يتفق المجتمع المصري في الهوية ولكن داخله تنوع وأختلاف في الزي فسكان وجه قبلي يختلفون عن الوجه البحري وهكذا المناطق الشعبية والراقية وسكان الواحات والبدو فهل هذا يعني أننا شعوب مختلفة أم هي عادات وتقاليد أو ثقافات مرتبطة بكل مجتمع محلي أم نوع من تأثير الحضارات المتراكمة علي مصر. يقول محمد أيوب صاحب محل ملابس أن الشعب المصري شعب واحد فما أسهل أن تعرفه من شكله الخارجي ولكنه تأثر بكل الحضارات ففي بادئ الأمر كان الزي الفرعوني هو الأساس ثم تأثر بالأتراك وأصبح يرتدي الملاءة اللف وتأثر بالمماليك فارتدي العمامة والجلباب إلا أنه بالرغم من ذلك لم يستطع أحد التأثير علي الهوية المصرية والدليل علي ذلك هو احتفاظنا باللغة العربية فلم يتمكن أحد من فرض لغته علينا فنحن كشعب مرتبطين باللغة والدين أكثر من أي شعب. يضيف أحمد عبدالمنعم محام ان كل مجتمه له عاداته وتقاليده التي يفرضها علي مواطنيه فكل محافظة تعتبر مجتمع صغير يفرض طقوسه واسلوب حياته متأثرا بموروثات الأجداد وهذا لا يعني الإنقسام. يشير مصطفي ميرغني من اسيوط ان محافظات الوجه القبلي تتميز بزي خاص فالرجال يرتدون العمامة والجلباب والسيدات البردة "الملاءة اللف" منذ زمن قديم فاذا رأيتهم في أي مكان تستطيع بسهولة تمييزهم بالرغم من انهم اصبحوا يتماشون مع الآخرين الا أنهم متمسكون بعاداتهم وتقاليدهم فهناك ثوابت لا تتغير ورغم ذلك لا توجد نوازع تميز أو أنفصال بين الصعايدة وباقي أبناء الشعب المصري. هبة أحمد تعمل في محل ملابس تري ان كل منطقة تتميز عن غيرها في طريقة الزي فالمناطق الشعبية يتميزون عن غيرهم بالعباءة السوداء أما المناطق الراقية فتطغي عليه الموضات العالمية فأصبح الاسكيني والأسترتش والبادي من اخر الصيحات والأختلاف مظهري وليس جوهري. تضيف شيماء جاب الله ان مسألة الزي وأختلافاته أصبحت مرتبطة بطبيعة الدخل الشهري والحالة المادية للأسرة فهناك ما هو أهم من شراء الملابس الغالية فألتزامات الاسرة كثيرة والأعباء أكثر وبالرغم من ذلك هناك أماكن توفر الملابس ذات الماركات العالمية باسعار معقولة كمنطقة الوكالة وبورسعيد بما يحقق نوع من التقارب بين فئات المجتمع. الدكتور كامل عمر رئيس قسم الاقتصاد المنزلي بكلية التربية جامعة عين شمس يري أن الإختلافات في ملابسنا ناتجة من عدة أشياء أهمها تغير الثقافات بتغير البيئات فنجد أزياء تميز المناطق الحضرية عن الريفية بل أن مناطق محددة في مصر لها زي يميزها وتعرف من خلاله مثل سكان الواحات والنوبة وبدو سيناء وهذا اختلاف شكلي لأن الترابط الروحي والإنتماء مظلة تجمع كافة المصريين. الدكتور نبيل السمالوطي أستاذ الاجتماع بجامعة الأزهر يقول: أختلاف الملبس وتعدد الزي في مصر ليس مؤشر اننا شعب منقسم ولكن يعني أن لكل مجتمع من المجتمعات المحلية ثقافته الفرعية وهذا يتضح داخل الثقافات المهنية فالطبيب له زيه الخاص والشيوخ ورجال الدين ايضا ونحن كشعب تأثرنا بالزي العالمي والاوروبي فمعظم المجتمعات تأثرت بالغرب وبالموضات وهو ما يعتبر شكل من اشكال العولمة والكوكبية وهو موجود في العالم كله.