كشفت دراسة مهمة عن التلوث والنظافة المنزلية أجريت على المستوى المحلى والإقليمى والدولى عن أن المادة العازلة فى الحمامات والجدران الداخلية للثلاجات ومقابض الغلايات من أكثر الأماكن تلوثا فى المنازل على المستوى العالمى نتيجة أساليب النظافة غير الفاعلة. وكان مجلس النظافة والصحة العامة العالمى الذى أجرى الدراسة فى 9 بلدان حول العالم بما فى ذلك مصر وعرض نتائجها خلال الاجتماع السنوى للمجلس بالقاهرة قد توصل إلى أن تكرار مرات التنظيف ليس أكثر أهمية من استهداف المناطق الصحيحة واتباع أساليب التنظيف الفاعلة. وأشارت الدراسة إلى أن المادة العازلة فى الحمامات هى المكان الأكثر تلوثا فى المنازل على المستوى العالمى، حيث فشل أكثر ثلثى العينة «70%» فى الاختبارات البكتيرية وأكثر من نصف العينات «56%» فشلت فى اختبارات التلوث بالعفن على الرغم من أكثر من ثلث العينات «37%» كانت تبدو نظيفة مما يشكل قلقا، حيث تشير الدراسات الحالية إلى أن هناك علاقة بين وجود العفن أو الرطوبة فى المنزل والإصابة المتزايدة بالمشاكل الصحية مثل الالتهابات الفطرية وأمراض الجهاز التنفسى والربو والحساسية. الثلاجات الأقل نظافة كانت الجدران الداخلية للثلاجات قد احتلت المرتبة الثانية بعد المادة العازلة فى الحمامات من حيث التلوث، وبينت الدراسة أن درجات الحرارة داخل الثلاجات كانت غير مرضية فى العديد من العينات، التى تم اختبارها مما سمح بنمو البيكتريا بأعداد كبيرة، وكانت الثلاجات من بين أقل الأجهزة المنزلية، التى يتم تنظيفها بصورة متكررة خاصة باستخدام منتجات التعقيم فيما أظهرت نتائج استطلاع رأى المستهلكين حول النظافة المنزلية فى مصر أن نحو 70% ممن شملهم الاستطلاع أشاروا إلى أنهم وجدوا عفنا على الأجهزة والأدوات المنزلية وأن أغلبية العفن تركزت فى الحمامات. يؤكد الدكتور محمد عبدالرازق أستاذ علم الفيروسات بقسم الأحياء الدقيقة والمناعة بكلية طب المنصورة أن هناك أماكن محددة فى المنازل المصرية يتم تجاهلها عندما يتعلق الأمر بالنظافة، وأن الناس يقومون بتنظيف الأسطح بصورة متكررة لكن ذلك ليس كافيا حيث يغفلون عن استهداف مناطق معينة واتباع طريقة التنظيف السليمة. مشيرا إلى أن التنظيف باستخدذام قطعة قماش ملوثة أو باستخدام منتج غير مناسب أو عدم غسل اليدين جيدا سوف يؤدى إلى انتشار الأمراض والعفن فى جميع انحاء المنزل بدلا من قتل الكائنات الضارة، ويضيف أن ممارسة عادات النظافة الجيدة من خلال تنظيف مناطق مستهدفة يعد أحد الطرق التى يمكن من خلالها كسر سلسلة العدوى. مقابض الغلايات أكثر تلوثا وعلى المستوى العالمى أظهرت الدراسة أن مقابض الغلايات أكثر تلوثا من لوحة مفاتيح الكمبيوتر (22% مقابل 19%) مشيرة إلى أن أكثر الأسطح، التى تم اختباره نظافتها على المستوى العالمى كانت عربات الأطفال حيث فشلت 6% منها فقط فى اختبارات التلوث البكتيرى، وأرجعت الدراسة ذلك إلى أن الأهل يولون رعاية أكثر للأشياء المرتبطة مباشرة بأطفالهم، حيث يقومون بتنظيفها وتعقيمها بصورة دورية. وبحسب الدراسة سجلت قطع المسح المستخدمة فى المطبخ مستويات نظافة غير مرضية. وكانت ملوثة بصورة كبيرة فى أكثرمن ثلث العينات على المستوى العالمى، وأكدت الدراسة أنه برغم من أن أكثر من 4 من بين كل 10 فقط ممن شملهم الاستطلاع أشاروا إلى أنهم يقومون بتغيير وتنظيف قطع المسح المستخدمة فى المطبخ يوميا إلا أن ثلاثة من بين كل عشرة أوضحوا أنهم يقومون بغسل قطع المسح عند حرارة أقل من 60 درجة مئوية، وهى غير كافية لقتل البكتيريا، وأكدت الدراسة أن 1% ممن شملهم الاستطلاع أشاروا إلى أنهم لا يقومون بتغيير قطع المسح المستخدمة فى المطبخ وكان مجلس النظافة والصحة العامة قد زار 180 منزلا فى تسع بلدان مختلفة بعد موافقة سكانها على الاشتراك فى الدراسة، وتضمنت قائمة البلدان التى شملتها الدراسة كلا من المملكة المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية وألمانيا وكندا وجنوب أفريقيا والمملكة السعودية وماليزيا واستراليا والهند.