وقد أجري هذا البحث فى المنازل والبيوت من عشر دول مختلفة من حيث الظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية حول العالم ، وهى مصر والسعودية وجنوب أفريقيا والهند وماليزيا واستراليا بالإضافة إلى ألمانيا وانجلترا وكندا والولايات المتحدةالأمريكية. وعلى الرغم أن البحث أجري على المستوى المحلى والأقليمى والعالمى ، إلا أن النتيجة النهائية جاءت واحدة تقريبا مع اختلاف الأماكن والمستويات والسلوكيات والعادات بالنسبة لعينات البحث. أظهر البحث الذى أجراه «مجلس النظافة والصحة العامة» تحت عنوان (نظافة منازلنا فى عام2010) ، أن أكثر الأمراض التى تصيب أفراد الاسرة وخاصة الأطفال ترجع أسبابها للأسف إلى تكاثر الجراثيم والبكتيريا داخل بيوتنا فى مناطق الحمامات والمطبخ. حيث اتضح أن هذه الأماكن أكثر المناطق تلوثا داخل المنزل مهما حرصنا على نظافتها وذلك لعدم معرفتنا بأساليب وطرق التنظيف الفعالة. وكان من أبرز نتائج الدراسة أن تكرار عملية التنظيف لا تعنى بالضرورة تحقيق مستوى النظافة المطلوبة ، بل لابد أولا من الاهتمام باستهداف المناطق الأكثر عرضة للتلوث ولتكاثر الجراثيم والبكتيريا حتى لا تكون منبعا للأمراض ، وثانيا الاهتمام باتباع أساليب التنظيف الفعالة مثل استخدام مواد التطهير كالديتول حتى يتم تحقيق معدلات النظافة والتطهير المطلوبة للقضاء على كافة مصادر التلوث. كما أشار البحث حول ( النظافة المنزلية حول العالم) إلى العديد من النقاط الهامة التى تستحق الانتباه.. فقد أوضح أن الحمامات هى المكان رقم واحد فى المنزل الأكثر تلوثا ، حيث اوضحت عينة الدراسة أن 75% من الحمامات التى تم اختبارها قد فشلت فى تحقيق مقاييس النظافة المطلوبة على الرغم أن 37% منها كانت تبدو ظاهريا نظيفة ، ولكن مع الاختبار والتحليل تبين رطوبتها وتلوثها بالبكتيريا والعفن ، والتى تؤدى بطبيعة الحال إلى انتشار الإصابة بالمشاكل الصحية والالتهابات الفطرية وأمراض الجهاز التنفسى والربو والحساسية. بينما جاءت فى المركز الثانى الجدران الداخلية للثلاجات من حيث التلوث ونمو البكتيريا أو الجراثيم. فقد تبين أن 46% من العينات التى تم اختبارها لا تتفق مع مقاييس النظافة الصحية المطلوبة ، مما سمح بنمو بعض البكتيريا بأعداد كبيرة. ويأتى هذا حيث لوحظ أثناء البحث أن الثلاجات تعتبر أقل الأجهزة المنزلية التى يتم تنظيفها بطريقة كافية أو بصورة متكررة ، وأنه حتى عندما يتم تنظيفها يحدث هذا دون استخدام المطهرات غالبا أو مواد التعقيم مثل الديتول. وأخيرا جاءت فوط المطبخ وأقمشة التنظيف فى المركز الثالث من حيث تلوثها. فقد سجلت 36% من عينات الاختبار نسبة تلوث عالية للغاية. فقد أكد 4 أفراد من كل عشرة أنهم يقومون بتنظيفها كل فترة بينما يغيرونها كل مدة طويلة تصل لبضعة شهور، بينما كانت المفاجأة للأسف أن واحدا من كل مائة لا يقومون بتغييرها مطلقا ويكتفون بغسلها فقط كل فترة طويلة. وقد أوضح الدكتور محمد عبدالرازق أستاذ علم الفيروسات بقسم الأحياء الدقيقة والمناعة بكلية الطب جامعة المنصورة أن نتائج هذا البحث كانت صادمة لتلفت انتباهنا لواقع حقيقى، حيث أوضحت أن هناك أماكن هامة فى منازلنا نستخدمها يوميا ولكنها للاسف يتم تجاهلها ولا تلقى العناية الكافية عندما يتعلق الأمر بتوفير النظافة والتطهير الكافى لها. فقد اتضح أن معظم الناس يقومون بالتعامل مع العديد من الادوات والأماكن المنزلية بصورة روتينية يومية متكررة دون الانتباه لاتباع طرق النظافة الفعالة واستخدام أساليب ومواد التطهير الضرورية ، أو لعدم الانتباه أو الجهل وعدم معرفة المناطق المعرضة للتلوث وبالتالى عدم استهدافها تحديدا وتطهيرها على النحو الكافى ومثلها كقطع المسح وأقمشة التنظيف وألواح التقطيع للخضروات واللحوم وأماكن تجمع المياه فى المطابخ والحمامات وأيضا اهمال تنظيف الثلاجات والبوتاجازات والأفران. كل هذه الأدوات والمناطق المعرضة للاتساخ والتلوث والتى تكون بعد ذلك مصدرا للعدوى والإصابة بالامراض يجب مراعاة تنظيفها والتركيز على استهدافها أثناء عملية التنظيف مع أهمية استخدام المواد المطهرة الفعالة كالديتول لتحقيق مقاييس النظافة الكافية وتوفير الحماية لجميع أفراد الأسرة.. فالوقاية أهم من العلاج وأسهل بكثير.