادتى وليست بإرادتك أنت، وأنا على تلك الحال منذ سنتين ولكنى لا أستطيع أن أعترف بالسبب الحقيقى حتى لا أجرح مشاعر أبنائى وربنا يحلها من عنده.
وبسؤالى عن زوجها أرشدتنى إليه وعندما سألته عن سبب طلب زوجته للانفصال أجابنى فى بداية الأمر إجابة غير واضحة، لكن بعد أن واجهته بكلام زوجته صمت طويلاً ثم قال: زوجتى باردة منذ أول يوم زواج وقد كنت صابراً لعلها تتغير ولكن هذا لم يحدث بل أصبحت تتهرب من العلاقة فى كثير من الأحيان بحجة أنها تريد أن تذاكر لأبنائنا، والحقيقة أننى فى الفترة الأخيرة بدأت أرى بعض الأفلام الجنسية وطلبت منها أن تشاهدها معى حتى تتأثر لكنها رفضت وتركت المنزل وفضحتنى أيضاً مع كل الناس والآن تطلب الطلاق، لكنى لن أطلقها، فكرامتى ترفض ذلك، كما أننى أريد أن يتربى أبناؤنا فى بيت به أم وأب يسود بينهما الاحترام، وليس الفضيحة كما تفعل هى.
وسيلة للعقاب
وهذه حالة أخرى لسيدة فى مقتبل عمرها وتعمل فى بنك ومع ذلك لجأت إلى محكمة الأسرة، ومكتب النزاعات الأسرية ليحل لها مشكلتها والتى تفاقمت منذ عام فتحكى شيماء عن مأساتها والتى تصر على تسميتها بالمأساة قائلة: لقد جئت إلى المحكمة باعتبارها القانون الذى عليه أن يأخذ لى حقى من زوجى الذى يعاقبنى عن طريق المعاملة السيئة جداً أثناء العلاقة الحميمة، فزواجنا بدأ منذ أربعة أعوام وهو زميلى فى البنك ولكننى حصلت على ترقية قبله فجن جنونه وأصبح يغير منى ويتعمد أن يهيننى أمام زملائنا وأصدقائنا فى العمل، وغضبت بشدة لكنى صبرت من أجل طفلتى كما أننى أتذكر أيامه الحلوة معى، لكنه بدأ يعاقبنى بأسلوب آخر فأصبح يطلبنى فى الأوقات التى يجد أننى متعبة فيها، ويصر على ذلك حتى أصبح الجنس نوعاً من أنواع العقاب وعندما بدأ يزيد هذه الحكاية بدأت أتهرب منه وأتحجج أنا أيضاً فأصبح يضربنى ويهيننى لدرجة أنه فى مرة قال لى فى العمل أمام زملائنا: ليكى نفس تضحكى وانت بترفضى تنامى معايا ومن يومها تأكدت أن استمرارى معه أشبه بالحلم، فلجأت إلى المحكمة لطلب الطلاق وعندما علمت أن الطلاق يأخذ وقتاً رفعت قضية خلع وذكرت أن السبب هو معاقبة زوجى لى عن طريق ممارسة الجنس بالإكراه.
وحينما قابلت زوجها أنكر كل شىء، ولم يتكلم.
أهلى تبرأوا منى
أما منى فقابلتها وهى تبكى والسبب أن أهلها تبرأوا منها لقيامها برفع قضية طلاق على زوجها الذى يعاملها بمنتهى القسوة ويعاشرها بطريقة غير آدمية، فالبداية كانت عندما تقدم لها ابن عمها الذى يكبرها ب12 عاماً فوافقت تحت ضغط من أسرتها ومنذ اليوم الأول كان يفعل معها أشياء غريبة ومؤلمة فى نفس الوقت وعندما تحدثت مع والدتها نهرتها بشدة وقالت لها: جوزك على ما يعودك لكن الأمر ازداد صعوبة عندما أصبح يربطها فى السرير ويعاشرها بطريقة مؤلمة وبعد ذلك يهددها بأنه سوف يقتلها إن أخبرت أى شخص عن هذا الموضوع ولكنها لم تستطع أن تستمر فى هذه الزيجة فهربت إلى بيت والدها والذى صفعها على وجهها عندما أخبرته بالموضوع فهربت إلى بيت خالتها واحتمت بها، وبعد ذلك قامت برفع قضية طلاق على زوجها، وكانت نتيجة ذلك أن عائلتها تبرأت منها أمام الجميع إلى الأبد، وتتابع منى فى بكاء شديد وتسألنى: هل من المفروض أن أصمت وأتحمل كل هذا العذاب الرهيب حتى أنال رضا أهلى، وهل يستطيع أحد أن يتحمل هذه المأساة؟!
بارد جنسياً
والتقطت سيدة أخرى طرف الحديث قائلة: لقد حضرت اليوم حتى أحضر جلسة المصالحة التى يقوم بها مكتب النزاعات الأسرية بالمحكمة لعلها تفيد، فأنا وزوجى تزوجنا زواج صالونات وكان كاملا من كل شىء وقضينا معاً شهراً واحداً فقط بعدها اكتشفت أن زوجى بارد جنسياً ولا يثيرنى مما يصعب عملية المعاشرة التى تحدث بيننا، وقد حاولت معه بطرق كثيرة لإثارته وأجعله غير بارد لكننى فشلت مما أثر على حياتى العملية وساءت حالتى النفسية حتى بدأت أتعاطى المنوم حتى أنام لكننى وجدت أن هذا ليس هو الحل فواجهته وطلبت منه الذهاب للطبيب لكنه رفض واعتبر ذلك اتهاماً فى رجولته فلم أجد إلا محكمة الأسرة ومكتب النزاعات لعلهم يحاولون إقناعه بالذهاب إلى الطبيب حتى ينصلح حاله، فأنا لا أريد الطلاق وأريد الاستمرار معه بشرط أن يتعالج.
وقبل انعقاد جلسة النزاعات قابلت زوجها، والذى أكد لى فى هدوء شديد لم أعهده فى باقى الحالات أن زوجته هى الباردة وهى التى لا تقوم بدورها على أكمل وجه وعندما قام بمواجهتها أخبرته أنها لن تتغير فهددها بأنه سيتزوج عليها، فقامت على الفور بشكوته إلى مكتب النزاعات الأسرية لكن هذا الأمر لا يشغله لأنه سيطلب أن يعرض على الطبيب الشرعى ليثبت أنه ليس بارداً، وبعد ذلك سيطلقها لأنها لا تستحق أن تكون زوجته وأم أطفاله، وبينما أتحدث معه تدخلت الزوجة وقالت لى: ماتصدقهوش ده إنسان بارد فرد عليها بمنتهى الهدوء: أهو أنتِ.
عين وصابتنا
وتحكى سيدة أخرى س.ر - ربة منزل: بدأت حياتى مع زوجى بمنتهى الحب والتفاهم لدرجة أننا كنا محلاً لحسد وغيرة كل من حولنا، لكنه بدأ فجأة يعاملنى معاملة مهينة، فأصبح يسبنى ويضربنى أمام كل الجيران وأمام أطفالى، وعندما يأتى الليل يطلبنى وكأن شيئاً لم يكن، فوافقت فى البداية إعتقاداً منى أنه يصالحنى بهذا الموضوع لكنه أصبح يتمادى فى المعاملة السيئة ويصر على المعاشرة فى الليل حتى بدأت أشعر أننى مجرد جسد لإشباع رغبته فقط دون أن ينظر لى كإنسانة لها متطلبات واحتياجات ففكرت فى تغيير معاملتى معه فأصبحت اهتم بنفسى أكثر وبدأت أطلب منه أن نخرج سوياً أو نسافر حتى نغير الجو، لكنه رفض واستمر فيما يفعله فاضطررت إلى اللجوء للمحكمة حتى آخذ حقى مع العلم أننى مستعدة أن أنسى كل ما سبق بشرط أن يعود طيباً معى كما كان وأنا متأكدة أنها عين وصابتنا.
عيارها فلت
وعندما التقيت بزوجها أكد لى أن زوجته تأخذ الخلافات التى تحدث بينهما حجة حتى لا تستجيب لطلبه لها، فكل البيوت يحدث فيها ذلك ويضيف: أبى وأمى كان يحدث بينهما ما هو أكثر من ذلك، ولم يكن أحد يسمع عنهما شيئاً لكن ما يحدث من تحرر ومطالبة المرأة بالمساواة بالرجل جعلها تضع رأسها برأسه وتتناقش معه حتى فى ذلك الأمر، بل والكارثة أنها تريد أن يحدث هذا الموضوع بمزاجها واختتم كلامه قائلاً: صحيح ستات عيارها فلت.
يفهم خطأ
وهذه حالة أخرى لسيدة متزوجة منذ تسع سنوات طلقت فيها مرتين من نفس الزوج ثم رجعت له بسبب سوء معاشرته زوجها لها واستمتاعه بألمها وعذابها وعندما تتحدث معه يرد عليها بالحديث والقرآن، والكارثة أنه يفسرهما خطأ فيقول لها عندما تخبره أنها متعبة أن الملائكة يلعنونها حتى الصباح لأنها رفضت طاعة زوجها، وعندما سألت والدتها أكدت كلامه، وتقول: لكنى إنسانة متعلمة وأعلم أن القرآن والأديان كلها أقرت راحة المرأة وتكريمها ورفعها إلى أعلى الدرجات، فكيف يقولون ذلك؟ فقطعت الشك باليقين وذهبت إلى الأزهر لأسأل، وبالفعل صح ظنى، فقد قيل لى: إن الملائكة لا تلعن الزوجة إذا رفضت الذهاب إلى زوجها مادام هناك سبب ومبرر قوى يمنعها من ذلك كالمرض والتعب والإرهاق وسوء معاملة ومعاشرة زوجها لها، كما أن الاستمتاع بالعلاقة الجنسية حق للزوج والزوجة معاً، والرسول كان يهتم برغبة زوجاته عندما كان يطلبهن وعرفت أيضاً أن السيدة عائشة روت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يلاطف زوجاته ويداعبهن، فالزواج والعلاقة الحميمة مودة ورحمة وسكنة، وليس غصباً وقهراً، لذلك لجأت للمحكمة حتى يتحدثوا مع زوجها ويقنعوه بحقها فى هذا الموضوع، أما زوجها فمازال مصراً، على أن الزوجة يجب أن تكون تحت طوع زوجها وأنه إذا أمرها بشىء عليها أن تجيب نداءه، لأن الله يقول أنه إذا أمر الزوجة أن تسجد لأحد بعد الله لسجدت لزوجها لذلك فعلى الزوجة أن تجيب نداء زوجها إذا طلبها فى أى وقت وإن كانت حتى مرهقة، وإلا فستعتبر ناشذاً وملعونة.
مش مكسوفة
وهناك أيضاً سيدة تحدثت معى عندما علمت أننى أتحدث فى موضوع كره بعض السيدات ممارسة الجنس مع أزواجهن لأى سبب، فأبدت رغبتها فى المشاركة قائلة: أعمل مرشدة سياحية، وزوجى أيضاً مرشد سياحى ولقد جئت إلى محكمة الأسرة لأخلع زوجى الذى كرهته بعد أن كنا نحب بعضنا من أيام الجامعة والسبب هو إجباره لى على ممارسة بعض الأفعال الشاذة فى العلاقة الحميمة تقليداً لما يراه بين الأجانب الذين نتعامل معهم ليل نهار، وعندما رفضت بدأ يخوننى مع بعض السائحات ثم يأتى ويخبرنى أنه فعل كل ما يحلو له بدونى، وأنه يستمتع كثيرا بعيدا عنى وأصبح ينعتنى بالباردة، لذلك قررت خلعه ولا أريد منه أى شىء سوى أن يتركنى بسلام، فقد قلب حياتى رأسا على عقب وجعلنى أكره وأخاف من ممارسة العلاقة الحميمة والتى أمرنا بها الله لإشباع غرائزنا واحتياجاتنا النفسية والجسدية، وأنا لست مكسوفة من هذا الكلام لأن صمتى أنا وأخريات لن يحل المشكلة بل سيزيدها، فهذه الظاهرة أصبحت كالفيروس فى المجتمع ولا يمكن السكوت عنها.
أما زوجها فلم يكن موجودا ليرد، لكنها قالت أنه يرد على هذه الاتهامات قائلاً: إن زوجته حلاله ومن حقه أن يفعل معها أى شىء وهذا محلل له، وما يحدث بينهما شىء مقدس ومن غير المسموح أن يكون التفكير فيه إذا كان شاذا أو طبيعياً، كما أنه يرفض الخلع لأنه يعتبره إهانة له أمام المجتمع.
كفاية فضايح
أما نادية فبمجرد أن بدأت الحديث معى فوجئت برجل أتى مسرعاً وصرخ فيها بشدة قائلا لها: انت إيه ما بتحرميش كفاية فضايح، وبسؤالى عن هذا الشخص تأكدت أنه أخوها. وأثناء مرورى بأروقة المحكمة لاحظت وجود فتاة فى نهاية العشرين من عمرها تجلس وحيدة وبالاستفسار علمت أنها موجودة أيضا لنفس السبب فجلست إليها وبالحديث معها أخبرتنى أنها قضت فترة ترفض كل من يتقدم لها لأنها كانت تريد أن تتزوج شخصا تحبه ويحبها لأن والدتها لم تكن تحب والدها وكان موضوع المعاشرة صعب عليها للغاية، وكنت أعرف اليوم الذى يطلبها فيه أبى من علامات الحزن والضيق التى تظهر على وجهها، لذلك لم أحب أن أكرر هذه المأساة، ثم تعرفت على شقيق زميلتى فأحببته وأحبنى واعتقدت أننى انتهيت من هذا الخوف للأبد ولكن للأسف منذ اليوم الأول لزواجى فوجئت أن زوجى يتعاطى الكحول ويدخل فى غيبوبة ثم يمارس معى بعدها الجنس فيعذبنى ويؤلمنى كما أنه بدأ يجبرنى على أن أشرب معه، ومرت الأيام فكرهت العلاقات الجنسية وقررت أن أطلب الطلاق وأتفرغ لمستقبلى ولن أفكر مرة أخرى فى الزواج.
ما باليد حيلة
وهذه حالة لسيدة قضت مدة طويلة فى المحكمة، وحتى الآن لم تصل إلى حل فهى تشكو من أن زوجها يعاشرها بطريقة ليست شرعية وعندما تتحدث معه يهينها أمام الأسرة والجيران، والمشكلة أنها رفعت دعوى طلاق حتى تحتفظ بجميع حقوقها وأكدت لى أنها ما كانت تتردد فى رفع قضية خلع لو أنها تستطيع أن تنفق على أبنائها لكن للأسف زوجها هو مصدر رزقها الوحيد. أما زوجها أ.ع - موظف فيؤكد أن زوجته تكذب فهو لا يفعل ذلك معها، والدليل أنه تزوج عليها ويعيش حياة مستقرة مع زوجته الجديدة ولو كان معتادا على ذلك لكان الأمر افتضح مع زوجته الجديدة، وبينما كنت أتحدث معه جاءت زوجته لتقول لى أنه كاذب فى كل ما يقوله، ففوجئت به يمسكها من شعرها ويضربها فردت عليه نفس الضربة، واشتبكا فى خناقة عنيفة فابتعدت على الفور.
عينى عينك
أما السيدة سلمى فقابلتها وهى تبكى بكاءً مريرا وتحمل على يدها طفلا لم يتجاوز الثلاث سنوات فأشارت نحوه قائلة: منذ مولد هذا الطفل، وزوجى لم يعاشرنى بطريقة آدمية فقد اختلف كثيرا عن بداية الزواج، بسبب أصدقاء السوء الذين يسهر معهم ويتحدثون سويا عن كيفية ممارسة الجنس بطرق مختلفة، وكان يأتى لى ويحكى عن الكلام الخارج الذى كانوا يتحدثون فيه وقد نصحته أكثر من مرة بأن يبتعد عنهم ويترك هذا الكلام السيىء لكنه كان يعنفنى قائلا: يعنى «لا فعل ولا حتى كلام».
وفكرت فى أن أستجيب له حتى لا يتهمنى بالنشوز لكنى لم أستطع احتمال طرقه فى المعاشرة، وامتنعت عنه.
حتى فوجئت فى يوم وهو يدخل الشقة مع فتاة عرفت من شكلها على الفور بأنها فتاة ليل وسكتت فى استحياء ثم أكملت: وأخذ يعاشرها أمامى، فلم أحتمل المنظر فتركت البيت وصممت على الطلاق لكن ما يقلقنى هو مصير طفلى.
أما الزوج فلم يكن موجودا لأواجهه بهذا الكلام، فقط أخوه هو الذى كان موجوداً ورفض التعليق.
زوجى يقايضنى
وتقول نهلة - ربة منزل: اكتشفت بعد الزواج أن ابن خالتى الذى تزوجت منه مصاب بعقدة نفسية فكلما اقتربت منه تحجج بأى شىء، وهذا كله بسبب علاقة كان يقيمها مع جارة له، ثم اكتشف والدها الموضوع فضربه ضربا مبرحاً كاد أن يموت بسببه، لكنه عندما طلبنى للزواج ظننت أنه ماض وانتهى لكننى اكتشفت الكارثة وهو أن الموضوع لايزال يؤثر عليه فطلبت منه أن يذهب إلى الطبيب وبالفعل ذهب وتم العلاج النفسى وأصبح سليماً، لكننى بدأت معه معاناة أخرى وهى التعذيب الجسدى أثناء معاشرتى فلذته هى ضربى وتشويه جسدى حتى أصبح بالفعل مشوها، لذلك كرهت معاشرته وبدأت أتهرب منه فعندما أشعر أنه يريد هذا الشىء أدخل الغرفة وأغلقها بالمفتاح ومن وقتها بدأ يلعب معى لعبة أخرى وهى عدم إعطائى أى مصاريف للمنزل فى مقابل أن أرضخ لمعاشرته الكريهة فتحملت حتى اكتشفت والدتى هذا الأمر من آثار التعذيب التى وصلت لوجهى، فأخذتنى معها ورفعنا قضية طلاق.
الإقناع.. أو القضاء
وداخل مكتب تسوية النزاعات الأسرية بمحكمة الأسرة كان لى لقاء مع صفية عبدالمنعم - أخصائية نفسية بالمكتب والتى قالت بالفعل إن معظم المشاكل والخلافات التى بدأت تأتى المحكمة فى السنوات الأخيرة سببها إما الضعف الجنسى عند الزوج أو كراهية الزوجة للعلاقات الحميمة والتى تنتج من عدة أسباب فإما أن يكون الزوج سيئ الطباع والخلق، ومعتاداً على إهانة وضرب زوجته ثم يأتى ليطلبها وكأن شيئا لم يكن، فتبدأ الزوجة بالإحساس بأنها شىء مهمل لا يحتاج إليه الزوج إلا لإشباع رغبته فتكره العلاقة الجنسية وتكرهه وتزهد الحياة معه فتلجأ للطلاق، أو يكون سبب الكراهية ناتجاً عن سوء المعاشرة، فهناك حالات تأتى إلينا وتشكو من سوء المعاشرة أو المعاشرة بطرق محرمة، وغيرها من الأسباب النفسية التى تجبر الزوجة على كراهية العلاقة الحميمة.
وتضيف أنه فى هذه الحالات يقوم أولا المكتب بعقد لجنة مكونة من أخصائى نفسى وأخصائى اجتماعى، وآخر قانونى وتقوم هذه اللجنة بمقابلة الزوجة ومحاميها، كلا على حدة، حتى تتكلم بحرية دون خجل، ثم تقوم اللجنة بعد ذلك باستدعاء الزوج ومواجهته، فإما أن ينكر الزوج هذا الكلام، أو يقبل الكلام والنصيحة، فإذا كان مريضا فيذهب للعلاج وإن كان يعامل زوجته بطريقة عنيفة فليغير من نفسه.
وعن الدور الذى يقوم به كل من الأخصائيين تكمل صفية حديثها: الأخصائى النفسى يتحدث مع الزوجة ليكشف ما بداخلها ويستطيع أن يتبين إذا ما كانت الزوجة صادقة أم لا، ونفس الأمر بالنسبة للزوج عندما يواجهه بكلام زوجته وهناك شىء مهم أحب أن أشير إليه وهو أنه من ضمن شروط مكتب التسوية وجود سيدة فى اللجنة سواء أكانت الإخصائية الاجتماعية أو النفسية، وذلك حتى تتمكن الزوجة من الكلام بحرية وبغير خجل.
أما عن الأخصائى الإجتماعى فدوره هو توضيح ما سيترتب على الطلاق بخصوص الأبناء من تفكك وحرمان من الحياة الأسرية المستقرة وغير ذلك من آثار سلبية على المجتمع، والأخصائى القانونى يقوم بتوعية الزوجة وتبصيرها بحقوقها القانونية فى حالة طلب الطلاق أو الخلع ويفعل نفس الشىء مع الزوج.
وفى حالة فشل مكتب المنازعات فى الوصول لتسوية نقوم بتحويل الموضوع إلى القاضى والذى ينظر فى القضية ويحولها إلى الطب الشرعى الذى يكون هو الحكم.
وعندما سألتها عن كيفية الفصل والتأكد مما تقوله الزوجة فى قضايا الطلاق التى تكون بسبب كراهية الزوجة للعلاقة الجنسية بسبب سوء المعاملة أكدت أن اللجنة المنعقدة تكون خبيرة بما يكفى لمعرفة إذا كان ما تدعيه الزوجة صحيحا أم لا، وذلك عن طريق مواجهة الزوجين ببعضهما ومن خلال سياق الحديث نكتشف من منهما صادق ومن الذى يدعى؟ - والشىء المبشر أن هناك حالات تقبل المصالحة وفيها يكون الزوج متقبلا للنصيحة فى كيفية معاملة زوجته وكسب ودها مرة أخرى.
وعن آخر قضية جاءت لها بشأن هذا الموضوع أشارت صفية عبدالمنعم إلى حالة تشكو من عدم فهم زوجها لاحتياجاتها وعدم اعترافه بأنها بشر لها متطلبات، ولها حق فى الاستمتاع بالعلاقة الجنسية وعندما واجهنا الزوج رفض وأنكر كل ما تقوله الزوجة ولانزال فى اللجنة نتحدث معهما للوصول إلى تسوية.
مبررات الرجال
ويؤكد أسامة دبور - مدير مكتب تسوية النزاعات الأسرية أن حالات الطلاق التى تنتج عن كراهية الزوجة لممارسة العلاقة الحميمة انتشرت جداً فى مصر، وذلك لأن الرجل الشرقى مازال يصر على أن العلاقة الجنسية حق له، وإن كانت رغما عن الزوجة كما أنه مازال يرى أنه ليس من حق الزوجة الاستمتاع بالعلاقة كما يستمتع هو ويرى أن السبب الأساسى فى كل ذلك سبب مادى لأن الظروف الاقتصادية التى يمر بها المجتمع ضغطت بشكل أو بآخر على نفوس الرجال وجعلتهم يلجأون لضرب زوجاتهن وإهانتهن بشدة ثم يأتون فى الليل ليطلبوهن من دون التفكير فى إن كان ذلك سيؤثر عليهن أم لا، لكن ذلك بالطبع يؤثر على الحالة النفسية للزوجات، ومرة تلو مرة تكره الزوجة ممارسة العلاقة الجنسية حتى تزهد حياتها معه وتلجأ إلى المحكمة للطلاق إن كانت تريد أن تحصل على جميع حقوقها الشرعية أو تطلب الخلع إذا كانت تكرهه لدرجة أنها لا تطيق الاستمرار معه ووقتها ستتنازل عن جميع حقوقها بالإضافة إلى أنها ترد مقدم الصداق.
وفى الحالتين تقدم الزوجة على خطوة الانفصال لأنها تخشى على نفسها من الفتنة والانحراف. ويؤكد أسامة دبور أن معظم حالات السيدات اللاتى يلجأن للمحكمة لا يفصحن عن السبب الحقيقى بسبب خجلهن وحيائهن وعدم استطاعتهن مواجهة المجتمع الذى يعتبر هذا عيبا مشينا لا يصح الإفصاح عنه.
كراهية النساء للجنس ظاهرة
كره الزوجة لممارسة العلاقة الحميمية مع زوجها لا يعد شرفاً ولا تمرداً.. ولا خروجاً على الشرع ولا مخالفاً للقوانين بل هو حق إنسانى يمنحه لها الدين وتقره القوانين فلا لوم عليها.. ولا إثم كما يزعم البعض أو يعتقد.
قبل أن تبدأ معى د. ملكة زرار - المستشارة القانونية فى قضايا الأحوال الشخصية، وعضو جمعية المحاميات بواشنطن حديثها أطلعتنى على ثلاثة نماذج من النساء اللاتى حضرن إليها فى نفس اليوم من أجل رفع قضايا طلاق بسبب كرههن للعلاقة الحميمة مع أزواجهن والتى يختلف سببها فى كل حالة، فإحداهن يقوم زوجها بتعذيبها أثناء المعاشرة، والأخرى يقوم زوجها بإهانتها وسبها ثم يعاشرها بالإكراه ليلا، والثالثة تعمل بالنهار وترعى شئون أسرتها فتنام تعبا، لكن زوجها لا يراعى حالتها وعندما تناقشت معه وطلبت أن تحدث العلاقة فى أيام الإجازة صفعها ووصفها بأنها باردة أمام أهله والجيران.. وتؤكد د. ملكة أنها تحذر من استفحال هذه الظاهرة منذ أكثر من 15 عاما، بل إنها تنادى بقانون يحمى الزوجة ولا يجبرها على الدخول فى علاقة مع زوجها إلا إذا كانت مستعدة نفسيا وبدنيا، خاصة أن كل الأديان السماوية كفلت لها هذا، لكن للأسف لم يسمع أحد حتى وصل الأمر إلى ما وصل إليه الآن، وأصبحت ساحات القضاء تعج بقضايا الطلاق والخلع وسببها الحقيقى هذا الموضوع، لكن للأسف الأسباب المعلنة تكون غير ذلك.
فبخبرتى فى المحاكم وساحات القضاء بالإضافة إلى ما رأيته أؤكد أن السبب الجوهرى فى ظاهرة كراهية النساء للعلاقات الزوجية هو عدم اهتمام أزواجهن إلا بأنفسهم وإشباع رغباتهم، واعتبارهم أن المرأة وجسدها ملك لهم وأنها وسيلة لإمتاعهم فقط دون النظر لحاجة المرأة وغريزتها.
وتضيف د. ملكة أن من يروجون لمفهوم أن المرأة ملك للرجل وله الحق فى كيفية الاستمتاع بها دون النظر إليها كإنسانة هم بعض رجال الدين الذين يزعمون أيضا أن المرأة إذا امتنعت حتى فى حال التعب والإيذاء ستدخل جهنم، ويستندون فى ذلك إلى ما قاله الله عز وجل: «فأتوا حرثكم أنى شئتم» فاعتبروا أن الرجل يستطيع أن يعاشر زوجته فى أى وقت وفى أى مكان، لكنهم لم ينتبهوا إلى تحذيرات الرسول «صلى الله عليه وسلم» عندما حرم قطعيا أن يقع الرجل على امرأته كما يقع على البهيمة، كما أكد رسولنا «صلى الله عليه وسلم» على ما فى العلاقة الجنسية من سمو وطهارة، وأيضا تقرب من الله، فلابد للزوج أن يكون طيب الملبس والريح، وأن يكون حنونا عليها فلا يأخذ زوجته بالقوة، وقد بينت السيدة عائشة أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» كان أكثر الناس دفئا لها، وكان لا ينزع منها حتى تقضى حاجتها، وهذا ما يشير إليه القرآن الكريم بكلمة السكن والسكينة بين الزوجين، وهذا أيضا ما أكدت عليه كل الأديان السماوية من تعاليم تحبب الزوجة فى زوجها، وتمنع كراهيتها للعلاقة الحميمة التى لا ينظر فيها بعض الرجال إلا لأنفسهم فقط.
قانون لنصرة الزوجات
وتطالب د.ملكة على نحو ما فعلته كثير من الدول الحضارية أن يكون هناك حق للمرأة، فى الامتناع حال الإيذاء أو التعب أو الرفض المزاجى، كما تتمنى أن تحذو الدول العربية حذو السعودية التى على وشك إصدار قانون يحمى الزوجة فى العلاقة الجنسية فلا تجبر أو تكره على الدخول فى علاقة حميمية، وكل هذا من أجل الحد من ظاهرة كراهية النساء للعلاقات الحميمية مع أزواجهن.
وتضيف: يكفينا حزنا أن نرى كثيرا من الفتيات يخضعن ذليلات تحت سلطة الرجل الذى يرى أن امتناع المرأة عن العلاقة سيقودها إلى جهنم، والمشكلة أن المرأة أيضا تجهل جهلا عظيما الحماية الشرعية والقانونية التى كُفلت لها، وأن الزوج لا يجوز أن يأتيها إلا عندما تكون مطمئنة لنفسها وجسدها.
العقوبة المالية رادع قوى
وتطالب د. ملكة زرار أيضاً بتفعيل اقتراح قدمته منذ خمسة عشر عاما يقضى بعقوبة تحت مسمى «اغتصاب الزوجة» تكون عقوبة مالية موجعة لأن أهم ما يوجع الإنسان ماله بمعنى أن كل يوم يمر من بداية شكوى الزوجة يقدر بمائة جنيه فى اليوم وحتى النطق النهائى للحكم فى حالة عدم استجابة الزوج لرغبات زوجته واحتياجاتها وكل ذلك بهدف إنقاذ العلاقة الزوجية التى يجب أن تقوم على السكن والسكينة والمودة والرحمة.
القانون وحق الزوجة
ويؤكد المستشار إسماعيل هيبة المحامى بالنقض وأستاذ الاستشارات القانونية أن القانون به ما يعطى للزوجة حقها فى حالة إثبات ما تقول، فإذا قامت الزوجة برفع دعوى قضائية للمطالبة بالطلاق من أجل كراهيتها للعلاقة الجنسية مع زوجها تقوم المحكمة بإحالة الزوج إلى الطب الشرعى لتبين حالته، وهناك أمر لا يعلمه الكثير من الناس، وهو أن الطب الشرعى يستطيع أن يكشف إذا كان الرجل خاليا من الأمراض التى تساعد على كره الزوجة للعلاقات الجنسية أم لا مثل: ضعف الانتصاب عند بعض الرجال وأمراض أخرى من ذلك القبيل، وفى حالة ثبوت هذا الأمر يكون للمرأة الحق فى الطلاق للضرر مع استيفاء جميع حقوقها الشرعية، وعلى كل زوجة أن تعرف أن لها حقوقا يكفلها القانون، وأن تعرف أيضا أن الاستمتاع الجنسى مقنن فى القانون الوضعى.. ويرى المستشار إسماعيل أن المشكلة الأساسية تكمن فى المرأة نفسها التى يؤدى بها خجلها وحياؤها إلى ضياع حقها الذى كفله لها القانون، فحياء المرأة يكبلها عن الكلام أمام القاضى، وكذلك أمام محاميها على الرغم من أن موضوع كراهية الزوجة للعلاقة الجنسية أصبح ظاهرة موجودة داخل البيوت، وفى ساحات القضاء، لكن تحت أسباب مختلفة فإما أن تقوم الزوجة بطلب الطلاق أو الخلع، وتدعى أن السبب مادى أو أن زوجها لا يحسن معاملتها، وأسباب أخرى هى فى حقيقة الأمر أسباب واهية، وعلى سبيل المثال: جاءت لى زوجة، وطلبت منى رفع قضية طلاق على زوجها، وبسؤالها عن السبب ادعت أنه لا ينفق عليها ويخونها، ولكنى عندما سألت الزوج لأتأكد من الحقيقة علمت أنه لا يخونها وعندما واجهتها اعترفت أنه يضربها ويهينها بالنهار ثم يعاشرها بالإكراه ليلاً، وقد زهدت العيش معه، ففضلت الطلاق لكنها تخاف أن تقول السبب الحقيقى خشية على أولادها، وسمعتهم أمام الناس وعندما تأكدت جلست معها، وأخبرتها أن القانون كفل لها حقها فى طلب الطلاق مادام زوجها يؤذيها فى المعاشرة الجنسية، لكن المشكلة تكمن فى إثبات سوء المعاشرة، فقمت بالاتصال به وإخباره بأنه لو لم يطلق سترفع الزوجة قضية طلاق وتعلن السبب الحقيقى فقام بتطليقها.
ويوضح: إن هناك نوعا آخر من الزوجات اللاتى لديهن من الصراحة ما يكفى للإعلان عن السبب الحقيقى لطلب الطلاق، ولكن للأسف الشديد الأهل يجبرونهن على التراجع، والاستسلام لأحد الأمرين إما التحمل واستمرار الحياة أو طلب الطلاق تحت سبب آخر غير السبب الحقيقى، وهذا كله يؤدى إلى فقدان حق المرأة الكامل الذى منحته لها جميع الأديان السماوية والقانون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.