مازالت إسرائيل تحاول وتسعى بكل الجهد للتملص من الالتزام بنصوص مبادرة السلام الأمريكية التى تم اعتمادها فى قمة شرم الشيخ، ومازالت ماضية فى خرق وقف إطلاق النار، واعتداءاتها المستمرة على الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية ايضا. وبات جليا لكل المتابعين والمهتمين بما يجرى فى المنطقة إصرار الحكومة الصهيونية على عدم الإلتزام بقرار مجلس الأمن رقم «2803» القاضى بطى صفحة العدوان والتوجه إلى السلام والاستقرار فى المنطقة، بوقف إطلاق النار، ووقف الحرب. وفى هذا الإطار مازالت إسرائيل تعمل بكل الطرق للقضاء على الشعب الفلسطيني، وإخلاء غزة من أهلها بالقتل وحرب الإبادة ومنع المعونات والغذاء والدواء، فى ذات الوقت الذى تقوم فيه بالاستيلاء على الأراضى فى الضفة الغربية واخلائها من أهلها وإقامة المستوطنات الإسرائيلية فيها. ولتحقيق ذلك قررت الحكومة الصهيونية أول أمس، المصادقة على إقامة تسعة عشرة مستوطنة جديدة بالضفة الغربيةالمحتلة.. بناء على اقتراح وزير المالية المتطرف «سموتريتش» الذى قال إن تلك خطوة تاريخية تهدف لمنع قيام دولة فلسطينية. والواقع فى الضفة المحتلة يؤكد أن إسرائيل كانت قد اتخذت قرارا بإصدار قانون تفرض بمقتضاه السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربيةالمحتلة، تمهيدا لضم الضفة إلى اسرائيل كما فعلت مع مرتفعات الجولان السورية من قبل. ولكن القرار الفج للكنيست الإسرائيلى فجر حالة شديدة من الغضب والاستنكار من المجتمع الدولى كله، باعتباره اعتداء سافرًا على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وانتهاكا متعمدًا لقرارات مجلس الأمن، وخرقا واضحا لاتفاق السلام الذى تم إقراره فى قمة شرم الشيخ، بناء على المبادرة الأمريكية للسلام،..، وهو ما اضطر إسرائيل لتأجيله. ومن الواضح أن إسرئيل لم تتراجع عما كانت قد أعلنت عنه ولكنها اضطرت تحت الضغط الدولى والرفض الأمريكى الى إرجاء التنفيذ مؤقتاً، ومحاولة الالتفاف على ذلك بالتنفيذ على مراحل،..، أى التوسع المستمر فى إقامة المستوطنات والاستيلاء على الأراضى الفلسطينية بالضفة تدريجيا... وهو ما تقوم به بالفعل حاليا. ويبقى أن نقول.. إن على الولاياتالمتحدة أن تتخلى عن صمتها تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لمبادرة السلام الأمريكية .. وأن تسعى بجدية لوقف ما تقوم به إسرائيل من الخروج على خطة السلام الأمريكية.