«البوليفار السيادي»، كانت هذه آخر العملات التي أصدرتها فنزويلا، في محاولة منها التصدي للأزمة الاقتصادية، ومعالجة التضخم المرعب الذي دخلت فيه البلاد منذ 4 سنوات تقريبًا. وعليه تستعرض «الشروق» كل ما تريد معرفته عن الأزمة الاقتصادية الفنزويلية: • ما هي عملة «بوليفار السيادية» الجديدة؟ عملة ناتجة عن إنقاص 5 أصفار من العملة الأخيرة لفنزويلا، وتعتبر محاولة تصدي للتضخم وإنقاذ الاقتصاد من الركود، أطلق عليها إسم «البوليفار السيادي»، للتمييز بينها وبين العملة الحالية «البوليفار القوي»، وستربط العملة الجديدة بالعملة الافتراضية الفنزويلية، «البترو»، وبحسب تصريحات الرئيس، فإن سعر «بترو» واحد يساوي 60 دولارًا، أو 3.6 ألف «بوليفار جديد» (360 مليون بوليفار قديم)، في الوقت نفسه، فإن سعر «السوق السوداء» بلغ يوم الجمعة 5.9 مليون «بوليفار قديم» لكل دولار، بحسب ما نشرته جريدة «سبوتنيك» الروسية. • هل كانت هناك محاولات سابقة لتغيير العملة؟ ليست هذه المحاولات النقدية الأولى من نوعها، ففي ديسمبر من العام الماضي 2017، ابتكرت فنزويلا عملة بتكوين خاصة بها وسط أزمتها الاقتصادية، ثم ظهرت عملة جديدة في فبراير الماضي تسمي «البترو» الإفتراضية، التي تعتمد على النفط، في محاولة منها للخروج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة ومواجهة التضخم، ولكنها لم تصمد أمامه. • ما سبب الأزمة الاقتصادية الفنزويلية ومتى بدأت؟ فنزويلا أغنى من المملكة العربية السعودية، من حيث إنتاج النفط، ولكن في السنوات الأربعة الماضية انخفضت أسعار البراميل النفطية، وتراجعت معدلات الاستثمار، وشهدت البلاد نقصًا في الدواء وسط توقف الخدمات العامة؛ وعليه فإن الرئيس الفنزويلي رأى أن سبب الأزمة يكمن في «مؤامرات» المعارضة، والعقوبات الأمريكية القديمة والجديدة، التي فرضها «ترامب» بعد فوز الفنزويلي في الانتخابات الرئاسية، بينما ترى المعارضة أن ما وصلت له البلاد هو نتيجة السياسات الاقتصادية الخاطئة للرئيس. سبب آخر أيضًا تمثل في عدم استطاعت الحكومة، شراء واردات السلع الغذائية الأساسية، مثل الحليب والدقيق والبيض، بسبب الأزمة الاقتصادية، وهو ما جعل العديد من المتاجر والسوبر ماركت خاوية من هذه السلع، هذا بالإضافة إلى عدم سداد الديون المقررة على فنزويلا. • ما الذي أحدثته الأزمة الاقتصادية؟ انتشر الجوع في البلاد، وتوقفت الخدمات العامة، عمت المظاهرات الرافضة لتردي الوضع الاقتصادي في البلاد، هذا بالإضافة إلى فرار البعض من فنزويلا، فقد قدرت الأممالمتحدة نحو 2.3 مليون شخص هربوا من فنزويلا خلال أربع سنوات من الركود الاقتصادي، في ظل حكم الرئيس نيكولاس مادورو، والمعاناة من نقص المواد الغذائية والأدوية وتردي الخدمات العامة. • كم بلغت أجور العاملين في الدولة بعد التغييرات النقدية المتعددة؟ قرر الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، رفع الحد الأدنى للأجور للمرة الخامسة منذ بداية العام الجاري، وذلك قبيل إلغاء 5 أصفار من العملة المحلية بيوم واحد، وقال «مادورو» عبر تصريحات تليفزيونية نقلتها وكالة «رويترز» أمس الجمعة، إنه تقرر رفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 3300% ليصل إلى 1800 بولفار سيادي، وهي العملة الجديدة المقرر أن تدخل حيز التنفيذ يوم الإثنين المقبل. • ما النتائج المتوقعة بعد إصدار العملة الجديدة «بوليفار»؟ أصدرت فنزويلا أوراق نقدية جديدة، أمس الإثنينن بعدما ألغت خمسة أصفار من عملتها البوليفار التي واجهت صعوبات، وسط تحذيرات من الخبراء الاقتصاديين هناك من أن هذا الإجراء الذي يأتي ضمن خطة واسعة قدمها الرئيس نيكولاس مادورو، لإصلاح الاقتصاد، قد يزيد الوضع سوءً، كما يتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل التضخم في فنزويلا إلى مليون% هذا العام. • كيف بدت ردود أفعال المعارضة في فنزويلا بعد العملة الجديدة؟ دعت الأحزاب الثلاثة الرئيسية في المعارضة الفنزويلية السبت الماضي، إلى الإضراب العام اعتبارًا من اليوم الثلاثاء، احتجاجًا على الإصلاحات الاقتصادية، التي أعلن عنها الرئيس نيكولاس مادورو، وعلى خطته للإصلاح والتضخّم الهائل والجوع الذي ضرب البلاد. • ما الخطة الاقتصادية القادمة لفنزويلا؟ أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، في أغسطس الجاري، عن ملامح الخطة الاقتصادية للتقليل من التضخم، فأطلق حزمة إجراءات اقتصاديّة ضمن مشروع شامل لفك ارتباط البلاد بالنظام المالي العالمي، يستهدف تحقيق توازن اقتصادي في البلاد بحلول عام 2020، كما تعهد الرئيس الفنزويلي بالسعي لإنهاء عجز الموازنة عبر تدابير تشمل رفع الضرائب على الشركات وخفض الدعم. يذكر أن الرئيس الفنزويلي، كان قد تعرض لحادثة اغتيال فاشلة مطلع أغسطس الجاري، بطائرة دون طيار خلال إلقاءه كلمة في إحدى العروض العسكرية.