لا أعتقد بوجود قدر كبير من الثقة لدى المتابعين والمهتمين بالقضية الفلسطينية على عمومها، والحرب اللاإنسانية والإجرامية الدائرة فى غزة على خصوصها، فى مصداقية ما يرشح أو يتسرب من أخبار وأنباء عن الجانبين الأمريكى والإسرائيلى، بخصوص قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة. أقول ذلك اعتمادا وقياسا على كل أو على الأقل معظم وأغلب السوابق الماضية، بخصوص ما تطلقه أو تسربه السلطات الأمريكية والإسرائيلية من أخبار أو أنباء، حول حرب الإبادة التى تقوم بها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين فى غزة، طوال الأربعة عشر شهرا الماضية وحتى الآن،..، والتى ثبت عدم صحتها على الإطلاق. وأقول ذلك رغم التقارير الأمريكية والإسرائيلية العديدة التى تخرج هذه الأيام عن الجانبين، تشير أو تلوح باقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، وتؤكد أن المفاوضات الجارية بين الطرفين بهذا الخصوص قد أصبحت على مشارف مراحلها النهائية، للتوصل لاتفاق خلال الأيام القليلة القادمة،..، وهو ما نأمل أن يكون صحيحاً هذه المرة. وأحسب أننا على الرغم من كل ذلك لا نحتاج إلى التأكيد على أهمية وضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن فى غزة، باعتباره مطلبا ورغبة مصرية وعربية وإنسانية عامة لكل البشر، فى جميع الشعوب والدول بطول العالم وعرضه. ولكن ذلك لم يحدث طوال الأربعة عشر شهرا الماضية، نتيجة الإصرار الإسرائيلى على استمرار العدوان ومواصلة عمليات القتل والتدمير والإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى فى غزة. وإسرائيل تستند فى ذلك الإصرار إلى الدعم والمساندة الأمريكية الكاملة واللامحدودة لها فى عدوانها، وما توفره من حماية لها من الإدانة أو العقاب الدولى،..، وذلك بحجة حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، بعد أحداث السابع من أكتوبر العام الماضى 2023. وفى ظل ذلك الدعم وتلك المساندة مازالت إسرائيل تواصل عدوانها اللا إنسانى على الشعب الفلسطينى، ولاتزال أمريكا تساندها وتدعمها ماديا وعسكريا، مع الاستمرار فى إطلاق التصريحات الكلامية عن سعيها المتواصل لوقف إطلاق النار،..، وهو السعى الذى لم يتحقق طوال ما يزيد على عام كامل وشهرين كاملين حتى الآن.