هل هي طبول الحرب تدق في سوريا؟! أم أنها طبول لرقصات ابتزاز جديدة في المنطقة؟ التصعيد الأمريكي يوماً بعد يوم.. بل لحظة بعد لحظة هل هو تهديد حقيقي بالتدخل العسكري أم أنه رغبة في ابتزاز جديد لكل الأطراف علي الطريقة الأمريكية؟ إسرائيل تبتز العالم كله يوماًبعد يوم.. ومع كل أزمة في المنطقة تشتعل كبرياء وتعنتاً وابتزازاً.. وها هي تستغل ما يحدث في سوريا والتصعيد الأمريكي هناك لضرب الفلسطينيين العزل وتصعيد هجماتها ضد أبناء غزة.. بل تعلن بغطرسة لا حدود لها أنها ستضرب في العمق.. ويشهد العالم كله المجزرة البشعة في غزة خلال مسيرة العودة للديار ولم يتحرك أحد.. ولم نشاهد تصعيداً ضد إسرائيل من دول العالم الحر أو بالأدق التي تدعي أنها عالم حر. شرطي إسرائيلي يخنق طفلاً فلسطينياً بدم بارد.. وقناص إسرائيلي يقتل أطفالاً في عمر الزهور من أبناء فلسطين وشاب فلسطيني يموت وهو أعزل لا يملك سوي صوته الرافض لاستمرار الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين.. أبناء الأرض المحتلة يموتون أمام العالم كله عارية صدورهم لمجرد أنهم يطلبون الحق والعدل والحرية.. ويحاولون حماية أرضهم وذاكرتهم قبل أن تضيع. ومع ذلك لم تتحرك أمريكا.. ولم يفعل مجلس الأمن شيئاً.. ولم يقل أحد لإسرائيل: كفي قتلاً وتدميراً.. بينما علي الوجه الآخر في سوريا المنتهكة من الجميع.. تحتل تركيا عفرين علي مرمي ومسمع من العالم كله.. وتدخل الأراضي السورية عسكرياً وتحتل جزءاً من سوريا جهاراً نهاراً في انتهاك علني لكل الأعراف والقوانين الدولية.. ولم يعلن أحد في العالم الحر "ولو مجرد إعلان لذر الرماد في العيون" أنهم ضد تركيا.. بينما يتهمون النظام السوري بأنه يستخدم الأسلحة الكيماوية لتطهير أرضه ويتهمونه بلا دليل ودون تحقيق وبدون أي مبرر رسمي باستخدام الأسلحة الكيماوية لخنق وقتل الأطفال في دوما بالغوطة الشرقية.. وهنا تخرج أمريكا زعيمة العالم الحر لتعلن عزمها علي التدخل العسكري في سوريا.. ولا ينسي ترامب أن يستغل الموقف لابتزاز بعض دول الخليج العربي الذين لهم مواقف ضد النظام السوري برئاسة بشار الأسد!! ابتزاز أمريكي.. وابتزاز إسرائيلي.. وابتزاز تركي.. وكله رقص علي دقات طبول الحرب التي نسمع دقاتها الآن في سوريا.. لتذكرنا بما حدث في العراق..!! لا أدري كيف يتجاهلون بهذه الجرأة ذاكرة العالم التي لم تنس بعد أكذوبة الأسلحة الذرية في العراق.. وامتلاك صدام حسين لأسلحة نووية ثم كشفت الأيام.. والحقائق.. والتحقيقات كذب ادعاءاتهم وضلال أقوالهم التي كانت مبرراً لغزو العراق.. ثم حدث للعراق ما حدث وكان.. وضاعت بلاد الرافدين التي بالكاد تحاول الآن العودة إلي مكانها وليتها تستطيع!!! هل نسوا أن العالم كله تابع أكاذيبهم وكشفهم وعرف حقيقتهم الاستعمارية وخطتهم لتقسيم المنطقة خطوة خطوة.. وبدأوا بالعراق ثم دخلوا إلي سوريا.. وبنفس السيناريو الكاذب المضلل تدعي أمريكا أن هناك أسلحة كيماوية يستخدمها النظام السوري ضد معارضيه.. ومن هم معارضوه؟! إنهم داعش الذين مولتهم أمريكا نفسها وصنعتها الصهيونية لتكون مخلب القط هذه المرة في المنطقة العربية. إذا كانت روسيا قد أكدت أن التحقيقات نفت وجود أي أثر لأسلحة كيماوية.. وإذا كان الواقع الذي يتابعه العالم كله يؤكد أنه لا وجود لأسلحة كيماوية في سوريا- نفس ما حدث في العراق والأسلحة النووية- فلماذا أمريكا وحدها تصر علي ذلك؟. هل هي رقصات ابتزاز للمنطقة ككل.. أم تغطية علي جرائم الحرب والإبادة ضد المدنيين العزل التي تمارسها إسرائيل في غزة؟ إسرائيل مازالت تمارس سياسة الترهيب والتهجير والقتل والتطهير العرقي وسفك دماء الأبرياء من العزل المدنيين نهاراً جهاراً والعالم الحر أصم.. أبكم.. أعمي لا يري شيئاً.. بينما أمريكا وحدها رأت الأسلحة الكيماوية في سوريا.. كما سبق وادعت الأسلحة النووية في العراق.. وتريد أن تكرر السيناريو.. فإلي متي هذا الابتزاز والعالم صامت؟! حكاية الحوت الأزرق اهتمت مصر الأسبوع الماضي بحكاية الحوت الأزرق وكالعادة هدأت الهوجة.. ثم ستسكت خلال أيام بحثاً عن حكاية أخري.. برغم أن المشكلة مازالت مستمرة.. والحوت الأزرق مازال يلعب في بحور عالمنا الافتراضي.. ومازال شبابنا المراهق يبحث عن هروب مع مثل هذه الألعاب..!! الحوت الأزرق وإن كان مجرد لعبة إلكترونية تنتهي بانتحار اللاعب.. فهي أولاً وأخيراً اختيار للعبة افتراضية.. وهروب من عالم يبحث فيه أبناؤنا عن مهرب من أنفسهم وعالمهم وهذا الأمر ليس جديداً علي عالمنا ولا علي شبابنا لكن المهم هنا.. ماذا عن شبابنا وكيف نحميه؟ لابد أن نتفق أولاً أن اهتمام بعض المراهقين بمثل هذه الألعاب ليس حالة مصرية أو عربية أو حتي لدول العالم الثالث بل هو حالة عامة لأي مراهق يبحث عن الهروب لعالم افتراضي خاصة إذا كان هناك ما يجذبه من إثارة وما يشده من ألغاز ولا شك أن الفراغ هو سيد الموقف.. ومشكلة مراهقينا هي الفراغ وقلة تفعيل العقل وزيادة استخدام العاطفة والغرائز. مراهقونا هم الأكثر تميزاً في العالم إذا تم تفعيل تميزهم.. وعندما تكون هناك مسابقة عالمية مثلاً نجد أن شبابنا هم الأفضل والأكثر تميزاً وفي الجهة الأخري إذا بحثنا في السلبيات سنجدهم أيضاً أكثر تميزاً في السلبي.. لماذا؟ لأن المتميز يجد نفسه سواء كان في العمل الإيجابي أو السلبي.. بل بالعكس نجد أن التفوق السلبي أكبر منه في الإيجابي لأنه يحاول أن يثبت لنفسه ما هو ليس بحق!! لدينا مليون شاب موهوب رياضياً.. ومئات الألوف موهوبون في الشعر والقصة وكل فنون الأدب.. وغيرهم في الفن سواء كان تشكيلياً أو موسيقي أو غناء.. لدينا موهوبون في كل شيء.. فإذا كان لدينا برنامج قومي للشباب خاصة من سن 12 إلي 20 سنة.. برنامج شامل لكل فنون الإبداع من اختراعات علمية وأدب وفن وثقافة ورياضة.. بل وفي دنيا الكمبيوتر لوجدنا لدينا ملايين من المبدعين.. الذين يجب ألا نقف عند حدود تكريمهم.. بل يكون البرنامج شاملاً في القطاعين الحكومي والخاص في استغلال هذه المواهب الشابة وصناعة النجم في كل مجال.. بحيادية وأمانة وشفافية. إذا عاش شبابنا مثل هذا المشروع القومي للنوابغ والمبدعين.. فإن من لا يشارك سيكون متابعاً.. ومن لا يتابع سيجد نفسه خارج الصورة وسرعان ما يلحق بها إذا تم استغلال هذا الحدث إعلامياً بشكل صحيح في القري والنجوع قبل المدن.. ومع المدارس الدولية غالية المصاريف قبل المدارس الحكومية المجانية!! المشروع القومي للإبداع والتميز هو مسئولية المجتمع كله وليس الحكومة وحدها.. ومثل هذه المشروعات بما فيها الجانب الديني والترفيهي والتربوي هي أول مراحل الوقاية لشبابنا من كل حوت أزق أياً كان اسمه ومحتواه. همس الروح ** الربيع فصل الحب برغم ما يثار فيه من أتربة وعواصف.. فلا تجعل العواصف تغطي علي الزهور. ** شبابنا لم يعرف كيف يحب لأنه لم يعد يعرف كيف يعيش حياته. ** الحب بدون لقاء.. كطعام رائع بلا طعم. ** كلمة حب صادقة.. تجعل الإنسان سعيداً رغم كل ما في الحياة من قسوة. ** الحب ثمار الروح.. والروح من أمر الله.. فالحب لله وفي الله.. وبالله هو أسمي العواطف الإنسانية.