خلال الأيام القليلة الماضية وحتى اليوم، كانت إسرائيل ولا تزال تبذل أقصى الجهد للتملص من الالتزام بنصوص وبنود مبادرة السلام الأمريكية، وايجاد ذريعة تتيح لها العودة إلى استئناف الحرب على غزة وخرق الاتفاق على وقف الحرب.. وظهر واضحاً منذ البداية وفور التوصل إلى توافق اقليمى ودولى عام فى شرم الشيخ على وقف الحرب وإنهاء جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني،..، أن حكومة إسرائيل المتطرفة والعنصرية ترى ان وقف الحرب ضد مصالحهم لأنه يمنعهم من تحقيق هدفهم الرئيسى، وهو القضاء على الشعب الفلسطينى بالقتل وحرب الإبادة والحصار والتجويع، بحيث يتم القضاء على القضية الفلسطينية ذاتها، بحيث تستطيع اسرائيل ابتلاع كل الأرض الفلسطينية دون عائق. ولتحقيق ذلك لجأت اسرائيل الى خلق وادعاء بعض الذرائع التى تتيح لها التنصل من الاتفاق والعودة للحرب،..، وعندما فشلت هذه الذرائع فى اقناع أحد وامريكا بالذات ، لجأت اسرائيل للقيام بخطوة استفزازية بالغة الخطورة ، وهى تمرير قانون فى الكنيست لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربيةالمحتلة وعلى المستوطنات غير الشرعية. وقد أثار قرار الكنيست الإسرائيلى العالم كله، وفجر حالة شديدة من الغضب والرفض العربى والإسلامى والأوروبى والدولى ، باعتباره اعتداء اسرائيليا سافرا ووقحا على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وانتهاكا متعمدا للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة،..، كما مثل ايضاً تحديا لما تم التوصل إليه فى قمة شرم الشيخ للسلام فى ظل المبادرة الأمريكية. ليس هذا فقط، بل كان لقرار الكنيست رد فعل غاضب وحاد لدى الإدارة الأمريكية، حيث اعتبر القرار تحديا اسرائيليا مباشرا ومتعمدا لخطة السلام الأمريكية ، وما تضمنته من قرار بوقف الحرب وفتح صفحة جديدة للسلام فى المنطقة،..، وهو ما اعتبره الرئيس الأمريكى ترامب رفضاً لمبادرته وسعياً لإفشالها وتحديا لما اعلنه خلال قمة شرم الشيخ للسلام ، وما تعهد به للمجموعة العربية والإسلامية. وفى هذا السياق أكدت أمريكا رفضها للقرار الإسرائيلي،..، وحذر ترامب اسرائيل بأنها ستفقد كل اشكال الدعم الأمريكى لها اذا أقدمت على تنفيذ قرار الكنيست بضم الضفة الغربية،..، وتوالت بعد ذلك التصريحات الرافضة من فانس نائب الرئيس الأمريكى و مارك روبيو وزير الخارجية.. ثم اختتم ترامب التصريحات بقوله إن ضم اسرائيل للضفة الغربية لن يحدث... ونحن نأمل ألا يحدث هذا الضم..، وأن يتحقق ما قاله ترامب،..، وفى ذلك نقول: أفلح إن صدق.