ذكرنا من قبل ونؤكد اليوم على أنه رغم وجود العديد من التقارير والأخبار الأمريكية والإسرائيلية، التى تشير أو تلوح باقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، وإن المفاوضات بهذا الخصوص أصبحت على مشارف التوصل للاتفاق خلال أيام، ...، إلا أنه لا يوجد قدر كبير أو قليل من الثقة لدى الكثير من المتابعين والمهتمين بالشأن الفلسطينى فى عمومه، والحرب اللاإنسانية والإجرامية الجارية فى غزة على خصوصها، فى مصداقية هذه التقارير وتلك الأخبار. وغيبة الثقة تلك تعود فى حقيقتها إلى ما دأب عليه نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، من إفشال لكل الجهود الساعية لوقف إطلاق النار خلال الشهور الماضية، وإصراره على رفض كافة المقترحات المطروحة للتوصل إلى اتفاق، حتى تلك التى سبق لحكومته ووفد المفاوضات الإسرائيلى الموافقة عليها من قبل. والحقيقة والواقع على الأرض يؤكدان بالفعل إصرار نتنياهو على الاستمرار فى عدوانه الهمجى والإجرامى على غزة، واستعداده الدائم لرفض التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك بالتراجع الدائم عن الخطوات والإجراءات التى سبق الاتفاق عليها. وهناك العديد من التصريحات المعلنة لرئيس الوزراء الإسرائيلى يؤكد فيها أنه لن يوقف إطلاق النار، ولن يضع نهاية للحرب الإجرامية التى يشنها على قطاع غزة، قبل تحقيق أهدافه التى أعلنها منذ بداية العدوان العام الماضى وفى مقدمتها القضاء التام على حركة حماس،...، ولكن الواقع والحقيقة يؤكدان أنه يهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطينى كله وليست حماس فقط، ولتحقيق ذلك فهو مستمر فى حرب الإبادة التى يقوم بها ضد الشعب الفلسطينى خلال الأربعة عشر شهرًا الماضية وحتى الآن. وفى هذا السياق تأتى شهادة «يائير لابيد» زعيم المعارضة الإسرئيلية الذى قال «إن نتنياهو لا يريد التوصل لصفقة أو اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى فى غزة، وأنه مستمر فى اتباع نفس الحيلة التى استخدمها فى كل المرات السابقة، وهى التصريح لوسائل الإعلام عن إنه لن يوقف الحرب وذلك لإفشال ووقف تقدم المفاوضات».