علي مدي 44 عاماً ومع كل احتفال سنوي بذكري انتصار حرب أكتوبر نتذكر حكايات وبطولات لأبطالنا من القوات المسلحة من تضحيات حتي تحقق لنا النصر العظيم.. فلولا قوة انتماء الجندي المصري لوطنه والدفاع عن كرامة أرضه وعرضه بشجاعة وبسالة حيَّرت العالم وأذهلت الأكاديميات العسكرية ما تحقق النصر العظيم لنا. وإذا فتحنا ملف اعترافات الكيان الصهيوني حول نصر أكتوبر نتأكد من قوة مصر وعزيمة جنودها.. فموشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي يعترف ويقول: "إن العرب عندي لا شيء أستطيع أن أقضي عليهم أي وقت أشاء.. إلا أنهم يختبئون وراء حصن منيع اسمه مصر.. وجولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني وقت حرب أكتوبر قالت: "يجب أن يغرق الشعب المصري في المشاكل والهموم.. حتي لا يستفيق لأنه إذا ماتت رأس الأفعي مات معها كل من يتبعها وإذا نهضت ستتخلص من كل أعدائها". فقوة مصر واستعداد جنودها للتضحية بحياتهم في سبيل المحروسة يحق لنا أن نقول: "من هنا يبدأ النصر" فعبرنا وانتصرنا.. وهو ما يذكرني بقصة تاريخية حول الفداء من أجل الوطن حتي قال نابليون بونابرت جملته المشهورة "اليوم تبدأ الهزيمة" والقصة تقول: بعد أن أكمل "نابليون" سيطرته علي أوروبا قرر غزو روسيا.. وكان نابليون عندما يمر في طريقه في المدن الأوروبية وقراها متوجهاً نحو روسيا كان الناس يخرجون من بيوتهم لمشاهدة موكب نابليون المهيب. وعند دخوله أطراف الأراضي الروسية شاهد فلاحاً روسياً منحنياً وبيده منجلة يحرث أرضه بنشاط لا يعرف الملل والكلل.. ولم يعر موكب نابليون انتباهاً.. فقال نابليون لحراسه وقادته: ألا ترون هذا الفلاح الروسي الحقير لم ينظر إلي موكبي وبنات أوروبا يخرجن من غرف نومهن شوقاً وشجناً لمروري أمام منازلهن؟ فأوقف نابليون الموكب وأمر بإحضار الفلاح.. فأتوا به مُكتَّفاً. فقال نابليون: لماذا لم توقف الحراثة وتنظر إلي موكبي..؟ فقال الفلاح: أنا مالي ومال موكبك فأرضي أولي باهتمامي. فقال نابليون: ألا تعرف من أنا؟ فقال الفلاح لا يهمني أن أعرف من أنت؟ فقال نابليون: عليك أن تعرف أنا نابليون الذي سأحتل بلدك. فقال الفلاح: أنت غازي حقير وأحقر من أن تحتل بلدي. فقال نابليون: يجب أن تحمل اسمي معك دائماً لكي تذكرني في كل وقت. وقال لجنوده: اكتبوا اسمي علي ساعده. فأحموا سيخاً من الحديد وكتبوا اسم نابليون علي يده ليكون وشماً لا يستطيع نزعه. فما كان من الفلاح الروسي إلا أن قام برفع منجلة وضرب يده فبترها ورمي بها وسط ذهول جنوده وضباطه. قائلاً: خذ اسمك معك فعار عليّ أن أحمل اسم غاز حقير مثلك. فنظر "نابليون" إلي من حوله.. وقال كلمته المشهورة: "من هنا تبدأ الهزيمة". فكانت بالفعل هزيمته النكراء من روسيا متي ما كان "المواطن" مرتبطاً بحب أرضه وبلده.. فهو بذلك يزرع النصر سنابل خضراء.. ولا يقبل الهزائم.. وهذا ما فعله الجندي المصري في حرب أكتوبر المجيدة فكان له ما أراد. دعاء اللهم يا من عليه يتوكل المتوكلون. وإليه يلجأ الخائفون. وبكرمه وجميل فضله يتعلق الراجون. أسألك يا من رُفعت إليه الأكُف تسأله الحاجات وترجو منه أن يتقبل الدعوات أن يشملنا ويشملكم بعفوه ورحمته وأن يرحم موتانا وموتاكم ويشفي مرضانا ومرضاكم وأن يغفر لنا ولكم ما مضي ويعصمنا فيما بقي. [email protected]