بدون مقدمات.. انفجرت ازمة البوتاجاز في المحافظات أخيرا ومع ان فصل الشتاء لم يكشر عن نيابه بعد الا أن العثور علي اسطوانة بوتاجاز صار حلما صعبا وعادت الطوابير والزحام امام المستودعات. ليذكر بواحدة من الازمات التي نكب بها المصريون منذ سنوات ولاتزال الحكومات عاجزة عن حلها. الناس ملت من الحديث عن الوعود بحل المشكلة سواء عن طريق اعادة هيكلة الدعم أو عبر توزيع الغاز بأسلوب الدليفري و الاهرام المسائي تنقل هنا صورة حية من معاناة المحافظات مع ازمة البوتاجاز.. تلك الازمة القديمة المتمددة لعل وعسي ان يتحرك المسئولون للقضاء عليها و الحيلولة دون تكرارها رحمة بالموطنين وحفاظا علي مصداقية الحكومة التي تعهدت اكثر من مرة بالقضاء عليها وإلي الأبد. تعد الإسماعيلية أقل المحافظات التي تعاني أزمة أسطوانات البوتاجاز نظرا لتوافر هذه السلعة داخل المستودعات العامة والخاصة وفي محطات التعبئة لكن الشكوي تنحصر عند أهالي القري, حيث لازال البعض منهم يحصل علي أنبوبة الغاز بمبلغ يزيد عن سعرها الرسمي وحتي نقف علي الحقائق كاملة التقينا شرائح مختلفة من المواطنين. يقول محمود عبد السلام موظف- يسكن في قرية الوادي الأخضر إن أسطوانة البوتاجاز أصبحت متوفرة في متناول أيدينا لكن لا نحصل عليها بسعرها الحقيقي وهو8 جنيهات وإنما يصل ثمنها في المستودعات الخاصة12 جنيها وهذا في الأوقات العادية بعيدا عن فصل الشتاء الذي يدق أبوابه علينا حاليا وحيث بدأ يرتفع سعرها ووصل20 جنيها ونخشي أن يتضاعف أكثر من ذلك ولابد للأجهزة الرقابية أن تمارس دورها للحد من طرح هذه السلعة في السوق السوداء التي يتربح من وراؤها معدوم الضمير وسارقو الدعم. ويضيف فتحي عبد العال يقيم في قرية السلام أن أنابيب البوتاجاز لا نحصل عليها بسهولة وأسعارها في الوقت الراهن تعدت ال15 جنيها وسوف تتضاعف خلال الأيام المقبلة لتصل لحوالي30 و40 جنيها وهذه المشكلة تحدث مع بداية فصل الشتاء حيث يستخدم أصحاب المزارع الداجنة الأنابيب المنزلية لرخص سعرها بالنسبة لهم ويجب تحديد حصص لهم من وزارة البترول والتموين ومراقبتهم جيدا لأنهم أساس الأزمة وجميع الأجهزة تعلم ذلك. ويشير محمد رسلان- يسكن في قرية أم عزام أن السبب الرئيسي وراء مشكلة أنابيب البوتاجاز هو انعدام الضمير لدي البعض من أصحاب المستودعات الذين يفضلون بيعها في السوق السوداء لتحقيق أكبر هامش ربح لصالحهم ويستغلون نقص الكميات الموردة من المصانع وهذا مسلسل عشناه في العهد السابق ولازال مستمرا ويجب علي رجال التموين مراقبة منافذ التوزيع والمطاعم ومزارع الدواجن التي تستخدم الأنابيب المنزلية المدعمة في أعمالهم الخاصة ولو حدث ذلك لن تكون هناك أزمة مطلقا. ويوضح مصطفي عبد السلام يقيم في منطقة الشهداء أن مافيا بيع أنابيب البوتاجاز في السوق السوداء مازالت موجودة بالإسماعيلية وتعمل بعد منتصف الليل بالمرور بالسيارات الخاصة والتروسيكلات البخاري في الشوارع لطرح بضاعتها ويبيعوا الواحدة منها نظير25 جنيها أو أكثر والمطلوب ربط توزيع هذه السلع علي البطاقات التموينية حتي نقضي تماما علي هؤلاء الجشعين الذين يتربحون من وراء الدعم الموجه للمواطنين البسطاء. ويؤكد أحمد عبد الرسول يسكن في قرية المنايف أن الغالبية من أهل مدينة الإسماعيلية العاصمة لا يشعرون بالمعاناة التي نعيشها نحن لوجود الغاز الطبيعي في منازلهم ومشكلتنا عدم ثبات سعر أنبوبة البوتاجاز مابين صعود وهبوط لكن لا يعقل أن يصل ثمنها حاليا ل25 جنيها للاسطوانة الواحدة, ونضطر لشرائها مرغمين ولابد من المسئولين عن المحافظة تعميم دخول الغاز الطبيعي لمختلف المراكز والمدن وقتها لن يكون هناك أزمات علي الإطلاق بالمحافظة. ومن جانبه قال السيد شحاتة رئيس شعبة المواد البترولية بالغرفة التجارية بالإسماعيلية إن السبب ظهور أزمة أنابيب البوتاجاز في الوقت الراهن يرجع لانخفاض الحصة الواردة للمحافظة والتي تصل ل250 ألف اسطوانة من إجمالي400 ألف أنبوبة غاز شهريا وهذا راجع لمشكلة عدم ورود الغاز السائل من الخارج والحلول بيد وزارتي البترول والمالية مع العلم أن مستودعاتنا الخاصة وعددها27 علي مستوي المحافظة تبيع الأنبوبة من الداخل ب8 جنيهات وخارجها ب10 جنيهات والدليفري13 جنيها وأي زيادات تأتي عن طريق الوسطاء الذين يشعلون الأزمة لتحقيق أكبر هامش ربح لصالحهم بخلاف المواطن نفسه الذي لا يكتفي بالحصول علي اسطوانة واحدة وإنما يسعي وقت قلة المعروض من هذه السلعة لشراء أنبوبة إضافية وأتوقع انفراج المشكلة قريبا بشرط تضافر كل الأجهزة المعنية للعمل علي حلها وأضاف صابر أمين-وكيل وزارة التموين بالإسماعيلية أن حصة اسطوانات الغاز توزع من خلال27 مستودعا بجانب محطتين للتعبئة في فايد والرياح ولا يوجد أزمة خانقة في هذه السلعة الضرورية للمواطنين وحملاتنا مستمرة لضبط هواة بيعها في السوق السوداء وحررنا محاضر بشأنها وهناك حملات مكثفة علي أصحاب المزارع الداجنة والمطاعم والكافيتريات السياحية للكشف عن وجود أسطوانات الغاز المنزلية لديهم والشيء الذي يجب الوقوف عنده أن لدينا70 ألف مشترك يستفيدون من الغاز الطبيعي بالمنازل وهذا يخفف من حدة الضغط علي طلب أنابيب البوتاجاز نوعا ما لكن يبقي الدور علي المواطنين سرعة الإبلاغ عن أي شخص يطرح اسطوانات الغاز بأسعار مبالغ فيها ونحن لن نتواني اتخاذ الإجراءات القانونية حياله طالما أنه يود التربح من السلعة المدعمة لصالحهم. رابط دائم :