كثرت في الآونة الأخيرة الانتقادات الموجهة للحكومة بأن أيديها مرتعشة في اتخاذ القرارات التي تهم المواطنين خصوصا في ظل أزمات البوتاجاز وعدم استتباب الأمن بصورة كبيرة ومعاناة المرضي في المستشفيات الحكومية ونقص كبير في الأدوية. الجمهورية سألت المواطنين وخبراء الاقتصاد للوقوف علي الحقيقة وهل الحكومة أيديها مرتعشة فعلا أم لا والاجابة في هذا التحقيق. والبداية مع المواطنين.. يقول المهندس ماجد طلعت ان أكبر المشاكل التي تواجه الشارع الآن في أزمة المرور التي تفاقمت كثيراً في الفترة الأخيرة والتي تتطلب جهداً كبيراً من رجال المرور وتكثيف وجودهم في الشارع. ولا أدري لماذا تكتفي الحكومة بالفرجة دون أن تتحرك..ويضيف عادل برسوم بائع.. ليس ان معني الحكومة انتقالية ألا تحاول إيجاد حلول سريعة لأزمة انتشار الباعة الجائلين في نهر الطريق ولابد من عمل حملات لإزالة الاشغالات. أزمات متعددة يقول علي خالد مهندس والذي يشكو من غلاء الأسعار وعدم سيطرة الرقابة عليها من قِبل وزارة التموين التي تتردد في اتخاذ القرار ما بين اعتماد أسعار استرشادية أو العمل بالتسعيرة الجبرية. ويتهم طارق محمد محاسب الذي يتهم الحكومة بالتقصير في حل أزمة أنابيب البوتاجاز التي تعاقبت عليها عشرات الحكومات حتي بعد زيادة سعرها واكتفت بالتصريحات غير الواقعية بدلاً من محاربة مافيا احتكار أو زيادة المعروض. ويحذر يحيي عمر فني بأحد المصانع من تفاقم ظاهرة تسريح العمالة بسبب تردي أوضاع الاقتصاد في البلاد كما ان معظم من تم تسريحهم استدانوا من البنوك بضمان مرتباتهم مما يهدد بخراب بيوتهم والحكومة تقف أمام هذا الوضع مغلولة الأيدي دون التدخل في حل المشكلة. الاستقرار ويقول شريف أمين موظف ان عدم وجود استقرار سياسي في البلاد يعرقل كل فرص الاستثمار التي تأتي من الخارج وعلي الحكومة دور كبير في هذه المسألة لتحسين الصورة الخارجية لمصر. وتقول أم رضوي "بالمعاش" انتظرنا كثيراً بعد الثورة ان تحل مشكلة العلاج الا أنها زادت بعد ارتفاع أسعار الدواء وسوء الخدمة في المستشفيات الحكومية التي يلجأ إليها معظم الشعب. يقول عزت محمود صبري ان عدم التواجد الأمني وعدم إحساس المواطن بالأمان هو أكبر مشكلة تواجه الحكومة الحالية والتي لم تظهر فيها حلول ملموسة علي أرض الواقع. ويقول رجب محدم صاحب محل ان واجب الوزير الحقيقي هو التواجد وسط الجماهير وترك مكتبه وعدم الاعتماد الكلي علي تقارير غير واقعية. الأمن أولاً ويقول الدكتور مصطفي الباز استاذ الاقتصاد وعميد كلية التجارة الأسبق بجامعة قناة السويس ان الشكاوي تردد ان أيدي الحكومة مرتعشة تأتي من المواطنين لأنهم لا يشعرون بأي شيء ملموس قد تغير في حياتهم وهذا الاحساس يجب ان تهتم به الحكومة وتنهض لكي يشعر المواطن بشيء من التحسن في حياته.. واذا نظرنا لمشكلة انبوبة البوتاجاز ومعاناة المواطنين للحصول عليها وأزمة الصرف الصحي وافتقاد الأمن لبعض المواطنين وتعرضهم للسرقة.. كل هذه الأشياء تجعل المواطن يشعر بعدم رضا عن هذه الحكومة.. والحل في تقديري يتمثل في حدود وضع الأمن في المرتبة الأولي وتحقيقه علي أرض الواقع لأنها قضية محورية ينعكس اثارها علي الاقتصاد والحياة الاجتماعية ولابد ان نطبق القانون بمنتهي الحزم والحسم علي المخالفين.. ويضيف الدكتورالباز ان أهم شيء علي المستوي الاقتصادي مطلوب تحقيقه هو الاهتمام بالترويج للاستثمارات المحلية والأجنبية وضرورة طرح حوافز استثمارية وهذا يتم علي محورين الأول تخصيص أراض للمشروعات الاستثمارية وترفيقها بالمياه والكهرباء والصرف الصحي لتكون جاهزة للمشروعات سواء داخلياً أو خارجياً ويتم من المخزون النقدي لدي الدولة. المحور الثاني هو الترويج الاقتصادي السليم للمشروعات من خلال وفود للخارج لشرح هذه الفرص وجاهزية الأراضي ومن هنا نستطيع ان نقيم المشروعات التي ستشغل الشباب وتخفف حدة البطالة. ويري الدكتور الباز ضرورة طرح حزمة حوافز اعفاءات ضريبية وجمركية لتشجيع المشروعات وتصدير الفائض للخارج مما يعود بالنفع علي الاقتصاد وزيادة العملات الخارجية وأخيرا يري ان كل هذه الخطوات في صالح المواطن ولابد للحكومة ان تقوم بها حتي لا يشعر المواطن بأن ايديها مرتعشة. ظروف صعبة يقول الدكتور محمد الميرغني استاذ القانون العام بجامعة عين شمس ان أيدي الحكومة الحالية ليست مرتعشة بقدر كبير لانها تعمل في ظروف بالغة الصعوبة واذا نظرنا بالقياس إلي اداء الحكومات السابقة التي جاءت بعد الثورة لوجدنا اداءها افضل .. واضاف ان هناك مشكلات كثيرة وجدت طريقها للعمل مثل الحد الأدني للاجور من أول العام القادم وان مشكلات كثيرة مثل انقطاع الكهرباء انخفضت نسبتها بشكل كبير. ونا شد الميرغني جميع طبقات الشعب والمثقفين بمساعدة الحكومة حتي نصل إلي نهاية خريطة المستقبل وتبدأ مصر في النهوض. اشار ايضا الي ان حل المشكلات الكبري مثل التعليم والصحة والعشوائيات والحد من البطالة تحتاج لكثير من الوقت وهي تحتاج لاستراتيجية يجب البدء فيها من الآن حتي نجني ثمارها في المستقبل القريب وكل هذه الجهود تحتاج الحكومة فيها الي مساندة المواطنين والخبراء.