المواقف المعلنة لرئيس الوزراء الإسرائيلى «نتنياهو»، والتصريحات الأخيرة التى راح يكررها خلال الأيام والأسابيع والشهور الأخيرة، بكل الوقاحة على مرأى ومسمع من العالم كله، بأنه لن يوقف الحرب اللا إنسانية التى يشنها على غزة، ولن يوقف المذابح وعمليات الإبادة الجماعية على القطاع، كلها تؤكد الجنون المطبق والإصرار على الاستمرار فى ارتكاب أبشع أنواع الجرائم اللا إنسانية ضد الشعب الفلسطينى دون أدنى احترام للقانون الدولى أو القانون الإنسانى. وأحسب أنه بات واضحًا للجميع أن «نتنياهو» لا يرغب ولا يهدف للتوصل إلى وقف حمام الدم الذى يريقه فى غزة، فى ظل الجرائم التى يرتكبها هناك فى كل يوم، طوال الثمانية عشر شهرًا الماضية وحتى الآن. كما أصبح مؤكدًا للعالم كله أن «نتنياهو» لا يسعى للتوصل إلى هدنة ولو مؤقتة تمنعه من مواصلة حرب الإبادة اللا إنسانية التى يشنها على الشعب الفلسطينى، سواء هذه التى يقوم بها بكل الإجرام فى غزة، أو تلك التى ينفذها الآن فى الضفة الغربية دون رادع أو مانع. والواقع القائم على الأرض الآن ومنذ بدء العدوان الإسرائيلى الوحشى على غزة ثم على الضفة الغربية، يؤكد التعنت الشديد من جانب «نتنياهو» وإصراره على إقامة العراقيل أمام أى اتفاق أو مبادرة للتوافق على هدنة يتم بموجبها وقف إطلاق النار. والواقع يؤكد أنه فى كل مرة يتم التوصل فيها إلى انفراجة، يمكن أن تؤدى للاتفاق على وقف إطلاق النار وتنفيذ هدنة يتم بمقتضاها تبادل المحتجزين لدى حماس والمعتقلين فى السجون الإسرائيلية،...، إذ ب»نتنياهو»، يسعى جاهدًا للتنصل من الاتفاق بأى شكل من الأشكال ولأى سبب من الأسباب. والحقيقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلى لا يريد التوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة، ولا وقف العمليات الإجرامية اللا إنسانية التى يمارسها فى قرى ومدن ومخيمات الضفة الغربية، مستندًا إلى الدعم الأمريكى والمساندة اللا محدودة من الإدارة الأمريكية والرئيس «ترامب»،...، رغم التصريحات الأمريكية التى تبدو أحيانًا مناقضة لذلك، والتى هى فى حقيقتها مجرد تصريحات لفظية لا ترقى إلى مستوى الفعل الجاد ولا تصل إلى الضغط الفعلى على إسرائيل لوقف عدوانها والتوقف عن جرائمها.