الفريق عبدالمنعم خليل قائد الجيش الثاني الميداني في حرب أكتوبر رؤية عسكرية ثاقبة ورصيداً حافلاً بالعمل العسكري المشرف فالرجل الذي تجاوز 94 عاماً.. تخرج في الكلية الحربية في مايو عام 1941، وشارك في حرب فلسطين 1948، العدوان الثلاثي 1956، حرب اليمن 1962-1967، حرب 1967، حرب الاستنزاف، حرب أكتوبر 1973. ومن هذا المنطلق حين نتحدث عن الجندي المصري والمقاتل الذي لايقهر يجب أن يكون حديثنا مع هذا البطل. قائد الجيش الثاني الميداني في حرب أكتوبر الفريق عبدالمنعم خليل قال في بداية حديثه "أقدم كل التهنئة والحب لقواتنا وجنودنا من أبناء القوات المسلحة، مع نهاية العام، وأتمني أن يكون العام الجديد عام حب وسعادة علي مصرنا الحبيبة والغالية ، فالقوات المسلحة تاريخ من تضحيات أبنائها، العرق والكفاح كان مسيرتها في استعادة أرضها من براثن العدوان، والوطن هدفنا الأول و"الله أكبر" نداؤنا طوال الوقت. وأضاف: "حب الله ورسول الله" كان دائما ما أردده علي لساني ، وجنودي كانوا أمانة في عنقي، أراعي الله فيهم، وأخاف عليهم، الحب والمودة كانت طريقنا لنصر أكتوبر واستعادة أرضنا، طاعة أوامري أثناء المعركة كانت بناء علي الحب والعطف والود، تعلمت الكثير أثناء رحلة الكفاح من أجل النصر من أجل استرداد أرضنا التي ضحينا فيها بكل غال ونفيس وأفخر بأنني جندي من خير أجناد الأرض كما وصفهم الرسول([) وأريد أن أحارب مع قواتنا المسلحة بسيناء وكل ربوع الوطن الذي ضحينا فيه بالعديد من الشهداء في حربي الاستنزاف وأكتوبر حتي تحقق النصر علي أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، ولكن استطاع الجندي المصري بصبره وإيمانه بأرضه أن يقهره. يتابع: الجندي المصري "جندي من ذهب" هكذا وصفه الجنرال الروسي الذي كان يرافقني وقت حرب الاستنزاف فالحرب كانت أسمي أهدافه أعلي من حب الأسرة، فكانوا شغوفين بالحرب أكثر من شؤون أسرهم، فلا شيء في قلبه يعلو فوق حب الوطن الذي يستعد بالتضحية بكل غال وثمين من أجله. وأشار الفريق خليل إلي أن اتباع أحدث وسائل التدريب والمعرفة والعلم الحديث، ومعرفة نقاط قوة وضعف العدو يعد من أبرز عوامل نجاح أي قائد، فالنجاح يحتاج إلي البطل والقائد الذي يجمع بين القيادة والحكمة الذي يجب أن نربي عليه أبناءنا الجنود حتي نستطيع العبور بمصرنا الحبيبة من أي محاولات لدحرها. وأضاف أن قيمة حب الوطن هو الشيء الأهم الذي يجب أن نربي عليه أبناءنا من الجنود، لأن حب الوطن هو العامل الأهم في نجاح بناء الوطن ورفعته، فهذه القيمة تربينا عليها منذ الصغر، فنحن نفدي وطننا بأرواحنا، فالوطن هو الحب والتضحية ويهون كل شيء من أجله من أجل وطن وحياة أفضل في كل شيء.. وشدد علي أن الجندي المصري هو خير أجناد الأرض، وروح التضحية والشجاعة هما سر نجاح ومفتاح شخصية الجندي المصري، وهدفه هو استرداد الأرض التي سلبت بالقوة، فلا شيء أغلي من الوطن وكرامته، فرسول الله صدق حين قال إن الجندي المصري "خير أجناد الأرض" حتي في أصعب الظروف هو قادر علي التحمل فهو يضع النصر أو الشهادة نصب عينيه دائما حتي يستطيع تحقيق أهدافه. "احذر القناصة المصرية" لافتة انتشرت بين ربوع المواقع الإسرائيلية تحذر من قناصة الجنود المصريين، فالعدو كان يعلم جيدا مدي شجاعة وخطورة الجندي المصري الذي يهد الدنيا من أجل وطنه وأرضه، علي عكس الجندي الإسرائيلي جبان ويحارب من وراء الستار دائما. كما كان في حرب فلسطين، وكذلك خط بارليف الذي تمت إقامته من أجل التستر وراءه، فالجندي الإسرائيلي لا يعرف الشجاعة ودائما ما يتهم بالجبن والخوف، ودائما ما يبحث عن الهروب من المواجهة ويختار الستار دائما كي يهرب من المواجهة.