خلال الأيام القليلة الماضية التى أعقبت قمة السلام فى شرم الشيخ، وما تم فيها من التوقيع على المبادرة الأمريكية للسلام، وإعلان وقف إطلاق النار وانتهاء الحرب فى غزة،..، حاولت إسرائيل بشتى الطرق التملص من الالتزام بما اتفقت ووافقت عليه، وهو ما نصت عليه المبادرة من التوقف عن الحرب. والسبب والدافع وراء محاولات التملص هذه، هو رغبة إسرائيل العارمة فى العودة من جديد لاستئناف الدمار وحرب الإبادة ضد غزة وأهلها وكافة صور الحياة المتبقية فيها حتى الآن،..، هذا إن كان قد بقى فيها شيء لم يتم تدميره. وخلال تلك الأيام وحتى الآن مازالت إسرائيل بقيادة حكومتها المتطرفة والإرهابية برئاسة بنيامين نتنياهو، تحاول بكل السبل والوسائل اقتناع الوسطاء والضامنين للاتفاق والولايات المتحدةالأمريكية على وجه الخصوص، بوجود ذرائع وأسباب تحتم عليها وتبرر لها العودة لاستئناف الحرب والعدوان، والنكوص عما كانت قد التزمت وتعهدت به وهو وقف إطلاق النار وانتهاء الحرب. وفى هذا السياق اتبعت إسرائيل طريقين رأت إنهما يؤديان لعودتها للحرب، أولهما الادعاء بأن حماس لم تلتزم بوقف إطلاق النار، ولم تلتزم بما جاء فى المبادرة من ضرورة تسليم رفات الرهائن المتوفين لإسرائيل، وهو ما تعتبره إخلالاً بالمبادرة، وهو إخلال متعمد يدفع إسرائيل للعودة للحرب. ولكن هذه الذريعة لم تنجح فى اقناع أحد من الوسطاء والولايات المتحدة بالذات، حيث أكدت حماس إنها تحاول جهدها وتبذل كل ما تستطيع للعثور على رفات كل المتوفين الإسرائيليين، ولكن المشكلة التى تقف عقبة فى طريق ذلك، هى أن هذه الجثث مدفونة تحت الركام الهائل واستخراجها يحتاج إلى معدات لا تملكها حماس، وأن ذلك خارج عن إرادتها رغم سعيها الجاد للعثور عليها وتسليمها لإسرائيل. وهنا لجأت إسرائيل إلى الطريق الآخر وهو الادعاء بأن حماس عادت لمهاجمة القوات الإسرائيلية المتواجدة خلف الخطوط الصفراء..وهو ما يعنى عدم التزامها بما تم الاتفاق عليه.. وذلك يعطى إسرائيل من وجهة نظرها الحق فى العودة للحرب،..، ولم تنتظر إسرائيل أذناً من أحد.. بل قامت بالفعل باستئناف غاراتها على قطاع غزة. ولكن هذا الادعاء لم يصمد كثيراً، حيث تبين للوسطاء والجانب الأمريكى بالذات عدم صحته،..، وهو ما اضطر إسرائيل للإعلان مرغمة عن عودتها مرة أخرى للالتزام بوقف الحرب مؤقتاً،..، بحثاً عن ادعاءات وذرائع أخرى تبرر عودتها للحرب واستئناف جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني مرة أخرى.