اللعبة أصبحت مكشوفة : إذا أرادت المنظمات الإرهابية في سوريا طلب النجدة من امريكا لإنقاذها من ضربات الجيش السوري ، فإن كل ما عليها أن تفعله أن تستخدم أسلحتها الكيميائية لضرب موقع من مواقعها لكي تدعي أن قوات الحكومة السورية شنت هجومًا كيميائيًا على هذا الموقع ، وعندها تسارع أمريكا بتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا . وتتكرر نفس اللعبة مع إسرائيل. ففي هذه الحالة .. كل المطلوب من المنظمات الإرهابية التي يرابط مقاتلون من رجالها في الأراضي السورية قرب الحدود الإسرائيلية . هو إطلاق قذيفة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية ، أو الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان السورية ، بشرط أن تقع هذه القذيفة في أرض فضاء ولا تسبب أية خسائر مادية أو بشرية .. ، وعندها يتحرك الجيش الاسرائيلي ويشن غاراته الجوية على مواقع الجيش السوري داخل سوريا .. حتى لو كانت ردًا على قذائف طائشة ! . وفي الوقت الذي يستعد فيه المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لعقد جولة جديدة من المباحثات في " آستانا" ، وتعلن الحكومة السورية عن هدنة في محافظتي القنيطرة الاستراتيجية والسويداء في المنطقة الجنوبية من البلاد ، لدعم جهود المصالحة التي تشمل مدينة درعا ، ولتعزيز " مناطق تخفيف التصعيد " وتسهيل مهمة مؤتمر آستانا … تقوم الولاياتالمتحدة بتوجيه الإنذارات والتهديدات إلى دمشق ، مما ينذر بتورط أمريكي أكبر ومواجهة أوسع وتدخل عسكري أشمل بغرض التأثير على الأوضاع الحالية في الميدان ، والتي تتميز بأنها أصبحت تميل لصالح الجيش السوري . ولم يعد سرًا أن عددًا من مستشاري البيت الأبيض الأمريكي يمارسون الضغوط من أجل تصعيد أمريكي أكبر ضد الجيش السوري وحلفائه ، ولم يعد سرًا أن واشنطن تشيد بسرعة حوالي ست قواعد عسكرية ضخمة في مناطق تتصل مباشرة بالحدود مع سوريا داخل أراضي كل من الأردن والعراق. كذلك تعمل واشنطن لحساب إسرائيل من حيث اتخاذ كل ما يمكن من إجراءات لمنع وصول أسلحة استراتيجية من إيران إلى حزب الله حتى لو كانت هذه الأسلحة تستخدم فقط في محاربة الإرهابيين ، بل إن إسرائيل تهدد باتخاذ إجراءات عسكرية داخل سوريا إذا وجدت أن هناك أسلحة تصل إلى حزب الله ، وخاصة بعد نجاح السوريين في فتح ممرات برية بين سوريا والعراق . مايهم الأمريكيين ليس محاربة الإرهاب ، وإنما إسقاط النظام السوري وحماية الاحتلال الاسرائيلي الدائم للأراضي السورية والفلسطينية ، والتصدي لإيران.