المواقف المعلنة لرئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو»، والتصريحات الأخيرة التى راح يكررها خلال الأيام الماضية، بكل الوقاحة على مرأى ومسمع العالم كله، من أنه لن يلتزم بخطة «المراحل الثلاث» المتعلقة بقطاع غزة والهدنة،..، تؤكد لنا ولكل العالم رفضه الواضح للتوجه إلى السلام والاستمرار فى الهدنة. وأحسب أنه بات واضحًا للجميع أن «نتنياهو « لا يرغب فى استمرار الهدنة، وأنه يعمل جاهدًا للعودة فى حرب الإبادة اللا إنسانية التى يشنها على الشعب الفلسطيني، سواء التى مارسها بكل الإجرام على غزة، أو تلك التى يقوم بها الآن على الضفة الغربية،..، وهو ما يؤكد إصراره على الاستمرار فى عمليات القتل والدمار والهدم دون رادع أو مانع. والواقع القائم على الأرض الآن ومنذ بدء العدوان الإسرائيلى الوحشى على غزة ثم على الضفة، يؤكد التعنت الشديد من جانب «نتنياهو» وإصراره على إقامة العراقيل أمام استمرار الهدنة وتنفيذ ما تم التوافق عليه فى هذا الخصوص. والواقع يؤكد أنه فى كل مرة يتم فيها التوصل إلى انفراجة وتوقف إطلاق النار وتنفيذ هدنة وتبادل المحتجزين،..، إذا ب «نتنياهو» يسعى للتنصل من الاتفاق بأى شكل من الأشكال ولأى سبب من الأسباب. والحقيقة أن «نتنياهو» لا يريد الاستمرار فى وقف إطلاق النار فى غزة أو وقف العمليات الإجرامية واللاإنسانية التى يقوم بها الآن فى الضفة الغربية، مستندًا إلى الدعم الأمريكى والمساندة غير المحدودة من الرئيس الأمريكى الحالى «ترامب» وإعلانه الدائم على الموافقة الكاملة على كل أفعال وقرارات «نتنياهو» مهما كانت ومهما بلغت درجة عدوانيتها وفجاجتها. وتلك الحقيقة .. وذلك الواقع يفرضان على الجميع الإدراك الواعى بأن الوسيلة الفاعلة والطريق الصحيح للتوصل إلى السلام العادل للقضية الفلسطينية يبدأ من واشنطن،..، تلك حقيقة وواقع قديم أدركه الرئيس السادات قبل وبعد الانتصار فى حرب أكتوبر1973.