وليست مجرد مرحلة عابرة د. شهيدة مرعي: الطفولة هي الجذر الأول لبناء القيم د. تغريد الشافعي: ثمانية حقوق نفسية تضمن نمو الطفل السليم د. حياة العيسوي: الاستثمار في الطفولة هو استثمار في المستقبل عقد ملتقى المرأة بالجامع الأزهر ندوته الأسبوعية تحت عنوان "الطفولة ليست مرحلة.. بل حقٌّ يُصان" ، بمشاركة د. شهيدة مرعي، أستاذ مساعد البلاغة والنقد ووكيل الدراسات العليا والبحوث بكلية العلوم الإسلامية والعربية للوافدين، ود. تغريد الشافعي، أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بنات جامعة الأزهر الشريف ، ود. حياة حسين العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر تناول الملتقى قضايا الطفولة من منظور شرعي ونفسي واجتماعي، مؤكداً أن العناية بالطفل هي الركيزة الأساسية لإصلاح المجتمع وبناء مستقبل الأمة.
استهلت الدكتورة شهيدة مرعي، حديثها بالتأكيد على أن الطفولة ليست محطة عابرة في عمر الإنسان أو فصلاً زمنياً يُطوى، بل هي حق أصيل وأمانة كبرى في أعناق الآباء والمربين.
وأوضحت وكيل الدراسات العليا والبحوث بكلية العلوم الإسلامية والعربية للوافدين، أن الطفل رغم كونه لا يملك القدرة على الدفاع عن حقوقه، إلا أنه يمتلك فطرة نقية واستعداداً عظيماً للتعلّم، مشيرةً إلى أن الإسلام كرم الطفل منذ اللحظة الأولى بضمان حقوقه في الحياة والنسب والرعاية ، واستشهدت بقول النبي صلى الله عليه وسلم : "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، مؤكدةً أن الطفل رعية يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة.
وأضافت: أن الإسلام قد جعل التربية قبل التعليم، والرحمة قبل القسوة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحتضن الأطفال ويمازحهم ويعلمهم بلطف، ليؤسس إنسانًا سويًا قبل أن يصنع متعلمًا ناجحًا، فالطفولة ليست ذكرى جميلة نبتسم لها، بل مسؤولية نحاسب عليها .
من الجانب الطبي والنفسي، استعرضت الأستاذة الدكتورة/ تغريد الشافعي ، مجموعة من الحقوق النفسية الأساسية التي يجب توافرها للطفل لضمان تكوين شخصية متوازنة، هي: 1. الأمان النفسي: بأن يعيش الطفل في بيئة خالية من الخوف والعنف أو الإهمال. 2. الحب والقبول غير المشروط: بأن يشعر الطفل بأنه مرغوب دون مقارنته بغيره. 3. الاحترام والكرامة: وهي صيانة مشاعره وآرائه من السخرية أو الإهانة اللفظية. 4. التعبير عن المشاعر: بالسماح له بإظهار الفرح أو الحزن دون قمع أو تخويف. 5. الاستماع بجدية: والإصغاء لحديثه وأخذ رأيه بعين الاعتبار. 6. بناء تقدير الذات: عبر التشجيع والمدح الصادق والابتعاد عن النقد الجارح. 7. اللعب والمرح: باعتباره ضرورة نفسية للتفريغ الانفعالي وليس مجرد ترف. 8. الاستقرار النفسي: بتوفير جو أسري بعيد عن الصراعات واستخدام الطفل كأداة ضغط.
وأوصت رئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب، بضرورة تكاتف الجهود التربوية والإعلامية لنشر الوعي بحقوق الطفل، والتركيز على بناء "الإنسان" كأولوية تسبق بناء "المتعلم"، مع التأكيد على أن إهمال هذه الحقوق يمثل انتهاكاً صارخاً للأمانة التي حمّلها الله للبشر.
وفي ختام الملتقى، أكدت الدكتورة حياة حسين العيسوي أن مقولة :"الطفولة حق يصان" تعني أن حماية الطفل واجب قانوني وشرعي على الدولة والمجتمع والأسرة، وليست امتيازاً يمنحه الأفراد.
وأشارت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحرص الناس على إعطاء الطفل حقه وتعويده الشجاعة، مستدلة بالواقعة التي رُوي فيها: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: لا، والله لا أوثر بنصيبي منك أحداً، قال: فتلَّه (وضعه في يده) رسول الله صلى الله عليه وسلم".
كما لفتت الباحثة بالجامع الأزهر، إلى أن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم شملت الجميع، مستشهدة بموقفه مع الغلام اليهودي الذي كان يخدمه، وحين مرض عاده النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ودعاه للإسلام برفق ، حتى أسلم، فخرج النبيصلى الله عليه وسلم وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار"، مما يبرز قيمة الرحمة والشفقة بالأطفال في كافة الظروف.