أحسب أنه لا مفاجأة على الإطلاق فى القول، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» يتحين الفرص ويبحث عن الذرائع، للخروج عن الالتزام بوقف إطلاق النار وتوقف الحرب اللا إنسانية على غزة،...، هذا إذا كان قد التزم به بصورة جدية منذ البداية وحتى الآن. ونحن لا نذيع سرا أو نكشف الغطاء عن شىء مجهول للكثيرين، إذا ما أكدنا على أن «نتنياهو» لم يكن يتمنى أو يريد أن توافق حماس على المبادرة الأمريكية للسلام التى أطلقها الرئيس الأمريكى ترامب. بل على العكس من ذلك تماماً كان «نتنياهو»يأمل وينتظر أن ترفض حماس المبادرة، بحيث لا يضطر إلى إعلان موافقته عليها، وحتى يستطيع الاستمرار فى حرب الإبادة الجماعية، ومسلسل القتل والدمار والتجويع، الذى كان يمارسه بكل الإجرام والعدوانية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة. والمؤكد أن الموافقة العربية والإسلامية على المبادرة الأمريكية ثم موافقة حماس عليها، وضعت «نتنياهو» فى مأزق شديد لم يكن يتمناه على الإطلاق، حيث إنه لم يستطع رفض المبادرة والاعتراض المباشر عليها، ولكنه فى نفس الوقت لم يكن يريد وقف الحرب، ولا يرغب على الإطلاق فى التخلى عن إتمام هدفه الرئيسى، وهو القضاء على الشعب الفلسطينى والخلاص من القضية الفلسطينية نهائيا، بقتل وإبادة الشعب من خلال حرب الإبادة والدمار الشامل والقتل بالجوع ومنع المعونات الإنسانية. ولذلك كان «نتنياهو» يأمل أن تقوم حماس بدلا عنه برفض المبادرة، كى تتحمل هى تبعة الرفض لمبادرة أو خطة الرئيس الأمريكى ترامب، وأن تدفع هى ثمن هذا الرفض وتتيح له فرصة الاستمرار فى القتل والدمار والحرب. وكان «نتنياهو» ولا يزال يأمل أن تجد حماس صعوبة أو استحالة فى الوفاء ببعض البنود أو الشروط التى تحتويها المبادرة الأمريكية، بحيث تتيح له فرصة التراجع عن الالتزام بالمبادرة والعودة إلى القتل والتدمير مرة أخرى. وفى هذا الإطار أحسب أن الساعات والأيام القادمة تحمل فى طياتها الكثير من الاحتمالات، بما سيكون لها من تأثير مباشر على سير الأحداث فى غزة والمنطقة بالإيجاب أو السلب.