تحت عنوان «كنوز سيناء» أصدر المركز الألمانى للإعلام كُتيبا بالألوان بثلاث لغات: العربية والألمانية والإنجليزية وبرعاية وزارة الخارجية الاتحادية ومكتب اليونسكو بالقاهرة، وقام بتصوير الكُتيب الفنان أكسل كراوزه والفنان محمد القبانى حيث قاما بالتقاط جميع الصور من جبال جنوبسيناء وهى تعبر عن المناظر الطبيعية والجمال الموجود فى المجتمع البدوى، كما تشتمل الصور على فساتين الاحتفالات البدوية والتى تعتبر جزءا من التراث السيناوى الفريد. يقول الدكتور مصطفى فودة مستشار وزير الدولة لشئون البيئة: إن مصر تفتخر بحضارة أكثر من خمسة آلاف عاما حيث تجذب هذه الحضارة الساحرة عامًا تلو الآخر ملايين السياح الذين يستمتعون بقضاء عطلاتهم عبر الصحراء وشواطئ البحر الأحمر ومشاهدة الأسماك النادرة. مشيرا إلى أن كل هذا الثراء يجعل سيناء من المناطق الساحرة والتى تتميز برونق خاص وطابع فريد. ويرى فودة أن البدو قد استفادوا منذ قرون بمعرفتهم العميقة بالصحراء وبالطبيعة الجبلية وهم يعرفون جيدا التأثير العلاجى لعالم النباتات المحيط بهم ويقدرون قيمة الحيوانات مثل الإبل والماعز والخراف. قبائل البدو ووصفت سينا ماير بودة صحفية وهى أحد الشركاء المتعاونين فى إصدار كٌٌتيب «كنوز سيناء» حياة القبائل بجنوبسيناء قائلة: ظلت سيناء لوقت طويل من المناطق المصرية المهملة وقد شكل سكانها عاداتهم وثقافتهم وكيانهم الاجتماعى والاقتصادى الخاص بهم. واستوطن البدو تلك المنطقة منذ العصور الوسطى وكثير منهم قدم من المنطقة العربية وتعد سيناء بأكملها عشر قبائل ولكن لا يعيشون كلهم فى محافظة جنوبسيناء، وتحدثت عن قبيلة «الترابين» مؤكدة أنها قبيلة جاءت فى الأصل من فلسطين ويعيشون حاليا فى فلسطين وإسرائيل والأردن وشمال سيناء فى المنطقة الواقعة جنوبالعريش وكذلك جنوبسيناء بين إيلات ونويبع. وفى جنوب نويبع حتى قرب شرم الشيخ تعيش قبيلة «مزنية» وتعتبر أكبر قبيلة من حيث العدد وجاءت عائلاتهم من المملكة العربية السعودية منذ ربعمائة سنة. أما قبيلة «الجبالية» وهذه القبيلة تحتل مكانة خاصة لأن أصولهم من أوروبا ففى القرن السادس عشر بعد الميلاد تم إحضارهم إلى سيناء من قبل القيصر (جوستينيان) لكى يقوموا بحراسة دير الأرثوذكسية اليونانية. وبرغم بعض الاختلافات القليلة إلا أن حياة قبائل البدو تتشابه إلى حد بعيد حيث تتشكل ثقافتهم من البيئة المحيطة بهم والعقيدة الإسلامية والعائلة الكبيرة وعندما يسأل أحد البدو عن اسمه ينبغى عليه أن يذكر خمسة أجيال من اسلافه. موروث حضارى وتعرضت حياة البدو فى المرحلة الأخيرة إلى تغيرات جوهرية بعد تزايد أعداد السائحين فى سيناء واستقرار معظم البدو بها، حيث تبلغ حصتهم ثلث سكان المنطقة، ويظل الكثير منهم متمسكا بعاداته البدوية المتوارثة وملبسه المميز، وهناك العديد من النساء اللاتى يرتدين بفخر «البرقع» المصنوع يدويا والأحزمة والمجوهرات، لكن بطبيعة الحال فإن الكثير من الفتيات السيناويات يلجأن كثيرا إلى شراء الملابس الجاهزة التى تتشابه مع الزى والتصميمات السيناوية. واستلهم الموروث الحضارى للملابس السيناوية مجموعة من مصممى الأزياء فى كل من مصر وألمانيا وقرروا الاستعانة بكنوز سيناء من الملابس اليدوية المصنوعة من خيوط الحرير وبرسوماتها وتصميماتها الفريدة فى أشكال جديدة تناسب المرأة العصرية والمشاركة فى الشكل الجديد فى مهرجان MELEZ الشهير للازياء، والذى يقام سنويا بمدينة بوخوم الألمانية وبحضور متنافسين من كبار مصممى الأزياء العالمية، واكدوا الخبراء والمحللون أن هذا التزاوج بين الماضى والحاضر فى عالم الموضة سيكون له ردود فعل عالمية متوقعة فى عالم الموضة والإكسسوارات لشتاء 2011.