يعيش الفنزويليون حاليا اياما بالغة الصعوبة فبعد سنوات طويلة من الفقر وسوء الاحوال الاقتصادية دخلوا في صراع وانقسام سياسي يبدو ان حله بعيد المنال. أصبحت فنزويلا في ليلة وضحاها تحت حكم رئيسين احدهما الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو الذي يقف بجواره جيش بلاده والآخر زعيم المعارضة رئيس البرلمان خوان جوايدو الذي لاقي دعما من الشعب الفنزويلي . عانت فنزويلا منذ سنوات من أزمة اقتصادية كبيرة انعكست علي الظروف السياسية وادخلتها في دوامة جديدة زادت من سوء وضعها وتخبطها. يعتمد اقتصاد فنزويلا بشكل رئيسي علي صادرات النفط. فيشكل 80 % من عوائد صادراتها بداية من 1999. وتطور بعد ذلك إلي أن وصل إلي 95 % الا انها تقترب من درجة الانهيار الاقتصادي التام فارتفع بها معدل التضخم لدرجة غير مسبوقة ووصل إلي 1600%. وصل العجز في الناتج المحلي الاجمالي من 18 إلي 20% كما ارتفع حجم الديون ووصل لما يقترب من 120 مليار دولار العام الماضي مع استمرار الحكومة في عدم الدفع . وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجموعة جديدة من العقوبات الاقتصادية علي فنزويلا بعد إجرائها لانتخابات الرئاسة الماضية وقامت فنزويلا كمحاولة للتغلب علي الأزمة الاقتصادية بابتكار عملة افتراضية جديدة هي البترو كوسيلة للتعامل المادي بدلا من عملتها الرسمية البوليفار التي وصلت إلي أدني مستوياتها. فقدت العملة الفنزويلية في غصون خمسة أشهر 87% من قيمتها أمام اليورو. استنادا إلي مزاد علي العملات الأجنبية أجراه البنك المركزي الفنزويلي. وأظهرت بيانات المصرف المركزي الفنزويلي أن سعر العملة الأوروبية الموحدة مقابل البوليفار الفنزويلي بلغ في المزاد أكثر من 30 ألف بوليفار. وذلك مقابل 4 آلاف في أغسطس الماضي حين صدر آخر سعر صرف رسمي للعملة الوطنية مقابل اليورو. انخفضت إنتاجية الفرد بمعدل اقترب من النصف. أي أنه وبشكل فعلي أسوأ من اقتصاد سوريا. بينما يصنف الاقتصاد الفنزويلي بأنه ضمن اقتصادات قليلة شهدت أعنف حالات تضخم أو ارتفاع مستوي أسعار في التاريخ. بجانب التضخم. فإن الفنزويليين يعانون مما يمكننا أن نطلق عليه استبداد سياسي. فنجد أن مادورو يقود منذ توليه السلطة قمعا أمنيا كبيرا أدي إلي وقوع احتجاجات ومقتل العشرات. وقد أُعلن عن فوزه في التصويت لفترة ولاية ثانية تمتد حتي عام 2025 وسط عدم قبول من الفنزويليين في الداخل قبل المجتمع الدولي في الخارج. كما أجبر نقص الغذاء والدواء والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي والمياه مئات الآلاف من الفنزويليين علي الفرار من البلاد إلي الدول المجاورة مثل كولومبيا والاكوادور. ما دفع تلك البلدان إلي إعلان حالة الطوارئ. بينما يتحول أغلب الماكثين من الفنزويليين إلي كسب المال بطرق غير مشروعة. حيث ارتفعت نسب انتشار العنف والجريمة بشدة. في عام 2014 كان معدل القتل -المبلغ عنه فقط- يعادل معدل الضحايا المدنيين في العراق عام 2004 عقب الغزو الأمريكي. لذا تتبوأ فنزويلا ثاني أعلي معدل للقتل في العالم حاليا وربما. ومع ما هو قادم. تنتقل للصدارة قريبا. ووسط تردي الاوضاع الاقتصادية دخلت فنزويلا في نفق مظلم جديد فانقسمت الدولة الي نصفين الجيش يؤيد مادورو والشعب يؤيد جوايدو وهو ما قد ينذر بحرب اهلية قريبة اذا خرج مادورو عن عقله واعطي امرا للجيش بمواجهة المعارضين وهم معظم الشعب الفنزويلي . يتابع العالم عن كثب ما قد يحدث في المستقبل في هذه الدولة سيئة الحظ إلا ان جميع السيناريوهات مخيفة فإما يتصدر الجيش للشعب او يتدخل في الأزمة دولة اجنبية قد تضع الحل العسكري في صدارة قائمة الحلول .